نشأته وتعليمه
ولد جورج أبوت في جيلدفورد، سري، وهو الابن الأكبر لموريس أبوت وزوجته أليس مارشال. كان والده نساجًا ثريًا ازدهر وتولى مناصب مختلفة في المدينة، بما في ذلك منصب العمدة. تلقى جورج تعليمه الأولي في مدرسة جيلدفورد الملكية المجانية، بفضل منحة قدمها جون باركير، رئيس أساقفة كانتربري. أظهر تفوقًا أكاديميًا مبكرًا، وفي عام 1578، التحق بكلية باليول، أكسفورد، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الآداب عام 1581، ودرجة الماجستير في الآداب عام 1584، والدكتوراه في اللاهوت عام 1597.
حياته الأكاديمية
بعد حصوله على الدكتوراه، أصبح أبوت عميدًا لكلية الجامعة عام 1597، وشغل هذا المنصب حتى عام 1599. اشتهر بكونه محاضرًا بارعًا وواعظًا قويًا، وسرعان ما اكتسب سمعة طيبة كشخصية بارزة في جامعة أكسفورد. في عام 1600، عُين نائبًا لرئيس الجامعة، وهو منصب شغله لعدة فترات. خلال فترة وجوده في أكسفورد، كان أبوت معروفًا بمعتقداته الكالفينية القوية ومعارضته للعقائد الأرمينية.
صعوده في الكنيسة
بدأ صعود أبوت في الكنيسة في بداية القرن السابع عشر. في عام 1604، عُين عميدًا لكاتدرائية وينشستر. وفي نفس العام، شارك في ترجمة الكتاب المقدس المعتمد من قبل الملك جيمس، حيث كان أحد الأعضاء الرئيسيين في المجموعة التي عملت على سفر الرؤيا. في عام 1609، أصبح أسقفًا لليشفيلد وكوفنتري، وفي عام 1610، نُقل إلى أسقف لندن.
رئيس أساقفة كانتربري
في عام 1611، بعد وفاة ريتشارد بانكروفت، تم تعيين أبوت رئيسًا لأساقفة كانتربري. كان هذا التعيين مفاجئًا للكثيرين، حيث كان يُنظر إلى أبوت على أنه كالفيني صارم، بينما كان بانكروفت أكثر ميلًا نحو الأرمينية. ومع ذلك، كان الملك جيمس الأول معجبًا بأبوت واعتبره رجلًا يتمتع بالنزاهة والكفاءة.
خلال فترة ولايته كرئيس أساقفة، كان أبوت مدافعًا قويًا عن العقيدة الكالفينية وسعى إلى قمع الأرمينية في كنيسة إنجلترا. دعم أيضًا القضايا البروتستانتية في أوروبا ولعب دورًا رئيسيًا في التخطيط لزواج الأميرة إليزابيث من فريدريك الخامس، ناخب بالاتينات. ومع ذلك، كانت فترة ولايته كرئيس أساقفة مليئة بالخلافات.
الخلافات والمصاعب
واجه أبوت العديد من الخلافات خلال فترة ولايته كرئيس أساقفة. إحدى أخطر هذه الخلافات كانت حادثة وقعت عام 1621، عندما قتل خطأ حارسًا أثناء الصيد. أثارت هذه الحادثة أسئلة حول ما إذا كان أبوت لا يزال مؤهلاً لشغل منصب رئيس الأساقفة. على الرغم من أن لجنة عينها الملك جيمس برأته في النهاية، إلا أن الحادث أضر بسمعته.
كما كان أبوت على خلاف مع الملك جيمس الأول بسبب سياسة الملك تجاه إسبانيا. عارض أبوت بشدة خطط الملك للزواج من أمير ويلز (لاحقًا الملك تشارلز الأول) منInfanta الإسبانية، واعتبر ذلك تهديدًا للمصالح البروتستانتية. أدى هذا الخلاف إلى توتر العلاقات بين أبوت والملك.
بعد وفاة الملك جيمس الأول عام 1625، استمر أبوت في شغل منصب رئيس الأساقفة في عهد الملك تشارلز الأول. ومع ذلك، فقد فقد الكثير من نفوذه، حيث فضل الملك تشارلز مستشارين أكثر ميلًا نحو الأرمينية، مثل ويليام لود. غالبًا ما كان أبوت يعارض سياسات لود، مما أدى إلى مزيد من التوتر بينهما.
إنجازاته ومساهماته
على الرغم من الخلافات التي واجهها، حقق أبوت العديد من الإنجازات خلال فترة ولايته كرئيس أساقفة. كان مدافعًا قويًا عن التعليم وأشرف على تأسيس العديد من المدارس والمكتبات. كما دعم ترجمة الكتاب المقدس إلى لغات أخرى، وشارك في ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الويلزية.
كان أبوت أيضًا شخصية رئيسية في دعم القضايا البروتستانتية في أوروبا. ساعد في جمع الأموال للمجتمعات البروتستانتية المضطهدة ولعب دورًا في التخطيط للتحالفات العسكرية ضد القوى الكاثوليكية.
تشمل بعض إنجازاته ومساهماته الرئيسية ما يلي:
- المشاركة في ترجمة الكتاب المقدس المعتمد من قبل الملك جيمس.
- الدفاع عن العقيدة الكالفينية في كنيسة إنجلترا.
- دعم القضايا البروتستانتية في أوروبا.
- تأسيس المدارس والمكتبات.
- المشاركة في ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الويلزية.
وفاته وإرثه
توفي جورج أبوت في 4 أغسطس 1633، في فورد، سري، ودُفن في كنيسة الثالوث المقدس في جيلدفورد. كان إرثه معقدًا، حيث كان يُنظر إليه على أنه شخصية مثيرة للجدل خلال حياته. ومع ذلك، يُذكر أيضًا بكونه مدافعًا قويًا عن العقيدة الكالفينية وداعمًا للقضايا البروتستانتية.
لا يزال أبوت شخصية مهمة في تاريخ كنيسة إنجلترا. غالبًا ما يُذكر بكونه رئيس الأساقفة الذي عارض الأرمينية ولعب دورًا في تشكيل الهوية الكالفينية للكنيسة.
آراءه اللاهوتية
كان جورج أبوت كالفينيًا ملتزمًا، وكان يعتقد أن الخلاص يتم بالنعمة وحدها، من خلال الإيمان وحده، وبالمسيح وحده. عارض بشدة الأرمينية، التي أكدت على حرية الإرادة وأهمية الأعمال في الخلاص. يعتقد أبوت أن الأرمينية كانت شكلاً من أشكال البابوية وأنها تهدد نقاء العقيدة البروتستانتية.
كما كان أبوت مدافعًا قويًا عن السيادة الإلهية. كان يعتقد أن الله قد اختار بعض الناس للخلاص قبل تأسيس العالم وأن هذا الاختيار لا يعتمد على أي شيء فعله الناس. كان أبوت يعتقد أيضًا أن الله هو الذي يسيطر على كل شيء يحدث في العالم وأن لا شيء يحدث بدون إذنه.
كانت آراء أبوت اللاهوتية مؤثرة في كنيسة إنجلترا. ساعد في تشكيل الهوية الكالفينية للكنيسة ولعب دورًا في قمع الأرمينية. ومع ذلك، كانت آراء أبوت أيضًا مثيرة للجدل، وعارضها العديد من رجال الدين الآخرين في الكنيسة.
خاتمة
كان جورج أبوت شخصية بارزة في الكنيسة الإنجليزية خلال أوائل القرن السابع عشر. بصفته رئيس أساقفة كانتربري، دافع عن العقيدة الكالفينية ودعم القضايا البروتستانتية. على الرغم من الخلافات التي واجهها، ترك أبوت بصمة دائمة على تاريخ الكنيسة الإنجليزية ولا يزال يُذكر بكونه مدافعًا قويًا عن معتقداته.