خلفية تاريخية
شهدت الفترة بين عامي 1918 و 1931 تحولات سياسية كبيرة في المملكة المتحدة. تميزت هذه الفترة بتداعيات الحرب العالمية الأولى، وصعود حزب العمال كقوة سياسية رئيسية، والتغيرات في النظام الانتخابي، والقضايا الاقتصادية والاجتماعية الملحة. أدت هذه العوامل إلى تقلبات في المشهد السياسي، تجسدت في سلسلة من الانتخابات الفرعية التي عكست المزاج العام المتغير للناخبين.
الانتخابات الفرعية: نافذة على الرأي العام
تعتبر الانتخابات الفرعية بمثابة مؤشر حيوي للرأي العام بين الانتخابات العامة. غالباً ما تستخدم الأحزاب السياسية نتائج هذه الانتخابات لتقييم شعبيتها، وتعديل سياساتها، وتحديد استراتيجياتها الانتخابية المستقبلية. كما توفر الانتخابات الفرعية فرصة للأحزاب الصغيرة والمرشحين المستقلين لتحدي هيمنة الأحزاب الكبرى، وعرض وجهات نظر بديلة على الناخبين.
تحليل الانتخابات الفرعية (1918-1931)
فيما يلي تحليل لأهم الاتجاهات والنتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الفرعية التي جرت بين عامي 1918 و 1931:
- صعود حزب العمال: شهدت هذه الفترة صعوداً ملحوظاً لحزب العمال، الذي تمكن من تحقيق مكاسب كبيرة في العديد من الانتخابات الفرعية، مما يعكس تزايد الدعم الشعبي لسياساته الاجتماعية والاقتصادية.
- تراجع الحزب الليبرالي: عانى الحزب الليبرالي من تراجع كبير في شعبيته خلال هذه الفترة، حيث فقد العديد من المقاعد لصالح حزب العمال والمحافظين في الانتخابات الفرعية.
- قضايا اقتصادية واجتماعية: هيمنت القضايا الاقتصادية والاجتماعية، مثل البطالة والإسكان والرعاية الاجتماعية، على النقاش السياسي في الانتخابات الفرعية، مما أثر على خيارات الناخبين.
- التأثير الإقليمي: أظهرت نتائج الانتخابات الفرعية اختلافات إقليمية واضحة، حيث كانت بعض المناطق أكثر ميلاً لدعم حزب معين دون غيره.
أمثلة على الانتخابات الفرعية الهامة
فيما يلي بعض الأمثلة على الانتخابات الفرعية الهامة التي جرت بين عامي 1918 و 1931:
- انتخابات سبين فالي الفرعية (1919): فاز بها مرشح حزب العمال، مما شكل ضربة قوية للحكومة الائتلافية الليبرالية المحافظة.
- انتخابات نيوبورت الفرعية (1922): فاز بها مرشح الحزب الليبرالي، مما أظهر قدرة الحزب على التعافي بعد فترة من التراجع.
- انتخابات إيلي الفرعية (1926): فاز بها مرشح حزب المحافظين، مما عزز موقف الحزب كقوة سياسية رئيسية.
تأثير الانتخابات الفرعية على السياسة البريطانية
كان للانتخابات الفرعية التي جرت بين عامي 1918 و 1931 تأثير كبير على السياسة البريطانية، حيث ساهمت في:
- تشكيل السياسات الحكومية: أجبرت نتائج الانتخابات الفرعية الحكومات على الاستجابة لمطالب الناخبين، وتعديل سياساتها لتلبية احتياجاتهم.
- تغيير القيادة السياسية: أدت الهزائم في الانتخابات الفرعية إلى استقالة بعض القادة السياسيين، وصعود قادة جدد.
- تحديد مسار الانتخابات العامة: كانت نتائج الانتخابات الفرعية بمثابة مؤشر على نتائج الانتخابات العامة اللاحقة، مما ساعد الأحزاب السياسية على التخطيط لحملاتها الانتخابية.
قائمة تفصيلية بالانتخابات الفرعية (1918-1931)
لتقديم نظرة شاملة، فيما يلي قائمة بالانتخابات الفرعية التي عقدت بين عامي 1918 و 1931، مع معلومات حول المقعد الشاغر، وتاريخ الانتخابات، والفائز:
المقعد | التاريخ | السبب | الفائز | الحزب |
---|---|---|---|---|
إيست هام، شمال | 1919 | الوفاة | جيمس هيندل | حزب العمال |
هال، المركزي | 1919 | الوفاة | السير مارك سايكس | حزب المحافظين |
بوت | 1919 | الوفاة | تشارلز بالي | حزب المحافظين |
بليموث، ساتون | 1919 | الاستقالة | والدورف أستور | حزب المحافظين |
سبين فالي | 1919 | الوفاة | توماس وايتيكر | حزب العمال |
بويل | 1920 | الوفاة | جورج روب | حزب العمال |
ويدنيسبري | 1920 | الوفاة | جوزيف ريفيز | حزب العمال |
دورهام، سبنهيمور | 1920 | الاستقالة | جوزيف بيتي | حزب العمال |
بروملي | 1921 | الترقية إلى مجلس اللوردات | كاتيل | حزب المحافظين |
ويستمنستر، سانت جورج | 1921 | الترقية إلى مجلس اللوردات | ألكسندر إرسكين هيل | حزب المحافظين |
ساوثوارك، المركزي | 1921 | الاستقالة | هاريس | الحزب الليبرالي |
هيرتفوردشاير، هيميل هيمبستيد | 1921 | الوفاة | ميلز | حزب المحافظين |
كامبرويل، نوروود | 1921 | الوفاة | والتر هنيمان | حزب المحافظين |
كورنوال، بودمين | 1922 | الوفاة | إسحاق فوت | الحزب الليبرالي |
جلوسترشاير، سترود | 1922 | الوفاة | جوزيف فرانسوا | حزب المحافظين |
نيوبورت | 1922 | الترقية إلى مجلس اللوردات | رجينالد كلورن | الحزب الليبرالي |
مانشستر، كلايتون | 1922 | الاستقالة | جون ساتون | حزب العمال |
لندن، مقاطعة | 1922 | الاستقالة | بيرسى هاريس | الحزب الليبرالي |
يوركشاير الغربية، بونتفراكت | 1922 | الوفاة | توماس ويليام هولمز | حزب العمال |
ديفونبورت | 1922 | الاستقالة | ليزلى هور بيليشا | الحزب الليبرالي |
ويلز، جامعة | 1922 | الاستقالة | إرنست إيفانز | الحزب الليبرالي |
برادفورد، الشمال | 1924 | الاستقالة | ألفريد إيرنست ميرتز | حزب العمال |
ويست هام، سيلفرتاون | 1924 | الاستقالة | فالنتين مكدوجال | حزب العمال |
أكسفورد | 1924 | الترقية إلى مجلس اللوردات | ر. بوركيت | حزب المحافظين |
ليفربول، ويست توكستيث | 1924 | الوفاة | إيفلين سيلي | حزب المحافظين |
دارتفورد | 1926 | الاستقالة | جيمس إدموند ميلز | حزب العمال |
شروزبري | 1926 | الوفاة | جورج بنيل | حزب المحافظين |
إيلي | 1926 | الترقية إلى مجلس اللوردات | دي فراين | حزب المحافظين |
بورتسموث، الشمال | 1929 | الوفاة | ويليام توماس | حزب العمال |
بلاكبول | 1929 | الترقية إلى مجلس اللوردات | مابل فيليبسون | حزب المحافظين |
ساوثهامبتون | 1931 | الاستقالة | راسل رينكيمان | الحزب الليبرالي |
التحديات المنهجية
إن تجميع قائمة كاملة ودقيقة للانتخابات الفرعية للفترة 1918-1931 يمثل تحديًا منهجيًا. تعتمد هذه القائمة على مصادر تاريخية متنوعة، والتي قد تختلف في دقتها واكتمالها. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من الصعب تحديد السبب الدقيق لبعض الشواغر، خاصة في الحالات التي تنطوي على ظروف معقدة أو غامضة. ومع ذلك، فقد بذل جهد كبير لضمان أن تكون هذه القائمة شاملة قدر الإمكان، وأن تعكس بدقة المعلومات المتاحة.
خاتمة
تعتبر الانتخابات الفرعية التي جرت في المملكة المتحدة بين عامي 1918 و 1931 بمثابة نافذة مهمة على المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي في تلك الفترة. عكست هذه الانتخابات المزاج العام المتغير للناخبين، وساهمت في تشكيل السياسات الحكومية، وتغيير القيادة السياسية، وتحديد مسار الانتخابات العامة اللاحقة. من خلال تحليل نتائج هذه الانتخابات، يمكننا الحصول على فهم أعمق للتحديات والفرص التي واجهت المملكة المتحدة في فترة ما بين الحربين العالميتين.