تاريخ الحديقة
يعود تاريخ حدائق بارك آند تيلفورد إلى أوائل القرن العشرين، عندما اشترى رجل الأعمال الأمريكي، جيمس بارك، وزميله، جيمس تيلفورد، قطعة أرض في شمال فانكوفر لتأسيس مصنع لتقطير الويسكي. تم بناء المصنع في عام 1920، وسرعان ما أصبح معلمًا بارزًا في المنطقة. ومع مرور الوقت، أدرك أصحاب المصنع أهمية توفير مساحات خضراء لموظفيهم والمجتمع المحيط. بدأوا في زراعة الحدائق والمساحات الخضراء حول المصنع، مما أدى إلى تطوير ما يعرف الآن بحدائق بارك آند تيلفورد.
في عام 1990، تم إغلاق مصنع التقطير. وبعد ذلك، اشترت شركة التطوير العقاري، “أبيكس بروبرتيز”، الموقع بهدف تحويله إلى منطقة سكنية وتجارية. ومع ذلك، تم الحفاظ على الحدائق وتوسيعها، مع التركيز على الحفاظ على التراث التاريخي للموقع. في عام 1994، تم افتتاح حدائق بارك آند تيلفورد رسميًا كحديقة نباتية عامة، مفتوحة للجمهور.
تصميم الحديقة وميزاتها
صُممت حدائق بارك آند تيلفورد لتكون مزيجًا من الجمال الطبيعي والتصميم البستاني المدروس. تبلغ مساحة الحديقة حوالي 7.5 فدان، وتضم مجموعة متنوعة من الحدائق ذات الطابع الخاص والممرات المتعرجة والمسطحات الخضراء المفتوحة. تم تصميم كل قسم من الحديقة بعناية ليعرض أنواعًا مختلفة من النباتات، من الأشجار والشجيرات إلى الزهور والأعشاب.
- حديقة الورود: تضم مجموعة متنوعة من الورود الجميلة بألوانها وأشكالها المختلفة.
- حديقة الأعشاب: تعرض مجموعة متنوعة من الأعشاب العطرية والطبية، بالإضافة إلى معلومات حول استخداماتها.
- حديقة الزهور البرية: تقدم لمحة عن النباتات المحلية في كولومبيا البريطانية.
- حديقة المياه: تتميز ببركة هادئة وشلالات ونباتات مائية متنوعة.
- حديقة النحت: تعرض مجموعة من المنحوتات الفنية التي تتناغم مع المناظر الطبيعية.
بالإضافة إلى الحدائق، توفر بارك آند تيلفورد العديد من المرافق الأخرى، بما في ذلك مساحة للفعاليات، ومقهى، ومتجر هدايا. تجذب الحديقة الزوار على مدار العام، وتقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات، بما في ذلك الجولات الإرشادية، وورش العمل التعليمية، والمهرجانات الموسمية.
النباتات والحيوانات
تعتبر حدائق بارك آند تيلفورد موطنًا لمجموعة واسعة من النباتات، بما في ذلك النباتات المحلية والغريبة. تزرع الحديقة النباتات بعناية لتوفير موطن مناسب للحيوانات. وتشمل النباتات الشائعة في الحديقة:
- الأشجار المتنوعة، مثل أشجار القيقب، والصنوبر، والتنوب.
- الشجيرات المزهرة، مثل أزهار الرودودندرون، والأزاليا، والياسمين.
- الزهور الموسمية، مثل التوليب، والنرجس، والزنابق.
- الأعشاب العطرية، مثل النعناع، والريحان، وإكليل الجبل.
كما تجذب الحديقة مجموعة متنوعة من الحيوانات، بما في ذلك الطيور، والفراشات، والسناجب، وغيرها من المخلوقات الصغيرة. تم توفير بيئة طبيعية صحية للحيوانات من خلال الحفاظ على النباتات الطبيعية وتوفير مصادر الغذاء والمياه.
التعليم والترفيه
تلعب حدائق بارك آند تيلفورد دورًا مهمًا في توفير فرص التعليم والترفيه للمجتمع. تقدم الحديقة برامج تعليمية متنوعة للأطفال والكبار، بما في ذلك الجولات الإرشادية، وورش العمل، والندوات. تهدف هذه البرامج إلى زيادة الوعي بأهمية النباتات والحفاظ على البيئة.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الحديقة مكانًا مثاليًا للاسترخاء والترفيه. يمكن للزوار الاستمتاع بالتجول في الحدائق، والجلوس على المقاعد الموزعة في جميع أنحاء الحديقة، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة. كما تقيم الحديقة العديد من الفعاليات على مدار العام، بما في ذلك الحفلات الموسيقية، والمعارض الفنية، والأسواق الموسمية.
الحفاظ على البيئة
تلتزم حدائق بارك آند تيلفورد بالحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة. تتبنى الحديقة ممارسات صديقة للبيئة في جميع جوانب عملها، بما في ذلك إدارة المياه، وإدارة النفايات، واستخدام الأسمدة العضوية. كما تشارك الحديقة في العديد من المشاريع البيئية، مثل زراعة الأشجار، وإعادة تدوير النفايات، ودعم جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي.
تعمل الحديقة بجد لتقليل تأثيرها على البيئة، وتوفير بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة. هذا يشمل استخدام الموارد بكفاءة، وتقليل النفايات، وتشجيع الزوار على تبني ممارسات مستدامة.
أهمية الحديقة للمجتمع
تعتبر حدائق بارك آند تيلفورد جزءًا مهمًا من مجتمع شمال فانكوفر. توفر الحديقة مساحة عامة آمنة ومرحبة للجميع، حيث يمكنهم الاستمتاع بالطبيعة، والتعلم عن النباتات، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية. تساعد الحديقة على تعزيز الصحة والرفاهية، وتوفير فرص للتعليم والترفيه. كما تساهم في تعزيز السياحة المحلية، وتوفير فرص عمل للمجتمع.
تعمل الحديقة باستمرار على تحسين خدماتها ومرافقها، وتلبية احتياجات المجتمع. تستقبل الحديقة التعليقات والاقتراحات من الزوار، وتستخدمها لتحسين تجربة الزوار. تشجع الحديقة على المشاركة المجتمعية، وتدعو المتطوعين للمساعدة في الحفاظ على الحديقة وتشغيلها.
التخطيط للمستقبل
لدى حدائق بارك آند تيلفورد خطط طموحة للمستقبل. تهدف الحديقة إلى مواصلة النمو والتطور، وتقديم المزيد من الخدمات والمرافق للزوار. تشمل الخطط المستقبلية:
- توسيع الحدائق وإضافة حدائق جديدة ذات طابع خاص.
- تحديث المرافق والبنية التحتية، بما في ذلك إضافة مقهى جديد ومتجر هدايا.
- تطوير برامج تعليمية جديدة ومبتكرة.
- زيادة المشاركة المجتمعية وتعزيز الشراكات مع المنظمات المحلية.
- الحفاظ على البيئة وتعزيز ممارسات الاستدامة.
تسعى الحديقة إلى أن تظل وجهة رائدة في مجال الحدائق، وتوفير تجربة لا تُنسى للزوار من جميع الأعمار والخلفيات. من خلال هذه الخطط، تهدف الحديقة إلى الحفاظ على مكانتها كمركز ثقافي وتعليمي وترفيهي للمجتمع.
خاتمة
حدائق بارك آند تيلفورد هي جوهرة مخفية في شمال فانكوفر، تقدم مزيجًا فريدًا من التاريخ والجمال الطبيعي والتعليم والترفيه. من خلال تاريخها الغني وتصميمها المدروس ومجموعة متنوعة من النباتات والفعاليات، أصبحت الحديقة وجهة لا غنى عنها للسياح والسكان المحليين على حد سواء. بفضل التزامها بالحفاظ على البيئة والمشاركة المجتمعية، تواصل حدائق بارك آند تيلفورد إلهام الزوار وتقديم تجربة لا تُنسى.