نشأة المجلة وتأسيسها
تأسست مجلة “بين C و D” على يد جويل روز وكاثرين تكسير. كان كلاهما كاتبين ناشئين في ذلك الوقت، وكانا يبحثان عن منفذ لنشر أعمالهما وأعمال كتاب آخرين شاركوا نفس الأفكار والاهتمامات. اختارا اسم “بين C و D” كإشارة إلى شارعي C و D في منطقة Lower East Side، حيث كانا يعيشان. كان هذا الاختيار رمزيًا، حيث عكس تركيز المجلة على منطقة معينة، وعلى مجتمع معين من الفنانين والكتاب.
بدأت المجلة كمنشور صغير، تصدر بكميات محدودة. ومع ذلك، سرعان ما اكتسبت شعبية كبيرة، وتوسعت لتشمل جمهورًا أوسع. كان ذلك بفضل المحتوى المميز للمجلة، والذي تضمن قصصًا قصيرة، وقصائد، ومقالات، ومقابلات، ورسومًا توضيحية. تميزت المجلة بتقديم أعمال كتاب غير تقليديين، ممن كانوا في طليعة الحركات الأدبية والثقافية في ذلك الوقت. ساهمت في ظهور جيل جديد من الكتاب والفنانين الذين أصبحوا مؤثرين فيما بعد.
المحتوى والأسلوب
تميزت مجلة “بين C و D” بمحتواها المتنوع والفريد. ركزت المجلة على نشر أعمال كتاب وفنانين صاعدين، ممن كانوا يقدمون رؤى جديدة ومبتكرة للعالم من حولهم. تضمنت المجلة قصصًا قصيرة تتناول مواضيع مثل الحياة الحضرية، والشباب، والجنس، والهوية. كما نشرت قصائد تجريبية وشعرية، ومقالات نقدية عن الفن والأدب والثقافة الشعبية. بالإضافة إلى ذلك، احتوت المجلة على مقابلات مع كتاب وفنانين مؤثرين، ورسوم توضيحية مميزة.
تميز أسلوب المجلة بالجرأة والابتكار. لم تخف المجلة من طرح مواضيع حساسة، أو من تجربة أساليب كتابة جديدة. كان هدف المجلة هو تحدي القراء وإثارة التفكير، وتقديم بديل للمجلات الأدبية السائدة. ساهمت هذه الجرأة والابتكار في جذب جمهور واسع من القراء، الذين كانوا يبحثون عن محتوى مختلف ومثير للاهتمام.
المساهمون البارزون
استضافت مجلة “بين C و D” أعمال العديد من الكتاب والفنانين البارزين. من بين المساهمين البارزين في المجلة:
- ديفيد بيرن: مغني وموسيقي وكاتب سيناريو.
- جيم كارول: شاعر وكاتب وموسيقي.
- دينيس كوبر: شاعر وروائي وناقد.
- أنيتا دي لوس سانتوس: شاعرة وكاتبة.
- ليندا ياف: روائية.
ساهمت هذه الأسماء في تعزيز سمعة المجلة، وجعلتها وجهة مهمة للكتاب والفنانين الطموحين. كما ساهمت في جذب جمهور واسع من القراء، الذين كانوا يبحثون عن أعمال عالية الجودة ومثيرة للاهتمام.
تأثير المجلة وإرثها
تركت مجلة “بين C و D” أثرًا كبيرًا في المشهد الأدبي والثقافي في فترة الثمانينيات. ساهمت المجلة في تقديم أصوات جديدة ومبتكرة، وتحدي الأفكار السائدة. كما ساهمت في إثراء النقاش حول مواضيع مهمة، مثل الهوية، والجنس، والثقافة الحضرية. كانت المجلة بمثابة منصة مهمة للكتاب والفنانين الصاعدين، وساعدت في ظهور جيل جديد من المبدعين.
على الرغم من توقفها عن الصدور في عام 1990، إلا أن إرث مجلة “بين C و D” لا يزال حيًا حتى اليوم. لا تزال أعمال الكتاب والفنانين الذين نشروا في المجلة تُقرأ وتُدرس، وتُلهم أجيالًا جديدة من المبدعين. يمكن اعتبار المجلة مثالاً على أهمية المجلات الأدبية المستقلة في دعم الحركات الفنية والثقافية، وفي المساهمة في التنوع والإبداع.
أهمية المجلة في سياقها الزمني
لفهم تأثير مجلة “بين C و D” بشكل كامل، يجب وضعها في سياقها الزمني. في الثمانينيات، شهدت منطقة Lower East Side في نيويورك تحولًا كبيرًا. كانت المنطقة تعاني من الفقر والجريمة، ولكنها كانت أيضًا موطنًا لمجتمع فني وثقافي نابض بالحياة. اجتذبت المنطقة الفنانين والكتاب والموسيقيين الذين كانوا يبحثون عن مساحة للإبداع والحرية. كانت مجلة “بين C و D” جزءًا من هذا المشهد، وكانت بمثابة صوت لهذا المجتمع.
في ذلك الوقت، كانت المجتمعات الأدبية والثقافية السائدة تميل إلى إقصاء الأصوات البديلة. كانت مجلة “بين C و D” بمثابة رد فعل على هذا الإقصاء. قدمت المجلة منصة للأصوات المهمشة، وساهمت في إحداث تغيير في المشهد الثقافي. أظهرت المجلة أن هناك طرقًا أخرى للتفكير، وأن هناك قيمًا أخرى تستحق التعبير عنها.
تحديات ومصاعب
واجهت مجلة “بين C و D” العديد من التحديات والمصاعب خلال فترة إصدارها. كان من بين هذه التحديات:
- التمويل: كانت المجلة تعتمد بشكل كبير على التبرعات والإيرادات من المبيعات. كان الحصول على التمويل الكافي يمثل تحديًا دائمًا.
- التوزيع: كان توزيع المجلة يقتصر على عدد قليل من المتاجر والمكتبات المستقلة. كان الوصول إلى جمهور واسع يمثل صعوبة.
- المنافسة: كانت هناك العديد من المجلات الأدبية والثقافية الأخرى في السوق. كان التنافس على جذب القراء والمساهمين شرسًا.
- الرقابة: في بعض الأحيان، واجهت المجلة رقابة على محتواها، خاصة بسبب تناولها لمواضيع حساسة.
على الرغم من هذه التحديات، تمكنت المجلة من البقاء والازدهار لفترة من الوقت، وذلك بفضل تفاني جويل روز وكاثرين تكسير، وبفضل دعم الكتاب والفنانين والمساهمين.
تأثيرها على الأدب والثقافة المعاصرة
لم يقتصر تأثير مجلة “بين C و D” على فترة صدورها. فقد استمر تأثيرها على الأدب والثقافة المعاصرة حتى اليوم. ألهمت المجلة عددًا من الكتاب والفنانين، وأثرت على أساليب الكتابة والتعبير. يمكن رؤية تأثير المجلة في أعمال العديد من الكتاب والفنانين المعاصرين، الذين يواصلون استكشاف المواضيع التي طرحتها المجلة، مثل الهوية، والجنس، والثقافة الحضرية. ساهمت المجلة في فتح الباب أمام المزيد من التنوع والإبداع في الأدب والثقافة.
خاتمة
مجلة “بين C و D” كانت مجلة أدبية رائدة في فترة الثمانينيات، وقدمت مساهمة كبيرة في المشهد الثقافي والأدبي. من خلال نشرها لأعمال كتاب وفنانين صاعدين، وتناولها لمواضيع جريئة، ساهمت المجلة في إثراء النقاش الثقافي، وفي إلهام أجيال من المبدعين. على الرغم من توقفها عن الصدور، إلا أن إرثها لا يزال حيًا، وتأثيرها يظهر في الأدب والثقافة المعاصرة.
المراجع
“`