نشأته وبداياته
ولد هاري ويتكروفت في مدينة نوتنغهام، إنجلترا. ورث حبه للورود من والدته، التي كانت تهتم ببستان من الورود في منزل العائلة. بدأ ويتكروفت في زراعة الورود في سن مبكرة، وسرعان ما تطورت هوايته إلى شغف. في شبابه، عمل في وظائف مختلفة، لكنه لم يفقد شغفه بالورود أبدًا، وكان يقضي وقته في تعلم كل ما يتعلق بها.
في أوائل العشرينات من عمره، بدأ ويتكروفت في تربية الورود بشكل جدي. قام بشراء قطعة أرض صغيرة، وبدأ في زراعة أنواع مختلفة من الورود. كان لديه رؤية واضحة لما يريد تحقيقه، وهي تطوير ورود جديدة تتميز بجمالها ورائحتها القوية، فضلاً عن سهولة العناية بها. كانت رؤيته هي جعل الورود متاحة للجميع، وليس فقط للأثرياء الذين يمتلكون الحدائق الكبيرة.
تأسيس مشتل هاري ويتكروفت
في عام 1938، أسس هاري ويتكروفت مشتلًا خاصًا به في مدينة نوتنغهام. أطلق على المشتل اسم “هاري ويتكروفت ورود”، وسرعان ما اكتسب سمعة طيبة في إنتاج الورود عالية الجودة. قام ويتكروفت بتربية العديد من أصناف الورود الجديدة، والتي أصبحت مشهورة في جميع أنحاء بريطانيا والعالم. تميزت هذه الأصناف بجمالها ورائحتها الزكية، فضلاً عن قدرتها على التكيف مع الظروف المناخية المختلفة.
كان ويتكروفت رجل أعمال موهوبًا، بالإضافة إلى كونه مزارع ورود ماهرًا. قام بتسويق وروده بذكاء، مستخدمًا الإعلانات والعلاقات العامة لجذب العملاء. كان يشارك بانتظام في المعارض الزراعية، حيث كان يعرض أحدث أصناف وروده، ويقدم النصائح والإرشادات للبستانيين. ساهمت هذه الجهود في زيادة شعبية الورود، وجعلها في متناول شريحة أوسع من الناس.
أصناف الورود التي أنتجها
قام هاري ويتكروفت بإنتاج عدد كبير من أصناف الورود الجديدة على مدار مسيرته المهنية. بعض من أشهر هذه الأصناف تشمل:
- “بايسلي” (Paisley): وردة شاي هجينة ذات لون برتقالي-أحمر جذاب.
- “أبريل كينج” (April King): وردة شاي هجينة ذات لون أصفر ذهبي، تشتهر برائحتها القوية.
- “ماي داي” (May Day): وردة فلوريبوندا ذات لون أحمر زاهي، تتميز بإزهارها الغزير.
- “إيمبيراس” (Embiras): وردة شاي هجينة ذات لون وردي فاتح، تعتبر من أجمل الورود التي أنتجها ويتكروفت.
- “سيمفوني” (Symphony): وردة فلوريبوندا ذات لون أحمر قرمزي، تشتهر بمقاومتها للأمراض.
هذه مجرد أمثلة قليلة من الأصناف العديدة التي أنتجها ويتكروفت. كان كل صنف من وروده يحمل بصمته الخاصة، سواء من حيث اللون، الرائحة، أو الشكل. ساهمت جهوده في إثراء عالم الورود، وجعلها أكثر تنوعًا وجاذبية.
مساهمته في نشر ثقافة الورود
لم يكن هاري ويتكروفت مجرد مزارع ورود، بل كان أيضًا داعية شغوفًا بالورود. كان يرى في الورود أكثر من مجرد نباتات زينة، بل كان يراها رمزًا للجمال والأناقة والسعادة. عمل بجد لنشر ثقافة الورود بين الناس، وإقناعهم بفوائد زراعة الورود في حدائقهم ومنازلهم.
قام ويتكروفت بكتابة العديد من المقالات والكتب حول الورود، والتي نشرت على نطاق واسع. تحدث في هذه المقالات عن تاريخ الورود، وأنواعها، وكيفية العناية بها. قدم نصائح عملية للبستانيين، وشجعهم على تجربة أصناف جديدة من الورود. كما ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، حيث كان يتحدث عن الورود، ويقدم عروضًا توضيحية حول كيفية زراعتها وتقليمها.
علاوة على ذلك، لعب ويتكروفت دورًا نشطًا في جمعيات ومنظمات الورود المختلفة. شغل مناصب قيادية في العديد من هذه المنظمات، وساهم في تنظيم المعارض والمسابقات الخاصة بالورود. عمل على تعزيز التواصل بين مزارعي الورود والبستانيين، وتبادل الخبرات والمعلومات بينهم. كل هذه الجهود ساهمت في زيادة الوعي بأهمية الورود، وتعزيز مكانتها في المجتمع.
الجوائز والتكريمات
حصل هاري ويتكروفت على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياته المهنية، تقديرًا لمساهماته في مجال زراعة الورود. حصل على ميدالية الجمعية الملكية للبستنة (Royal Horticultural Society) في عام 1961، وهي أعلى جائزة يمكن أن يحصل عليها مزارع الورود في بريطانيا. كما حصل على جوائز أخرى من جمعيات ومنظمات الورود المختلفة، تقديرًا لأصناف وروده المتميزة.
كانت هذه الجوائز بمثابة اعتراف رسمي بموهبته وجهوده الدؤوبة في مجال زراعة الورود. كما أنها ساهمت في تعزيز سمعته، وجعلته من أكثر مزارعي الورود احترامًا في بريطانيا والعالم.
إرثه
ترك هاري ويتكروفت إرثًا دائمًا في عالم الورود. ساهمت أصناف وروده الجميلة والرائعة في إثراء الحدائق والمنازل في جميع أنحاء العالم. ألهمت جهوده في نشر ثقافة الورود أجيالًا من البستانيين، وشجعتهم على زراعة الورود والاعتناء بها.
بعد وفاته، استمر مشتل هاري ويتكروفت في إنتاج الورود، والحفاظ على إرثه. لا تزال أصناف وروده تباع في جميع أنحاء العالم، وهي تحظى بشعبية كبيرة بين البستانيين. يعتبر هاري ويتكروفت أحد أعظم مزارعي الورود في التاريخ، وستظل مساهماته في عالم الورود محفورة في الذاكرة.
تأثيره على زراعة الورود الحديثة
لإرث هاري ويتكروفت تأثير كبير على زراعة الورود الحديثة. فقد ساهم في:
- تطوير أصناف جديدة: شجع عمله على تطوير أصناف ورود جديدة، مع التركيز على الصفات المرغوبة مثل اللون، الرائحة، مقاومة الأمراض، وطول فترة الإزهار.
- زيادة شعبية الورود: ساعد في زيادة شعبية الورود بين عامة الناس، مما أدى إلى زيادة الطلب عليها وانتشارها في الحدائق والمنازل.
- تحسين تقنيات الزراعة: ساهم في تطوير وتحسين تقنيات زراعة الورود، بما في ذلك طرق التقليم والتسميد ومكافحة الآفات.
- تبادل المعرفة: شجع على تبادل المعرفة والخبرات بين مزارعي الورود والبستانيين، مما أدى إلى تطوير الصناعة وتحسين جودة الورود.
لا يزال تأثير هاري ويتكروفت ملموسًا حتى اليوم، وهو يلهم البستانيين ومحبي الورود في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
كان هاري ويتكروفت شخصية بارزة في عالم زراعة الورود، وترك بصمة لا تمحى في هذا المجال. من خلال تفانيه في تربية أصناف جديدة من الورود، وجهوده في نشر ثقافة الورود، وتفانيه في مشاركة معرفته، أصبح اسمًا مألوفًا بين البستانيين في جميع أنحاء العالم. لا يزال إرثه حيًا من خلال أصناف وروده الجميلة، وتأثيره الدائم على زراعة الورود الحديثة.
المراجع
- Classic Roses – Harry Wheatcroft
- HelpMeFind – Harry Wheatcroft Roses
- Wikipedia – Harry Wheatcroft
- Gardener’s World – Harry Wheatcroft Rose
“`