الحياة المبكرة والتعليم
ولد غلين ستاسن في 29 فبراير 1936 في مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا. نشأ في عائلة متدينة، وتلقى تعليمه في مدارس الكنيسة. حصل على درجة البكالوريوس من جامعة بيتسبرغ عام 1958، ثم حصل على درجة الماجستير في اللاهوت من مدرسة اللاهوت المعمدانية الشرقية عام 1961. أكمل دراسته بحصوله على درجة الدكتوراه في اللاهوت والأخلاق من جامعة هارفارد عام 1968. وقد شكلت هذه الخلفية التعليمية المتنوعة أساسًا قويًا لعمله المستقبلي في مجال الأخلاق واللاهوت.
المسيرة المهنية
بدأ ستاسن مسيرته المهنية كأستاذ في جامعة بيتسبرغ عام 1968، حيث درّس الأخلاق المسيحية واللاهوت. انتقل إلى جامعة ساوثرن كاليفورنيا عام 1981، حيث عمل كأستاذ للأخلاق المسيحية حتى تقاعده. خلال مسيرته المهنية، شغل مناصب قيادية في العديد من المنظمات الأكاديمية والدينية، بما في ذلك جمعية الأخلاق المسيحية. كان ستاسن محاضرًا ومفكرًا غزير الإنتاج، حيث نشر عددًا كبيرًا من الكتب والمقالات التي أثرت في مجالات الأخلاق واللاهوت والسياسة.
أفكاره وأعماله
كان ستاسن مدافعًا قويًا عن العدالة الاجتماعية والسلام، ورفض العنف بكل أشكاله. آمن بضرورة تطبيق القيم المسيحية في الحياة العامة، ودعا إلى العمل من أجل عالم أكثر عدلاً وإنصافًا. كان من دعاة “السلام العادل”، وهو مفهوم يؤكد على أهمية السلام القائم على العدالة والكرامة الإنسانية، وليس مجرد غياب الحرب. وقد أثرت أفكاره حول السلام والعدالة الاجتماعية في حركات السلام والعدالة في جميع أنحاء العالم.
أحد أهم إسهامات ستاسن هو تطويره لمفهوم “التحول الأخلاقي“. يركز هذا المفهوم على أهمية التغيير الشخصي والاجتماعي من خلال العمل على تحقيق العدالة والرحمة. يعتقد ستاسن أن التحول الأخلاقي يتطلب الالتزام بالمبادئ المسيحية، مثل الحب والتسامح والعدالة، في جميع جوانب الحياة. وقد ساهم هذا المفهوم في توجيه العديد من الأفراد والمجتمعات نحو مسارات أخلاقية أكثر.
من أبرز أعماله:
- “العيش كأشخاص”: هذا الكتاب يقدم نظرة شاملة على الأخلاق المسيحية، مع التركيز على تطبيق القيم المسيحية في الحياة اليومية.
- “السلام العادل”: يقدم هذا الكتاب تحليلًا متعمقًا لمفهوم السلام العادل، ويوضح كيفية تحقيق السلام المستدام من خلال العدالة.
- “أخلاق العنف”: يستكشف هذا الكتاب قضايا العنف والأخلاق، ويقدم رؤية مسيحية للسلام واللاعنف.
الأخلاق والسياسة
ربط ستاسن بين الأخلاق والسياسة بشكل وثيق، مؤكدًا على أن الأخلاق يجب أن توجه القرارات السياسية. كان ينتقد الظلم والتمييز، ويدعم سياسات تعزز العدالة الاجتماعية والمساواة. كان يؤمن بأهمية المشاركة المدنية والمساءلة الحكومية، وشجع المواطنين على الانخراط في العملية السياسية للمطالبة بالتغيير. أيد ستاسن سياسات الرعاية الصحية الشاملة، والتعليم العام الجيد، وحماية البيئة، كجزء من التزامه بالعدالة الاجتماعية.
الدين والبيئة
كان ستاسن من أوائل العلماء الذين سلطوا الضوء على العلاقة بين الدين والبيئة. اعتقد أن المسيحية تدعو إلى رعاية الأرض وحمايتها. كان يدعم سياسات الاستدامة البيئية، ويعارض التدهور البيئي، ويدعو إلى أسلوب حياة أكثر صداقة للبيئة. قدم ستاسن مساهمات كبيرة في تطوير اللاهوت البيئي، وأثرت أفكاره على العديد من الحركات البيئية المسيحية.
التأثير والتقدير
حظي ستاسن باحترام كبير في الأوساط الأكاديمية والدينية. أثرت كتاباته وتعليمه على عدد كبير من الطلاب والباحثين والقيادات الدينية. كان يعتبر صوتًا مهمًا في مجال الأخلاق المسيحية، وكان له تأثير كبير على تطوير الفكر الأخلاقي في العصر الحديث. حصل ستاسن على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لعمله وإسهاماته في مجالات الأخلاق واللاهوت.
إرثه
يستمر إرث ستاسن في التأثير على الفكر الأخلاقي واللاهوتي. تستمر أفكاره حول السلام والعدالة الاجتماعية والبيئة في إلهام الأجيال القادمة. يعيش إرثه من خلال كتاباته ومحاضراته وتلاميذه الذين يواصلون العمل من أجل عالم أكثر عدلاً وإنصافًا. يعتبر ستاسن شخصية محورية في تاريخ الأخلاق المسيحية، وستظل إسهاماته محل تقدير واعتراف.
خاتمة
ترك غلين ستاسن بصمة واضحة في مجالات الأخلاق المسيحية واللاهوت. كان مفكرًا ملتزمًا بالعدالة الاجتماعية والسلام والبيئة، وأثرت أفكاره على نطاق واسع. من خلال كتاباته ومحاضراته، ألهم ستاسن عددًا لا يحصى من الأفراد والمجتمعات للعمل من أجل عالم أفضل. يستمر إرثه في التأثير على الفكر الأخلاقي واللاهوتي حتى يومنا هذا.
المراجع
- موسوعة ويكيبيديا – غلين ستاسن
- كتاب السلام العادل
- مقالة عن غلين ستاسن في كريستيانتي توداي
- تأبين غلين ستاسن في جامعة جنوب كاليفورنيا
“`