التاريخ المبكر
تأسست هميس بلاتيبوس في الأصل في عام 1914 كمنشأة لإصلاح السفن والغواصات. تم اختيار الموقع في كيريبيللي نظرًا لموقعه الاستراتيجي في ميناء سيدني، الذي يوفر حماية طبيعية للسفن والغواصات. خلال الحرب العالمية الأولى، خدمت القاعدة كمركز حيوي لإصلاح وصيانة السفن الحربية الأسترالية. في ذلك الوقت، لم تكن القاعدة مخصصة حصريًا للغواصات، ولكنها كانت تؤدي مجموعة متنوعة من المهام لدعم جهود الحرب.
في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، شهدت هميس بلاتيبوس تطورات كبيرة في البنية التحتية والمرافق. مع تزايد أهمية الغواصات في الحروب البحرية، بدأت القاعدة في التخصص في صيانة وإصلاح هذه السفن المتخصصة. تم بناء أحواض جافة جديدة وورش عمل متخصصة لتلبية متطلبات الغواصات الحديثة. هذه الفترة شهدت أيضًا تحسينات في الأرصفة والمراسي، مما سمح للقاعدة باستيعاب عدد أكبر من الغواصات.
الدور خلال الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، أصبحت هميس بلاتيبوس مركزًا حيويًا لعمليات الغواصات التابعة للبحرية الملكية الأسترالية وحلفائها. كانت القاعدة بمثابة نقطة انطلاق للغواصات في مهامها الهجومية والاستطلاعية في المحيط الهادئ. قدمت القاعدة الدعم اللوجستي والتقني الضروري للغواصات، بما في ذلك الإمدادات والوقود والذخيرة. بالإضافة إلى ذلك، قامت القاعدة بإصلاح وصيانة الغواصات المتضررة من القتال. لعبت هميس بلاتيبوس دورًا حاسمًا في تعطيل خطوط إمداد العدو، وحماية الشحن الأسترالي، وتقديم الدعم للقوات المتحالفة في المنطقة.
شهدت القاعدة خلال الحرب العالمية الثانية توسعًا كبيرًا في المرافق والموظفين. تم بناء المزيد من الأحواض الجافة والورش لتلبية متطلبات الحرب المتزايدة. كما تم توظيف عدد كبير من المدنيين والعسكريين للعمل في القاعدة. تعرضت هميس بلاتيبوس لبعض الغارات الجوية من قبل القوات اليابانية، لكنها نجت من أضرار كبيرة. استمرت القاعدة في العمل على مدار الحرب، وتقديم الدعم الحيوي لجهود الحلفاء.
الحرب الباردة والتطورات اللاحقة
بعد الحرب العالمية الثانية، استمرت هميس بلاتيبوس في لعب دور مهم في الدفاع الأسترالي خلال فترة الحرب الباردة. أصبحت القاعدة موطنًا للجيل الجديد من الغواصات الأسترالية، بما في ذلك غواصات الفئة أوبرون. شهدت القاعدة تحديثات وتوسعات لمواكبة التطورات التكنولوجية في صناعة الغواصات. تم بناء مرافق جديدة لتلبية متطلبات الغواصات الحديثة، بما في ذلك ورش عمل متخصصة وأنظمة دعم متقدمة. خلال هذه الفترة، ظلت القاعدة مركزًا حيويًا للتدريب والصيانة والإصلاح لغواصات البحرية الأسترالية.
مع نهاية الحرب الباردة والتغيرات في المشهد الأمني العالمي، بدأت أهمية هميس بلاتيبوس في التراجع. في عام 1999، تقرر إغلاق القاعدة، وتم نقل عمليات الغواصات إلى مواقع أخرى. ومع ذلك، لم يتم التخلي عن الموقع بالكامل. تم الاحتفاظ ببعض المباني والمرافق التاريخية، وتم تحويل جزء كبير من الموقع إلى مساحة عامة ومركز ثقافي.
التحول إلى مركز ثقافي
اليوم، تم تحويل هميس بلاتيبوس إلى وجهة سياحية وتعليمية. يمكن للزوار استكشاف تاريخ القاعدة من خلال المعارض والمتاحف التي تعرض تاريخ الغواصات الأسترالية. تم ترميم العديد من المباني الأصلية، بما في ذلك الأحواض الجافة وورش العمل، مما يسمح للزوار بتجربة الحياة في القاعدة خلال فترات مختلفة من تاريخها. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الموقع إطلالات خلابة على ميناء سيدني.
يشتمل المركز الثقافي على مجموعة متنوعة من المعروضات، بما في ذلك:
- غواصات تاريخية: يمكن للزوار استكشاف غواصات حقيقية والتعرف على التقنيات المستخدمة في تشغيلها.
- المعارض التفاعلية: توفر المعارض التفاعلية تجربة تعليمية شيقة للزوار من جميع الأعمار.
- المعارض التاريخية: تعرض المعارض التاريخية صورًا ومستندات وتسجيلات فيديو تسلط الضوء على تاريخ القاعدة.
بالإضافة إلى ذلك، يستضيف المركز الثقافي بانتظام الفعاليات والأنشطة، بما في ذلك الجولات المصحوبة بمرشدين والمحاضرات والندوات. يهدف المركز إلى الحفاظ على تاريخ هميس بلاتيبوس وتقديمه للأجيال القادمة. يعتبر الموقع أيضًا مكانًا شهيرًا للمناسبات الخاصة وحفلات الزفاف.
أهمية الموقع
تمثل هميس بلاتيبوس أهمية تاريخية كبيرة. لقد لعبت القاعدة دورًا حاسمًا في تاريخ العمليات البحرية الأسترالية، وخاصةً خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة. من خلال الحفاظ على المباني والمرافق الأصلية، يوفر المركز الثقافي فرصة فريدة للزوار للتعرف على تاريخ الغواصات الأسترالية والتعرف على التضحيات التي قدمها الجنود والبحارة الذين خدموا في القاعدة. بالإضافة إلى ذلك، يمثل الموقع مثالًا رائعًا على كيفية تحويل المواقع الصناعية التاريخية إلى مراكز ثقافية وتعليمية.
إرث هميس بلاتيبوس
يعد إرث هميس بلاتيبوس جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الأسترالي. من خلال الحفاظ على الموقع وتحويله إلى مركز ثقافي، تضمن أستراليا أن يتم تذكر دور القاعدة في الدفاع عن البلاد. كما يوفر الموقع للزوار فرصة فريدة للتعرف على تاريخ الغواصات الأسترالية والتعرف على التطورات التكنولوجية التي شكلت هذه السفن المتخصصة. تمثل هميس بلاتيبوس تذكيرًا دائمًا بأهمية التضحية والشجاعة اللتين تميزان تاريخ أستراليا العسكري.
خاتمة
هميس بلاتيبوس هي قاعدة غواصات أسترالية تاريخية تقع في كيريبيللي، سيدني. لعبت دورًا حاسمًا في الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة. اليوم، تم تحويل القاعدة إلى مركز ثقافي يقدم للزوار فرصة لاستكشاف تاريخ الغواصات الأسترالية. تمثل هميس بلاتيبوس رمزًا مهمًا للتاريخ العسكري الأسترالي، وتوفر للزوار تجربة تعليمية لا تُنسى.