<![CDATA[
نشأته وبداية مسيرته العسكرية
ولد والتر كوكسن في 22 يونيو 1870 في مدينة بريزبن، كوينزلاند، أستراليا. تلقى تعليمه في مدرسة كليفتون كوليدج في بريطانيا، ثم عاد إلى أستراليا. في عام 1888، التحق كوكسن بقوة الدفاع الاستعماري في كوينزلاند كضابط. بعد ذلك، حصل على ترقية إلى ملازم ثانٍ في المدفعية في عام 1891. خدم في العديد من الوحدات والتشكيلات المختلفة خلال فترة ما قبل الحرب، وصعد في الرتب.
في بداية حياته المهنية، أظهر كوكسن تفوقًا في القيادة والتدريب، الأمر الذي مكّنه من الحصول على تقدير من رؤسائه وزملائه. عمل كوكسن أيضًا كمدرب، حيث ساهم في تطوير القدرات العسكرية للجنود الأستراليين. كان لديه شغف كبير بالتكتيكات والاستراتيجيات العسكرية، مما دفعه إلى مواصلة دراسته والبحث في هذا المجال.
خلال فترة خدمته المبكرة، شارك كوكسن في العديد من التدريبات والمناورات العسكرية، مما ساعده على اكتساب الخبرة العملية في مختلف جوانب العمليات العسكرية. كما شارك في بعض المهام الخارجية، مما وسع نطاق معرفته بالتحديات التي تواجهها القوات المسلحة في البيئات المختلفة.
الحرب العالمية الأولى
عند اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، كان كوكسن في رتبة مقدم. سرعان ما تم تعيينه لقيادة فوج المدفعية الميدانية الأسترالي الثالث. في بداية الحرب، أُرسل الفوج إلى مصر، حيث شارك في التدريب والاستعدادات قبل الانتقال إلى جبهة القتال الرئيسية.
شارك كوكسن وفوج المدفعية الميدانية الأسترالي الثالث في حملة جاليبولي في عام 1915. خلال هذه الحملة، أظهر كوكسن شجاعة ومهارات قيادية استثنائية في مواجهة ظروف قاسية ومعارك ضارية. كان له دور حاسم في دعم القوات الأسترالية والنيوزيلندية في عمليات الإنزال والدفاع عن مواقعهم. على الرغم من الخسائر الفادحة، أظهر كوكسن قدرة على الحفاظ على الروح المعنوية العالية بين رجاله.
بعد انسحاب الحلفاء من جاليبولي، انتقل كوكسن وفوج المدفعية الميدانية الأسترالي الثالث إلى الجبهة الغربية في فرنسا وبلجيكا. هنا، شارك في العديد من المعارك الرئيسية، بما في ذلك معركة السوم ومعركة أراس ومعركة باسينديل. أظهر كوكسن قدرة على التكيف مع ظروف الحرب المتغيرة باستمرار، وقام بتكييف تكتيكاته واستراتيجياته لتحقيق أقصى قدر من الفعالية.
خلال خدمته في الجبهة الغربية، حصل كوكسن على العديد من الأوسمة والجوائز تقديرًا لشجاعته وقيادته. في عام 1917، تمت ترقيته إلى رتبة عميد، وفي عام 1918، تمت ترقيته إلى رتبة لواء. كان كوكسن قائدًا ذا رؤية، حيث كان يولي اهتمامًا كبيرًا لرفاهية رجاله، ويعمل دائمًا على تحسين أوضاعهم.
بين الحربين العالميتين
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، عاد كوكسن إلى أستراليا. في عام 1920، تمت ترقيته إلى رتبة لواء في الجيش الدائم. شغل العديد من المناصب القيادية والإدارية في الجيش الأسترالي خلال فترة ما بين الحربين، بما في ذلك منصب مدير المدفعية. لعب كوكسن دورًا حاسمًا في إعادة تنظيم الجيش الأسترالي وتحديثه. عمل أيضًا على تطوير العقيدة العسكرية والتدريب، مع التركيز على الدروس المستفادة من الحرب العالمية الأولى.
على الرغم من مساهماته الكبيرة في الجيش، إلا أن كوكسن لم يشارك في أي صراعات كبيرة خلال هذه الفترة. ومع ذلك، فقد استمر في صقل مهاراته القيادية والإدارية، وأصبح شخصية محترمة في الجيش الأسترالي. عمل كوكسن أيضًا كمرشد للعديد من الضباط الشباب، ونقل إليهم خبرته ومعرفته.
خلال هذه الفترة، تابع كوكسن اهتمامه بالتكتيكات والاستراتيجيات العسكرية، وقام بدراسة التطورات في التكنولوجيا العسكرية. كان لديه رؤية واضحة لأهمية تحديث الجيش الأسترالي لمواكبة التهديدات الجديدة التي ظهرت في العالم. ساهم كوكسن في وضع أسس الجيش الأسترالي الحديث، والذي كان سيظهر أهميته في الحرب العالمية الثانية.
الحياة اللاحقة والوفاة
تقاعد كوكسن من الجيش الأسترالي في عام 1930 برتبة لواء. ومع ذلك، استمر في المشاركة في الأنشطة العامة والمجتمعية. شغل منصب رئيس جمعية المحاربين القدامى في كوينزلاند، وقام بتقديم الدعم للمحاربين القدامى وعائلاتهم. كان كوكسن أيضًا عضوًا نشطًا في العديد من المنظمات الأخرى، بما في ذلك نادي بريزبن للخدمات.
في بداية الحرب العالمية الثانية، تم استدعاء كوكسن للخدمة مرة أخرى. تم تعيينه في منصب قيادي في الجيش الأسترالي، وقام بتدريب الجنود الشباب وإعدادهم للحرب. على الرغم من تقدمه في السن، إلا أنه ظل ملتزمًا بخدمة بلاده، وقدم مساهمات قيمة في المجهود الحربي.
توفي والتر كوكسن في 15 ديسمبر 1949 في بريزبن، أستراليا. ترك إرثًا من القيادة والشجاعة والالتزام بالواجب. تم تكريمه لخدمته في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وكذلك لمساهماته في تطوير الجيش الأسترالي. يعتبر كوكسن شخصية مهمة في تاريخ الجيش الأسترالي.
إرثه
يُذكر والتر كوكسن كقائد بارز في الجيش الأسترالي، حيث ترك بصمة واضحة في تاريخه. كان يتمتع بمهارات قيادية استثنائية، وشجاعة لا مثيل لها، وقدرة على التكيف مع الظروف الصعبة. ساهم كوكسن في تحقيق النصر في الحرب العالمية الأولى، وعمل بجد لإعداد الجيش الأسترالي للحرب العالمية الثانية.
إرثه يتجاوز مجرد الإنجازات العسكرية. كان كوكسن رجلاً يتمتع بشخصية قوية، وكان يحظى باحترام كبير من قبل زملائه ورؤسائه. كان ملتزمًا برفاهية رجاله، وكان يعمل دائمًا على تحسين أوضاعهم. كما كان مهتمًا بتطوير العقيدة العسكرية والتدريب، مما ساهم في بناء جيش أسترالي حديث.
إن قصته بمثابة مصدر إلهام للأجيال القادمة. يعلمنا كوكسن أهمية الشجاعة والقيادة والالتزام بالواجب. إن ذكراه باقية في قلوب وعقول أولئك الذين خدموا معه، وفي سجلات التاريخ الأسترالي.
خاتمة
كان اللواء والتر كوكسن ضابطًا أستراليًا بارزًا، لعب دورًا حيويًا في الحرب العالمية الأولى، وساهم بشكل كبير في تطوير الجيش الأسترالي. تميز بشجاعته وقيادته وذكائه التكتيكي، وترك إرثًا دائمًا في تاريخ أستراليا العسكري. خدم كوكسن بلاده بشرف وإخلاص، وظل مثالًا يحتذى به للقيادة العسكرية.