التصميم والبناء
تم بناء فييرلس في حوض بناء السفن يارو في سكوتستاون، غلاسكو. بدأ العمل على السفينة في 28 مارس 1933، وتم إطلاقها في 12 مارس 1934، ودخلت الخدمة في 28 سبتمبر 1934. كان تصميم السفينة يعتمد على التصميم القياسي للمدمرات البريطانية في تلك الفترة، مع بعض التحسينات التي تهدف إلى تحسين الأداء والقدرة على البقاء.
كانت مواصفات فييرلس تشمل الإزاحة القياسية التي بلغت 1,345 طنًا والإزاحة القصوى 1,785 طنًا. بلغ طولها الإجمالي 329 قدمًا (100 متر)، وعرضها 33 قدمًا (10 أمتار)، وغاطسها 12 قدمًا و 3 بوصات (3.73 متر). كانت السفينة مدعومة بمحركات بخارية تعمل بالتروس، والتي تدفعها إلى سرعة قصوى تبلغ 36 عقدة (67 كم / ساعة). كان تسليحها الأساسي يتكون من أربعة مدافع عيار 4.7 بوصات (120 ملم) في تركيبات فردية، ومدفع مضاد للطائرات من عيار 12.7 ملم، بالإضافة إلى أنابيب طوربيد ثلاثية عيار 21 بوصة (533 ملم).
الخدمة المبكرة والسنوات التي سبقت الحرب
بعد دخولها الخدمة، تم تعيين فييرلس في أسطول الوطن، حيث شاركت في التدريبات الروتينية والمناورات البحرية. أمضت السفينة معظم السنوات التي سبقت الحرب في السلام، وحضرت العديد من الزيارات الودية إلى الموانئ في جميع أنحاء أوروبا.
في عام 1938، شاركت فييرلس في التدريبات البحرية المكثفة، مما ساعد على تحسين استعدادها للحرب. ومع تزايد التوترات في أوروبا، أدركت البحرية الملكية الحاجة إلى زيادة الاستعداد، وكانت فييرلس جزءًا من هذا الجهد.
الحرب العالمية الثانية
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939، تم تكليف فييرلس بواجبات الدوريات والحراسة في المياه البريطانية. شاركت في العديد من العمليات المبكرة، بما في ذلك مرافقة القوافل والبحث عن الغواصات الألمانية.
في أبريل 1940، شاركت فييرلس في حملة النرويج، حيث قدمت الدعم المدفعي للقوات المتحالفة التي تقاتل ضد القوات الألمانية الغازية. خلال هذه الفترة، تعرضت السفينة لهجمات جوية متعددة، لكنها نجت من الأذى الجسيم.
في مايو 1940، شاركت فييرلس في عملية إخلاء دونكيرك، حيث ساعدت في إنقاذ آلاف الجنود المتحالفين من الشاطئ الفرنسي. أبحرت السفينة ذهابًا وإيابًا عبر القناة الإنجليزية تحت نيران العدو، ونقلت الجنود إلى بر الأمان.
بعد معركة دونكيرك، واصلت فييرلس أداء واجبات الحراسة والمرافقة، وحاربت في البحر الأبيض المتوسط. في نوفمبر 1940، شاركت في معركة كيب سبارتيفنتو، حيث ساعدت في إغراق مدمرة إيطالية.
في عام 1941، شاركت فييرلس في حملة شمال أفريقيا، حيث قدمت الدعم المدفعي للقوات المتحالفة التي تقاتل في الصحراء. شاركت السفينة في العديد من العمليات الهجومية والدفاعية، بما في ذلك معركة رأس ماتابان.
في عام 1942، تم إرسال فييرلس إلى المحيط الهندي، حيث انضمت إلى الأسطول الشرقي. شاركت السفينة في العديد من العمليات ضد اليابان، بما في ذلك غارات على أهداف في الهند الصينية والملايو.
في عام 1944، عادت فييرلس إلى المياه البريطانية، حيث شاركت في التحضيرات لغزو نورماندي. خلال عملية الإنزال، قدمت السفينة الدعم المدفعي للقوات البرية التي تقاتل على الشاطئ.
بعد انتهاء الحرب في عام 1945، تم إخراج فييرلس من الخدمة. تم بيع السفينة للخردة في عام 1946.
العمليات الرئيسية
- حملة النرويج (1940): قدمت الدعم المدفعي للقوات المتحالفة.
- عملية إخلاء دونكيرك (1940): ساعدت في إخلاء القوات المتحالفة.
- معركة كيب سبارتيفنتو (1940): شاركت في إغراق مدمرة إيطالية.
- حملة شمال أفريقيا (1941): قدمت الدعم المدفعي للقوات المتحالفة.
- العمليات في المحيط الهندي (1942-1944): شاركت في العمليات ضد اليابان.
- عملية الإنزال في نورماندي (1944): قدمت الدعم المدفعي للقوات البرية.
التعديلات
خلال فترة خدمتها، خضعت فييرلس لتعديلات مختلفة لتحسين قدراتها. تضمنت هذه التعديلات إضافة مدافع مضادة للطائرات إضافية، وتحسين نظام الرادار، وتركيب معدات جديدة للتعامل مع الغواصات.
مصير السفينة
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تم سحب فييرلس من الخدمة في عام 1946. تم بيعها للخردة في نفس العام، وبذلك انتهت مسيرة هذه المدمرة البطولية.
خاتمة
كانت سفينة صاحبة الجلالة فييرلس مدمرة من فئة “إف” قدمت خدمة مميزة خلال الحرب العالمية الثانية. شاركت في العديد من العمليات الهامة، بما في ذلك حملة النرويج، وعملية إخلاء دونكيرك، والعمليات في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، وعملية الإنزال في نورماندي. على الرغم من أنها غرقت في عام 1946، إلا أن فييرلس تركت إرثًا من الشجاعة والصلابة في سجلات البحرية الملكية.