تعريف التحرش وأنواعه
لا يوجد تعريف واحد متفق عليه عالميًا للتحرش، لكن بشكل عام، يشير إلى أي سلوك غير مرغوب فيه ينتهك كرامة الشخص أو يخلق بيئة تخويف أو عدائية أو مهينة أو مسيئة. يمكن أن يتخذ التحرش أشكالًا عديدة، بما في ذلك:
- التحرش الجنسي: يشمل أي سلوك ذي طبيعة جنسية غير مرغوب فيه، سواء كان لفظيًا أو غير لفظي أو جسديًا. يمكن أن يشمل ذلك النكات الجنسية أو الإيحاءات أو اللمس غير المرغوب فيه أو التهديدات الجنسية الصريحة.
- التحرش العنصري: يستهدف الأفراد بسبب عرقهم أو لونهم أو أصلهم القومي أو إثنيتهم. يمكن أن يشمل ذلك الإهانات العنصرية أو النكات أو الصور النمطية أو الاستبعاد أو التمييز.
- التحرش القائم على الدين أو المعتقد: يستهدف الأفراد بسبب دينهم أو معتقداتهم. يمكن أن يشمل ذلك التعليقات المهينة أو التمييز أو محاولات الإكراه على تغيير المعتقدات.
- التحرش على أساس الإعاقة: يستهدف الأفراد ذوي الإعاقة. يمكن أن يشمل ذلك التعليقات المهينة أو التمييز أو عدم توفير التسهيلات المعقولة.
- التحرش على أساس التوجه الجنسي: يستهدف الأفراد بسبب توجههم الجنسي. يمكن أن يشمل ذلك التعليقات المهينة أو التمييز أو الإفصاح عن التوجه الجنسي دون موافقة.
- التنمر: هو شكل من أشكال التحرش الذي يتميز بسلوك متكرر وعدواني يهدف إلى إيذاء أو تخويف شخص آخر. يمكن أن يشمل ذلك الإيذاء اللفظي أو الجسدي أو الاستبعاد الاجتماعي أو التلاعب.
يمكن أن يحدث التحرش في مجموعة متنوعة من الأماكن، بما في ذلك أماكن العمل والمدارس والجامعات والأماكن العامة وعبر الإنترنت. ويمكن أن يرتكبه الأفراد أو الجماعات، وقد يستهدف شخصًا واحدًا أو مجموعة من الأشخاص.
انتشار التحرش وتأثيره
من الصعب تحديد الانتشار الدقيق للتحرش في المملكة المتحدة، وذلك بسبب طبيعته السرية في كثير من الأحيان وصعوبة الإبلاغ عنه. ومع ذلك، تشير الدراسات الاستقصائية والأبحاث إلى أن التحرش مشكلة واسعة الانتشار تؤثر على نسبة كبيرة من السكان.
على سبيل المثال، وجدت دراسة استقصائية أجرتها TUC (اتحاد نقابات العمال) في عام 2016 أن أكثر من نصف النساء قد تعرضن للتحرش الجنسي في العمل. كما وجدت دراسة استقصائية أجرتها Equalities and Human Rights Commission (لجنة المساواة وحقوق الإنسان) في عام 2018 أن أكثر من ربع البالغين قد تعرضوا للتحرش في مكان العمل في السنوات الخمس الماضية.
يمكن أن يكون للتحرش تأثير مدمر على الضحايا. يمكن أن يؤدي إلى:
- مشاكل الصحة العقلية: مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- مشاكل الصحة البدنية: مثل الصداع وآلام المعدة واضطرابات النوم.
- انخفاض الثقة بالنفس واحترام الذات.
- صعوبة في التركيز والتعلم أو العمل.
- العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة.
- أفكار انتحارية.
بالإضافة إلى تأثيره على الضحايا، يمكن أن يكون للتحرش تأثير سلبي على المؤسسات والمجتمع ككل. يمكن أن يؤدي إلى:
- انخفاض الإنتاجية والمعنويات في مكان العمل.
- زيادة معدلات دوران الموظفين.
- تدهور سمعة المؤسسة.
- زيادة تكاليف التقاضي والتسوية.
- تقويض المساواة والعدالة الاجتماعية.
الأطر القانونية والسياسات في المملكة المتحدة
توجد في المملكة المتحدة مجموعة من القوانين والسياسات التي تهدف إلى منع التحرش والمعاقبة عليه وتوفير الدعم للضحايا. تشمل بعض القوانين الرئيسية:
- قانون المساواة لعام 2010: يحظر التمييز والتحرش على أساس تسع خصائص محمية: العمر والإعاقة وإعادة تحديد الجنسية والزواج والشراكة المدنية والأمومة والحمل والعرق والدين أو المعتقد والجنس والتوجه الجنسي.
- قانون الحماية من التحرش لعام 1997: يجرم التحرش ويمنح المحاكم سلطة إصدار أوامر تقييدية لحماية الضحايا.
- قانون الجرائم الخطيرة لعام 2015: يجرم السيطرة القسرية أو السلوك المسيطر الذي له تأثير خطير على الضحية.
بالإضافة إلى هذه القوانين، توجد أيضًا مجموعة من السياسات والإرشادات التي تهدف إلى منع التحرش في أماكن العمل والمدارس والجامعات. غالبًا ما تتضمن هذه السياسات تعريفات للتحرش وأمثلة عليه وإجراءات للإبلاغ عن التحرش والتحقيق فيه واتخاذ الإجراءات التأديبية.
كما توجد العديد من المنظمات التي تقدم الدعم للضحايا من التحرش، بما في ذلك:
- الخط الوطني للمساعدة بشأن التحرش الجنسي: يقدم الدعم والمعلومات للضحايا من التحرش الجنسي.
- Citizens Advice: تقدم المشورة والمعلومات المجانية والمستقلة بشأن مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك التحرش.
- ACAS (خدمة الاستشارة والتحكيم والتوفيق): تقدم المشورة والإرشادات لأصحاب العمل والموظفين بشأن قضايا التوظيف، بما في ذلك التحرش.
التحديات والفرص
على الرغم من التقدم المحرز في معالجة التحرش في المملكة المتحدة، لا تزال هناك العديد من التحديات. وتشمل هذه التحديات:
- صعوبة الإبلاغ عن التحرش: غالبًا ما يخشى الضحايا من الإبلاغ عن التحرش بسبب الخوف من الانتقام أو عدم التصديق أو إلقاء اللوم عليهم.
- صعوبة إثبات التحرش: غالبًا ما لا يوجد شهود على التحرش، وقد يكون من الصعب جمع الأدلة.
- محدودية العقوبات على التحرش: غالبًا ما تكون العقوبات على التحرش غير كافية لردع المخالفين أو توفير العدالة للضحايا.
- التحرش عبر الإنترنت: يمثل التحرش عبر الإنترنت تحديًا خاصًا، حيث يمكن أن يكون من الصعب تحديد هوية الجناة وإنفاذ القوانين.
ومع ذلك، هناك أيضًا العديد من الفرص لتحسين معالجة التحرش في المملكة المتحدة. وتشمل هذه الفرص:
- زيادة الوعي بالتحرش: يمكن أن تساعد حملات التوعية في تغيير المواقف والسلوكيات وجعل الضحايا يشعرون بمزيد من الراحة للإبلاغ عن التحرش.
- تحسين إجراءات الإبلاغ والتحقيق: يمكن أن يؤدي جعل إجراءات الإبلاغ والتحقيق أكثر سهولة وسرية ونزاهة إلى تشجيع الضحايا على التقدم.
- زيادة العقوبات على التحرش: يمكن أن يساعد فرض عقوبات أشد على التحرش في ردع المخالفين وإرسال رسالة مفادها أن التحرش غير مقبول.
- تطوير استراتيجيات لمنع التحرش عبر الإنترنت: يمكن أن يساعد العمل مع شركات وسائل التواصل الاجتماعي على تطوير استراتيجيات لمنع التحرش عبر الإنترنت وحماية الضحايا.
خاتمة
التحرش مشكلة خطيرة وواسعة الانتشار في المملكة المتحدة، ولها تأثير مدمر على الأفراد والمجتمع ككل. على الرغم من التقدم المحرز في معالجة التحرش، لا تزال هناك العديد من التحديات. ومع ذلك، هناك أيضًا العديد من الفرص لتحسين معالجة التحرش من خلال زيادة الوعي وتحسين إجراءات الإبلاغ والتحقيق وزيادة العقوبات وتطوير استراتيجيات لمنع التحرش عبر الإنترنت. من خلال العمل معًا، يمكننا إنشاء مجتمع أكثر أمانًا واحترامًا للجميع.