التصميم والبناء
تم تصميم أميرال دوبيريه من قبل المهندس البحري الفرنسي، تشارلز إرنست أوجين بارب. تميز تصميم السفينة بتوزيع غير تقليدي للأسلحة، مع مدافع رئيسية مثبتة في أبراج باربيت على كل من القوس والمؤخرة. تم بناء السفينة في ترسانة بريست، وتم وضع عارضتها في عام 1876، وتم إطلاقها في عام 1879، ودخلت الخدمة في عام 1886.
كانت أميرال دوبيريه سفينة ضخمة، يبلغ طولها الإجمالي 102.8 مترًا (337 قدمًا 3 بوصات)، وعرضها 20.2 مترًا (66 قدمًا 3 بوصات)، وغاطسها 8.4 مترًا (27 قدمًا 7 بوصات). كان إزاحتها 10,820 طنًا متريًا (10,650 طنًا طويلاً). كان هيكل السفينة مصنوعًا من الفولاذ، مع درع فولاذي مركب لحماية الهيكل وأبراج المدافع. بلغ سمك الدرع الرئيسي 550 ملم (21.7 بوصة) في المنتصف، و 400 ملم (15.7 بوصة) عند الحواف.
التسليح
كان تسليح أميرال دوبيريه يتألف من أربعة مدافع رئيسية من عيار 340 ملم (13.4 بوصة) مثبتة في أبراج باربيت. بالإضافة إلى ذلك، كانت السفينة تحمل مدفعين من عيار 164 ملم (6.5 بوصة) في كاسيمات، و 12 مدفعًا سريع الإطلاق من عيار 57 ملم (2.2 بوصة)، و 8 مدافع سريع الإطلاق من عيار 37 ملم (1.5 بوصة). كما كانت مزودة بأنابيب طوربيد عيار 400 ملم (15.7 بوصة).
كانت المدافع الرئيسية قادرة على إطلاق قذائف متفجرة تزن 500 كجم (1,100 رطل) إلى مسافة تصل إلى 9,000 متر (9,800 ياردة). قدمت هذه المدافع قوة نيران هائلة، مما جعل السفينة خصمًا هائلاً في القتال. كان للمدافع الثانوية دور في حماية السفينة من السفن الأصغر حجمًا والقوارب الطوربيدية، في حين استخدمت المدافع السريعة الإطلاق لإسقاط الزوارق الحربية.
المحركات والدفع
تم تشغيل أميرال دوبيريه بواسطة محركات بخارية تعمل بالتردد المزدوج تدفع عمودين للمروحة. تم توفير البخار من 16 مرجلًا تعمل بالفحم. أنتجت المحركات 9,000 حصان متري (8,900 حصان؛ 6,600 كيلو واط) وسرعة قصوى تبلغ 17 عقدة (31 كم/س؛ 20 ميل في الساعة). كان لديها مدى إبحار يبلغ 5,000 ميل بحري (9,300 كم؛ 5,800 ميل).
كانت السفينة مجهزة أيضًا بأشرعة، على الرغم من أنها كانت تستخدم في الغالب لتكملة المحركات البخارية. كانت السفينة قادرة على الإبحار لمسافات طويلة، مما سمح لها بالعمل في جميع أنحاء العالم.
الحياة المهنية
شهدت أميرال دوبيريه خدمة نشطة في البحرية الفرنسية لعدة سنوات. شاركت في العديد من التدريبات والرحلات البحرية، وأظهرت قدرتها على العمل في مجموعة متنوعة من الظروف. في عام 1890، أبحرت السفينة إلى تولون، حيث انضمت إلى الأسطول المتوسطي. في عام 1891، قامت بزيارة إلى الإسكندرية. بعد ذلك، شاركت في العديد من المناورات والتدريبات البحرية.
شاركت أميرال دوبيريه أيضًا في استعراضات بحرية ومهام دبلوماسية. في عام 1895، مثلت فرنسا في حفل افتتاح قناة كييل في ألمانيا. في عام 1897، رافقت السفينة الرئيس الفرنسي في زيارة رسمية إلى روسيا. هذه المهام ساعدت في تعزيز مكانة فرنسا كقوة بحرية عالمية.
في أوائل القرن العشرين، أصبحت أميرال دوبيريه قديمة، حيث ظهرت تصميمات جديدة للسفن الحربية. تم سحبها من الخدمة في عام 1908، وتم استخدامها كمركب تدريب في وقت لاحق.
ميزات التصميم
تميز تصميم أميرال دوبيريه بعدة ميزات مبتكرة في ذلك الوقت. كان استخدام أبراج باربيت للمدافع الرئيسية بمثابة تحسين كبير على تصميمات السفن السابقة، حيث يوفر حماية أفضل للمدافع وأفراد الطاقم. كما ساعد ترتيب المدافع في القوس والمؤخرة على تحسين القدرة على إطلاق النار. كان الدرع المركب المستخدم في السفينة يوفر حماية أفضل من الاختراق مقارنة بالدروع الحديدية المستخدمة في السفن السابقة.
كانت السفينة أيضًا واحدة من أوائل السفن التي تستخدم نظامًا كهربائيًا للإضاءة. أدت هذه الميزة إلى تحسين بيئة العمل على متن السفينة، وجعلت من السهل على الطاقم العمل في الليل. كما استخدمت السفينة نظامًا للتحكم في الحرائق متطورًا في ذلك الوقت، مما سمح للطاقم بإطلاق النار على أهدافهم بدقة أكبر.
التأثير والإرث
كان لأميرال دوبيريه تأثير كبير على تطوير تصميم السفن الحربية. كان تصميمها بمثابة نموذج أولي للعديد من السفن الحربية الأخرى التي بنيت في وقت لاحق. ساعدت الميزات المبتكرة في تصميمها على تحسين كفاءة السفن الحربية وفعاليتها القتالية. ألهمت سفنها التالية من نفس الفئة، بما في ذلك سفن مثل “فالديك روسو” و “شارلمان”.
على الرغم من أنها لم تشارك في أي قتال كبير، إلا أن أميرال دوبيريه تركت بصمة دائمة في تاريخ البحرية الفرنسية. كانت تمثل تقدمًا كبيرًا في تصميم السفن الحربية، وساهمت في تعزيز مكانة فرنسا كقوة بحرية عالمية.
التعديلات والتحسينات
خضعت أميرال دوبيريه لعدة تعديلات وتحسينات خلال فترة خدمتها. في أوائل تسعينيات القرن التاسع عشر، تمت ترقية مدافعها الثانوية إلى مدافع أحدث وأكثر قوة. تم تركيب شبكات مضادة للطوربيد لحماية السفينة من الهجمات من قبل الزوارق الطوربيدية. تم تحسين نظام الاتصالات اللاسلكية للسفينة، مما سمح لها بالتواصل مع السفن الأخرى على مسافات أكبر.
تساهم هذه التعديلات في الحفاظ على قدرة السفينة على المنافسة في البيئة البحرية المتغيرة. على الرغم من هذه التحسينات، أصبحت السفينة قديمة تدريجياً مع ظهور تصميمات جديدة للسفن الحربية.
الخدمة في الحرب العالمية الأولى
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى في عام 1914، كانت أميرال دوبيريه لا تزال في الخدمة، ولكنها لم تعد مناسبة للعمليات القتالية النشطة. تم استخدام السفينة لأدوار مختلفة، بما في ذلك سفينة تدريب وسفينة سجن.
بسبب عمرها وتصميمها، لم تشارك السفينة في أي قتال مباشر خلال الحرب. ومع ذلك، فقد لعبت دورًا في دعم المجهود الحربي الفرنسي. بعد الحرب، تم بيع السفينة للخردة في عام 1921، بعد أن قدمت خدمة طويلة للبحرية الفرنسية.
خاتمة
كانت أميرال دوبيريه سفينة حربية مدرعة رائدة في عصرها، حيث مثلت تقدمًا كبيرًا في تكنولوجيا تصميم السفن. تميزت بتصميمها الفريد، وتسليحها القوي، ومساهمتها في تعزيز قوة البحرية الفرنسية. على الرغم من تقاعدها في النهاية من الخدمة، إلا أن إرثها كأحد رواد تصميم السفن الحربية لا يزال قائمًا.