التشكيل والتدريب
تم تجنيد الكتيبة السادسة والعشرين في نيويورك من مقاطعة أونيدا والمناطق المحيطة بها في ربيع عام 1861، بعد وقت قصير من اندلاع الحرب الأهلية. اجتذب النداء إلى العلم رجالًا من جميع مناحي الحياة، من المزارعين والحرفيين إلى الطلاب والمعلمين. اجتمع هؤلاء الرجال، بقيادة العقيد ويليام إي. بيري، في معسكر تدريبي بالقرب من مدينة أوتيكا، نيويورك، حيث بدأوا عملية تحويلهم إلى جنود.
كان التدريب في البداية شاقًا ولكنه ضروري. تعلم المجندون الجدد أساسيات المشاة، بما في ذلك الانضباط، وتشكيلات القتال، واستخدام الأسلحة. تم التركيز على إتقان البنادق ذات الفتحات، السلاح الرئيسي المستخدم في ذلك الوقت. تعلم الجنود كيفية تحميل وتصويب وإطلاق النار بدقة، بالإضافة إلى كيفية الحفاظ على أسلحتهم في حالة جيدة.
بالإضافة إلى التدريب العسكري الأساسي، أخذ الجنود دروسًا في التعبئة والتحرك. تعلموا كيفية السير لمسافات طويلة، وحمل المعدات الثقيلة، والتعامل مع متطلبات الحياة الميدانية. كما تلقوا تدريبًا على النظافة والرعاية الطبية، والتي كانت ضرورية للحفاظ على الصحة في الظروف غير الصحية غالبًا للحرب. سرعان ما أدرك الجنود أن التدريب الجيد كان ضروريًا للبقاء على قيد الحياة في ساحة المعركة.
الخدمة المبكرة
بعد التدريب الأولي، تم تعيين الكتيبة السادسة والعشرين في نيويورك في الفرقة الثانية من جيش بوتوماك. بدأت الكتيبة الخدمة الفعلية في خريف عام 1861، حيث شاركت في عدد من الحملات والعمليات.
شهدت الكتيبة أولى معاركها الكبرى في معركة ألينتاون في مايو 1862، والتي كانت جزءًا من حملة شبه الجزيرة. أثبتت الكتيبة شجاعتها وقدرتها القتالية في هذه المعركة، حيث صمدت في وجه هجوم شرس من قبل القوات الكونفدرالية. على الرغم من الخسائر، أظهرت الكتيبة تصميمًا وصلابة ستحدد مسيرتها المهنية.
شاركت الكتيبة أيضًا في معركة أنتيتام في سبتمبر 1862، والتي كانت واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب الأهلية. قاتلت الكتيبة بشجاعة في “حقل الذرة” الشهير، حيث تكبدت خسائر فادحة. على الرغم من هذه الخسائر، واصلت الكتيبة القتال، وأثبتت قدرتها على الصمود في مواجهة الشدة. تركت مشاركتهم في أنتيتام بصمة لا تمحى على تاريخ الكتيبة.
معركة فريدريكسبورغ
شهدت الكتيبة السادسة والعشرون في نيويورك عملًا مكثفًا في معركة فريدريكسبورغ في ديسمبر 1862. هاجمت الكتيبة مواقع كونفدرالية محصنة بشدة على طول سفوح مرتفعات ماري، مما أسفر عن خسائر فادحة. في هذه المعركة، أظهرت الكتيبة مرة أخرى شجاعة وتصميمًا استثنائيين في مواجهة نيران العدو الكثيفة. على الرغم من الهزيمة، فقد تركت شجاعة الكتيبة انطباعًا دائمًا على قادتها ورفاقهم.
كانت معركة فريدريكسبورغ بمثابة اختبار صارم لقدرة الكتيبة على التحمل. أظهر الجنود تصميمًا لا يتزعزع على الرغم من الخسائر الفادحة. عملهم في هذه المعركة، إلى جانب مشاركتهم في حملات سابقة، عزز سمعتهم كقوة يمكن الاعتماد عليها في جيش الاتحاد.
معركة تشانسلورسفيل وغيتيسبيرغ
شاركت الكتيبة السادسة والعشرون في نيويورك في معركة تشانسلورسفيل في مايو 1863. في هذه المعركة، شاركت الكتيبة في قتال عنيف في الغابة، وتعرضت لهجوم من قبل القوات الكونفدرالية. على الرغم من هذه الظروف الصعبة، أثبتت الكتيبة قوتها القتالية. على الرغم من الهزيمة في تشانسلورسفيل، فقد أظهرت الكتيبة قدرتها على القتال بشكل فعال في ساحة المعركة.
كانت مشاركة الكتيبة في معركة غيتيسبيرغ في يوليو 1863، والتي تعتبر على نطاق واسع نقطة تحول في الحرب الأهلية، حاسمة. قاتلت الكتيبة بشجاعة في اليوم الثاني من المعركة، ودافعت عن الخطوط الاتحادية. لعبت الكتيبة دورًا رئيسيًا في صد هجوم الكونفدرالية، مما ساهم في انتصار الاتحاد. كان أداء الكتيبة في غيتيسبيرغ شهادة على انضباطها وتصميمها.
الخدمة اللاحقة
بعد معركة غيتيسبيرغ، شاركت الكتيبة السادسة والعشرون في نيويورك في عدد من الحملات والمعارك اللاحقة. شاركت الكتيبة في حملة برينسيبال، حيث ساهمت في الضغط المستمر على القوات الكونفدرالية. كما شاركت الكتيبة في معركة أوراق الزهور البرية، ومعركة سبوتسيلفانيا، ومعركة كولد هاربور، حيث استمرت في إظهار شجاعتها وتفانيها.
شهدت الكتيبة نهاية الحرب في عام 1865، حيث شاركت في الحملات الأخيرة في فيرجينيا. في النهاية، تم تسريح الكتيبة السادسة والعشرون في نيويورك في يوليو 1865، بعد انتهاء الحرب. غادر الرجال الذين خدموا في الكتيبة جيش الاتحاد، لكنهم تركوا إرثًا دائمًا من الشجاعة والتضحية.
التراث
خلال فترة وجودها، خسرت الكتيبة السادسة والعشرون في نيويورك عددًا كبيرًا من الرجال. قتل أو جرح أو فقد الآلاف من الرجال في القتال، وتعرضوا لظروف قاسية ومرض. ومع ذلك، تركت الكتيبة إرثًا دائمًا من الشجاعة والتضحية. تذكر الكتيبة لشجاعتها وتصميمها في القتال، ومساهماتها في انتصار الاتحاد في الحرب الأهلية.
الكتيبة السادسة والعشرون في نيويورك هي رمز للروح القتالية والوطنية للجنود الذين حاربوا للدفاع عن الاتحاد. يتذكر تاريخهم أولئك الذين شاركوا في الحرب الأهلية، ويستمر تراثهم في إلهام الأجيال القادمة.
خاتمة
الكتيبة السادسة والعشرون في نيويورك، والتي عُرفت أيضًا باسم “الكتيبة الثانية في أونيدا”، كانت وحدة مشاة متميزة في جيش الاتحاد خلال الحرب الأهلية. من خلال المشاركة في العديد من المعارك الحاسمة، مثل أنتيتام وغيتيسبيرغ، أظهرت الكتيبة شجاعة لا مثيل لها وتفانيًا في مهمتها. لقد قدمت الكتيبة مساهمات كبيرة في انتصار الاتحاد، وترك الجنود الذين خدموا فيها إرثًا دائمًا من الشجاعة والتضحية. يعد تاريخهم بمثابة شهادة على صلابة الشعب الأمريكي في مواجهة الشدائد.