تاريخ التأسيس والاندماج
تأسست شركة أكتيفيجن في عام 1979، وكانت من أوائل الشركات التي طورت ألعاب الفيديو لوحدات التحكم. اكتسبت شهرة كبيرة في الثمانينيات والتسعينيات من خلال ألعاب مثل “جايغ” (Pitfall!) و “تراكر” (Tony Hawk’s Pro Skater). أما بليزارد إنترتينمنت، فقد تأسست في عام 1991 تحت اسم “سيلكون أند سينابس” (Silicon & Synapse) وغيرت اسمها لاحقًا. اشتهرت بليزارد بإنتاج ألعاب ناجحة مثل “واركرافت” (Warcraft)، “ديابلو” (Diablo)، و “ستار كرافت” (StarCraft).
في عام 2008، أعلنت أكتيفيجن عن اندماجها مع بليزارد إنترتينمنت، وأصبحت الشركة الجديدة تُعرف باسم أكتيفيجن بليزارد. كان هذا الاندماج بمثابة تحول كبير في صناعة ألعاب الفيديو، حيث جمع بين قوتين كبيرتين في هذا المجال. تم دعم الصفقة من قبل فيفندي (Vivendi)، وهي شركة إعلامية فرنسية، التي كانت تمتلك حصة مسيطرة في أكتيفيجن.
الاستوديوهات والعلامات التجارية
تمتلك أكتيفيجن بليزارد مجموعة واسعة من الاستوديوهات، بما في ذلك: أكتيفيجن، بليزارد إنترتينمنت، تريفارك (Treyarch)، إنفينيتي وارد (Infinity Ward)، سيليكون نايت (Beenox)، هاي-ريس ستوديوز (High Moon Studios)، وشخصيات أخرى. يعمل كل استوديو على تطوير ألعاب مختلفة، وغالبًا ما يركز على سلاسل معينة.
تشمل أبرز العلامات التجارية لألعاب أكتيفيجن بليزارد:
- نداء الواجب (Call of Duty): سلسلة ألعاب تصويب من منظور الشخص الأول، من بين الأكثر مبيعًا في العالم.
- عالم ووركرافت (World of Warcraft): لعبة تقمص أدوار جماعية ضخمة على الإنترنت (MMORPG) حققت نجاحًا كبيرًا على مستوى العالم.
- أوفر واتش (Overwatch): لعبة تصويب جماعية من منظور الشخص الأول، تركز على اللعب التعاوني والشخصيات المتنوعة.
- ديابلو (Diablo): سلسلة ألعاب تقمص أدوار أكشن.
- ستار كرافت (StarCraft): لعبة استراتيجية في الوقت الفعلي ذات شعبية كبيرة في مجال الرياضات الإلكترونية.
- كاندي كراش (Candy Crush): لعبة ألغاز على الهاتف المحمول.
- كول أوف ديوتي موبايل (Call of Duty: Mobile): لعبة تصويب من منظور الشخص الأول للهواتف المحمولة.
التحديات والجدل
واجهت أكتيفيجن بليزارد عددًا من التحديات والجدل على مر السنين. في السنوات الأخيرة، تعرضت الشركة لانتقادات بسبب بيئة العمل فيها، بما في ذلك مزاعم التحرش الجنسي والتمييز ضد المرأة. أدت هذه المزاعم إلى دعاوى قضائية وتسويات، بالإضافة إلى تغييرات في قيادة الشركة وسياساتها.
كما واجهت أكتيفيجن بليزارد انتقادات بسبب ممارساتها التجارية، مثل التوجه نحو تحقيق الأرباح على حساب جودة الألعاب، وتقديم محتوى مدفوع داخل الألعاب، بالإضافة إلى تقليل الدعم للاعبين والتركيز على الألعاب الأكثر ربحية.
بالإضافة إلى ذلك، تأثرت الشركة بالتغيرات في صناعة ألعاب الفيديو، مثل صعود الألعاب المجانية (free-to-play) والألعاب على الهاتف المحمول. تحاول أكتيفيجن بليزارد التكيف مع هذه التغييرات من خلال تطوير ألعاب جديدة لهذه المنصات، والاستحواذ على الشركات المتخصصة في هذا المجال.
الاستحواذ من قبل مايكروسوفت
في يناير 2022، أعلنت مايكروسوفت عن خطط للاستحواذ على أكتيفيجن بليزارد في صفقة بلغت قيمتها 68.7 مليار دولار أمريكي. كان هذا الاستحواذ أحد أكبر الصفقات في تاريخ صناعة ألعاب الفيديو. تم الانتهاء من الصفقة في أكتوبر 2023 بعد موافقة الجهات التنظيمية في العديد من البلدان. يعتبر هذا الاستحواذ خطوة مهمة لمايكروسوفت لتعزيز مكانتها في سوق ألعاب الفيديو، من خلال الحصول على مجموعة كبيرة من العلامات التجارية الناجحة والاستوديوهات.
أثار الاستحواذ جدلاً واسعًا، حيث تخوفت بعض الجهات من تأثيره على المنافسة في صناعة ألعاب الفيديو. تعهدت مايكروسوفت بالحفاظ على ألعاب أكتيفيجن بليزارد متاحة على منصات متعددة، بما في ذلك أجهزة ألعاب بلاي ستيشن. ومع ذلك، قد يؤدي الاستحواذ إلى تغييرات في كيفية توزيع الألعاب، والوصول إليها من قبل اللاعبين.
التوجهات المستقبلية
مع استحواذ مايكروسوفت، تواجه أكتيفيجن بليزارد مستقبلًا جديدًا. ستركز الشركة على دمج عملياتها مع مايكروسوفت، وتطوير ألعاب جديدة، والاستفادة من تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي. من المتوقع أن تواصل أكتيفيجن بليزارد الاستثمار في الرياضات الإلكترونية، والألعاب على الهاتف المحمول، وتوسيع نطاق وصولها إلى أسواق جديدة.
تسعى الشركة أيضًا إلى تحسين بيئة العمل لديها، والاستجابة لمخاوف الموظفين واللاعبين. يمثل هذا تحديًا كبيرًا، لكنه ضروري للحفاظ على سمعة الشركة ونجاحها على المدى الطويل.
خاتمة
أكتيفيجن بليزارد هي شركة رائدة في صناعة ألعاب الفيديو، مع تاريخ طويل من النجاح والابتكار. على الرغم من التحديات والجدل الذي واجهته الشركة، فإنها لا تزال قوة مؤثرة في هذا المجال. مع استحواذ مايكروسوفت، تدخل أكتيفيجن بليزارد حقبة جديدة، مع التركيز على النمو المستقبلي، وتقديم تجارب لعب ممتعة للاعبين في جميع أنحاء العالم.