نشأة دِيدلي إيرنست
ظهر دِيدلي إيرنست لأول مرة على شاشات التلفزيون الأسترالي في عام 1959 على قناة “ATV-0” (المعروفة الآن باسم Network Ten) في ملبورن. جسد شخصية إيرنست الممثل والمخرج الكوميدي الأمريكي المولد، رون سميث، الذي انتقل إلى أستراليا في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين. كان سميث بالفعل شخصية تلفزيونية معروفة في ذلك الوقت، بسبب عمله في برنامج “In Melbourne Tonight”.
استوحى سميث شخصية دِيدلي إيرنست من مضيفي الرعب الأمريكيين مثل “غور” ومضيفي أفلام الرعب الآخرين. ومع ذلك، أضاف سميث لمسة فريدة من نوعها إلى الشخصية، ممزوجة بفكاهة بريطانية وسوداء. تميز مظهر إيرنست ببدلة سوداء، وقبعة صلبة، ووجه مطلي باللون الأبيض، مما منحه مظهرًا يشبه المهرج القاتم. غالبًا ما كان يحمل شمعة أو مصباحًا يدويًا، وكان يتحدث بصوت أجش ومنخفض.
صعود دِيدلي إيرنست إلى الشهرة
سرعان ما اكتسب دِيدلي إيرنست شعبية كبيرة بين المشاهدين الأستراليين. كان برنامجه، الذي يحمل اسم “دِيدلي إيرنست”، يعرض أفلام رعب كلاسيكية، غالبًا ما تكون منخفضة الميزانية أو غير معروفة. كان إيرنست يقدم هذه الأفلام بأسلوبه المميز، ويقدم تعليقات ذكية، ونكات، وسكيتشات كوميدية. لم يكن مجرد مضيف، بل كان أيضًا شخصية تلفزيونية حقيقية، وغالبًا ما يشارك في المقابلات، ويظهر في الإعلانات التجارية، ويشارك في الفعاليات العامة.
أحد العناصر الرئيسية التي ساهمت في نجاح إيرنست كان قدرته على التواصل مع جمهوره. كان يعرف كيف يجعل المشاهدين يضحكون ويخافون في نفس الوقت. لم يخفِ سميث حبه لأفلام الرعب، وانعكس هذا الشغف في تقديمه. غالبًا ما كان يذكر تفاصيل الإنتاج، ويشير إلى الممثلين والمنتجين، ويشارك في الأحاديث حول أنواع الأفلام.
تأثير دِيدلي إيرنست على الثقافة الشعبية
كان لدِيدلي إيرنست تأثير كبير على الثقافة الشعبية الأسترالية. ألهم البرنامج عددًا لا يحصى من المعجبين، وأثر على جيل كامل من صانعي الأفلام والكتاب. أصبحت عباراته الشائعة مثل “Goodnight, sleep tight, and don’t let the bed bugs bite” (تصبحون على خير، نومًا هنيئًا، ولا تدعوا حشرات الفراش تعضكم) جزءًا من الثقافة الأسترالية.
بالإضافة إلى تأثيره على التلفزيون، كان دِيدلي إيرنست أيضًا شخصية مؤثرة في المسرح الأسترالي. شارك سميث في العديد من الإنتاجات المسرحية، وأثبت أنه ممثل متعدد الاستخدامات. سمح له نجاحه التلفزيوني بتوسيع نطاق مسيرته المهنية، والظهور في مجموعة متنوعة من المشاريع الفنية.
كان البرنامج بمثابة بوابة للعديد من الأطفال الأستراليين إلى عالم أفلام الرعب. في فترة زمنية لم يكن فيها الإنترنت موجودًا، وفر إيرنست فرصة لهؤلاء الأطفال لرؤية الأفلام التي ربما لم يتمكنوا من العثور عليها بطريقة أخرى. كانت الطريقة التي قدم بها هذه الأفلام – بالفكاهة والذكاء – هي التي جعلت البرنامج ممتعًا.
نهاية دِيدلي إيرنست
على الرغم من شعبيته، انتهى برنامج دِيدلي إيرنست في عام 1978. ومع ذلك، استمر رون سميث في العمل في التلفزيون والمسرح حتى وفاته في عام 2004. ترك إرثًا دائمًا في التلفزيون الأسترالي، وتُذكر شخصية دِيدلي إيرنست حتى يومنا هذا كواحدة من أكثر الشخصيات المحبوبة والأكثر تأثيرًا في تاريخ التلفزيون الأسترالي.
على الرغم من انتهاء البرنامج، إلا أن تأثير إيرنست لا يزال ملموسًا. هناك مجتمعات للمعجبين ومجموعات عبر الإنترنت مخصصة له، ويتم عرض حلقات من برنامجه بانتظام في المهرجانات السينمائية وغيرها من الفعاليات. يعد دِيدلي إيرنست تذكيرًا بأهمية الترفيه، وكيف يمكن لشخصية واحدة أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الكثير من الناس.
أفلام رعب مميزة
عرض برنامج دِيدلي إيرنست مجموعة واسعة من أفلام الرعب. إليك بعض الأمثلة:
- Night of the Living Dead (1968): فيلم زومبي كلاسيكي من إخراج جورج روميرو.
- The House on Haunted Hill (1959): فيلم رعب من بطولة فينسنت برايس.
- Plan 9 from Outer Space (1957): فيلم خيال علمي ورعب سيئ السمعة من إخراج إدوارد وود.
- The Little Shop of Horrors (1960): فيلم كوميدي رعب من إخراج روجر كورمان.
خاتمة
كان دِيدلي إيرنست شخصية تلفزيونية أسترالية محبوبة، اشتهر بتقديمه لأفلام الرعب بأسلوب فريد ومرح. من خلال فكاهته السوداء وشخصيته المميزة، أصبح رمزًا ثقافيًا، وألهم عددًا لا يحصى من المعجبين. على الرغم من انتهاء برنامجه، إلا أن إرثه مستمر في التأثير على الثقافة الشعبية الأسترالية.