تاريخ الحركة
تأسست الحركة الاشتراكية الوطنية في النرويج في عام 2000 تحت اسم “زورن 88″، وهو الاسم الذي يشير إلى رقمين يحملان دلالات نازية. الرقم 88 يمثل الحرف الثامن من الأبجدية الإنجليزية (H)، وهو ما يرمز إلى عبارة “Heil Hitler”. أما كلمة “Zorn” فتعني “غضب” بالألمانية، ويعكس هذا الاسم الأيديولوجية المتطرفة للجماعة.
بمرور الوقت، غيرت الجماعة اسمها إلى الحركة الاشتراكية الوطنية في النرويج. وقد شهدت الجماعة صعودًا وهبوطًا في عدد أعضائها وأنشطتها. في أوجها، قدرت أعداد أعضائها بحوالي 150 عضوًا، معظمهم من الشباب. وقد ركزت الحركة على الدعاية والتجنيد، وتنظيم المظاهرات والمسيرات، وممارسة العنف ضد الأقليات والمهاجرين.
أيديولوجية الحركة
تتبنى الحركة الاشتراكية الوطنية في النرويج أيديولوجية نازية جديدة. تعتمد هذه الأيديولوجية على مجموعة من المعتقدات الأساسية:
- العنصرية: تؤمن الحركة بتفوق العرق الأبيض وتدعو إلى تطهير المجتمع من الأقليات العرقية والدينية.
- معاداة السامية: تعتبر الحركة اليهود أعداءً وتتهمهم بالسيطرة على العالم والتآمر ضد العرق الآري.
- معاداة السامية: تعتبر الحركة اليهود أعداءً وتتهمهم بالسيطرة على العالم والتآمر ضد العرق الآري.
- القومية المتطرفة: تدعو الحركة إلى دولة قومية قوية تحكمها أيديولوجية النازية الجديدة.
- معاداة الديمقراطية: ترفض الحركة النظام الديمقراطي وتدعو إلى نظام ديكتاتوري يقوده زعيم قوي.
- مكافحة الشيوعية والليبرالية: تعتبر الحركة الشيوعية والليبرالية أيديولوجيات مدمرة تهدد قيمها.
تستخدم الحركة وسائل مختلفة لنشر أيديولوجيتها، بما في ذلك الإنترنت والمطبوعات والاجتماعات العامة. كما تحاول تجنيد الشباب من خلال استغلال مشاعر الإحباط والغضب لديهم.
أنشطة الحركة
مارست الحركة الاشتراكية الوطنية في النرويج مجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك:
- الدعاية والتجنيد: قامت الحركة بنشر منشورات ومقاطع فيديو على الإنترنت، وتنظيم حملات دعائية في الشوارع، بهدف تجنيد أعضاء جدد.
- المظاهرات والمسيرات: نظمت الحركة مظاهرات ومسيرات في المدن النرويجية، وغالبًا ما كانت هذه المظاهرات تشمل هتافات معادية للأجانب والعنف اللفظي.
- العنف: تورطت الحركة في أعمال عنف ضد الأقليات والمهاجرين.
- التعاون مع الجماعات المتطرفة الأخرى: أقامت الحركة علاقات مع جماعات نازية جديدة أخرى في النرويج وخارجها، بهدف تبادل الخبرات والتعاون في الأنشطة.
- الأنشطة الثقافية: أقامت الحركة حفلات موسيقية ومعارض فنية تروج لأيديولوجيتها النازية.
تسببت أنشطة الحركة في إثارة القلق في المجتمع النرويجي، وأثارت جدلاً حول حرية التعبير والعنصرية. كما تعرضت لانتقادات شديدة من قبل السياسيين والمنظمات الحقوقية والإعلام.
تأثير الحركة على المجتمع النرويجي
تركت الحركة الاشتراكية الوطنية في النرويج تأثيرًا على المجتمع النرويجي. على الرغم من أنها لم تكن جماعة كبيرة من حيث عدد الأعضاء، إلا أنها نجحت في إثارة القلق والخوف في بعض قطاعات المجتمع. تمثل تأثيرها في عدة نقاط:
- زيادة العنصرية وكراهية الأجانب: ساهمت الحركة في زيادة العنصرية وكراهية الأجانب في النرويج. من خلال نشر أيديولوجيتها المتطرفة، شجعت على التمييز والتحيز ضد الأقليات والمهاجرين.
- تحدي قيم الديمقراطية: شكلت الحركة تحديًا لقيم الديمقراطية الليبرالية في النرويج. من خلال رفضها للديمقراطية ودعوتها إلى نظام ديكتاتوري، سعت إلى تقويض أسس النظام السياسي.
- تأثير على السياسة: أثرت أنشطة الحركة على المناقشات السياسية في النرويج. أدت المخاوف بشأن صعود النازية الجديدة إلى زيادة الاهتمام بمكافحة العنصرية والتطرف.
- تغيير في التشريعات: دفعت أنشطة الحركة إلى تغييرات في التشريعات النرويجية. تم سن قوانين جديدة تهدف إلى مكافحة خطاب الكراهية والجرائم العنصرية.
على الرغم من تأثيرها، إلا أن الحركة لم تحظ بدعم واسع في المجتمع النرويجي. فقد واجهت معارضة شديدة من قبل المجتمع المدني والسياسيين والإعلام. وقد ساهمت هذه المعارضة في الحد من انتشار أفكارها وتأثيرها.
مواجهة الحركة
واجهت الحركة الاشتراكية الوطنية في النرويج معارضة قوية من قبل المجتمع النرويجي. تم اتخاذ عدة إجراءات لمواجهة خطرها:
- المنظمات الحقوقية: قامت المنظمات الحقوقية بتوعية الجمهور بأخطار النازية الجديدة والتمييز العنصري، كما قدمت الدعم القانوني لضحايا العنف والتمييز.
- السياسيون: أدان السياسيون من جميع الأحزاب أنشطة الحركة ودعوا إلى مكافحة العنصرية والتطرف.
- الإعلام: قام الإعلام بتغطية أنشطة الحركة بشكل مكثف، مع التركيز على إدانة أيديولوجيتها والعنف الذي تمارسه.
- المجتمع المدني: قام المجتمع المدني بتنظيم فعاليات وأنشطة لمكافحة العنصرية والتطرف، مثل المظاهرات والندوات والحوارات.
- إنفاذ القانون: قامت الشرطة بمراقبة أنشطة الحركة، والتحقيق في جرائم العنف والتمييز التي ارتكبتها، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد مرتكبيها.
ساعدت هذه الجهود في الحد من انتشار أفكار الحركة والحد من تأثيرها على المجتمع النرويجي.
التطورات الأخيرة
شهدت الحركة الاشتراكية الوطنية في النرويج تراجعًا في السنوات الأخيرة. انخفض عدد أعضائها وأنشطتها بشكل كبير. يعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل:
- المعارضة المجتمعية: واجهت الحركة معارضة قوية من قبل المجتمع النرويجي، مما جعل من الصعب عليها تجنيد أعضاء جدد والحفاظ على أنشطتها.
- إجراءات إنفاذ القانون: قامت الشرطة بمراقبة أنشطة الحركة واتخاذ الإجراءات القانونية ضد أعضائها الذين تورطوا في جرائم.
- الانقسامات الداخلية: شهدت الحركة انقسامات داخلية أدت إلى إضعافها.
- تغيير في المزاج العام: هناك وعي متزايد في النرويج بأخطار العنصرية والتطرف، مما جعل من الصعب على الحركة كسب التأييد.
على الرغم من التراجع، إلا أن الحركة لم تختف تمامًا. لا تزال هناك بعض الخلايا الصغيرة النشطة التي تواصل نشر أفكارها على الإنترنت. من المهم الاستمرار في مراقبة هذه الجماعات واتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة أفكارها المتطرفة.
خاتمة
الحركة الاشتراكية الوطنية في النرويج، أو ما كان يُعرف سابقًا باسم زورن 88، هي جماعة نازية جديدة تركت بصمة في المجتمع النرويجي. على الرغم من أنها لم تكن كبيرة من حيث عدد الأعضاء، إلا أنها تمكنت من نشر أفكارها المتطرفة وإثارة القلق في المجتمع. من خلال فهم تاريخ الحركة، وأيديولوجيتها، وأنشطتها، وتأثيرها، يمكننا العمل على مكافحة العنصرية والتطرف، وحماية قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
المراجع
- NRK – Nynazismen i Norge (باللغة النرويجية)
- National Socialist Movement of Norway – Wikipedia (باللغة الإنجليزية)
- ADL – 88 (hate symbol) (باللغة الإنجليزية)
- Store norske leksikon – Den nasjonalsosialistiske bevegelsen i Norge (باللغة النرويجية)
“`