التصميم والبناء
تم تصميم سكيرميشير من قبل شركة فيكرز في عام 1904، وتم بناء السفينة في حوض بناء السفن الخاص بهم في بارو إن فورنيس. كان تصميمها بمثابة محاولة لإنشاء سفينة استطلاع قادرة على العمل جنبًا إلى جنب مع الأساطيل، بالإضافة إلى قدرتها على توفير الدعم للغواصات. تميزت السفينة بهيكل نحيل لزيادة السرعة، وتصميم محرك قوي. كان من المتوقع أن تصل سرعتها إلى 25 عقدة، وهي سرعة تعتبر عالية في ذلك الوقت. بدأ بناء السفينة في عام 1904، وتم إطلاقها في 27 مايو 1905، واكتملت في 19 أكتوبر 1905.
بلغ طول السفينة الإجمالي 374 قدمًا (114 مترًا)، وعرضها 36 قدمًا (11 مترًا)، وغاطسها 13 قدمًا (4 أمتار). كان وزنها عند الإزاحة القياسي 2,630 طنًا طويلًا (2,670 طنًا). تم تركيب محركات بخارية ثلاثية التوسع تعمل بالفحم والتي تقود عمودين للمروحة. أنتجت المحركات 16,000 حصان مكبح (12,000 كيلووات) مما سمح للسفينة بتحقيق سرعة قصوى تبلغ 25.3 عقدة (46.9 كم/ساعة؛ 29.1 ميل/ساعة). كان لديها نطاق يبلغ 2,000 ميل بحري (3,700 كم؛ 2,300 ميل) بسرعة 10 عقد (19 كم/ساعة؛ 12 ميل/ساعة).
كان تسليح سكيرميشير يتكون من ستة مدافع سريعة الإطلاق عيار 4 بوصات (102 ملم)، بالإضافة إلى ستة مدافع آلية من عيار 3 أرطال (47 ملم) ومدافع رشاشة. كان لديها أيضًا أنبوبا طوربيد عيار 18 بوصة (457 ملم). كان تصميم التسليح يهدف إلى توفير مزيج من القدرة على مهاجمة السفن السطحية وردع هجمات الزوارق الطوربيدية.
الخدمة في زمن السلم
بعد الانتهاء منها، تم تكليف سكيرميشير في البحرية الملكية. أمضت السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى في الخدمة مع أسطول الوطن. شاركت السفينة في تدريبات ومناورات مختلفة، مما ساعد في صقل تكتيكات البحرية وتعزيز الاستعداد القتالي. خلال هذه الفترة، زارت العديد من الموانئ، وأثبتت قدرتها على الإبحار لمسافات طويلة.
في عام 1908، شاركت سكيرميشير في رحلة استكشافية إلى أمريكا الشمالية، حيث قامت بزيارة موانئ في كندا والولايات المتحدة. كانت هذه الرحلة فرصة لإظهار العلم البريطاني وتعزيز العلاقات الدبلوماسية. ساهمت السفينة في تعزيز الوجود البحري البريطاني في جميع أنحاء العالم.
تميزت سكيرميشير أيضًا بكونها من أوائل السفن التي جربت استخدام الراديو. سمح الاتصال اللاسلكي المحسن للسفينة بالتواصل بشكل فعال مع السفن الأخرى والقيادة الأرضية، مما عزز من فعاليتها كمركبة استطلاع. تم دمج تقنية الراديو في عملياتها، مما أدى إلى تغييرات كبيرة في كيفية إدارة العمليات البحرية.
الحرب العالمية الأولى
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى في عام 1914، كانت سكيرميشير في حالة استعداد للقتال. تم تكليفها في البداية بالعمل مع أسطول الوطن، وشاركت في دوريات في بحر الشمال. تم استخدامها في المقام الأول للاستطلاع وتوفير غطاء للقوات الرئيسية للأسطول.
شهدت سكيرميشير بعض الاشتباكات مع السفن الألمانية. في إحدى هذه الاشتباكات، شاركت في معركة خليج هليغولاند في أغسطس 1914. لعبت السفينة دورًا في تقديم الدعم للقوات البريطانية التي كانت تحارب القوات الألمانية. على الرغم من المشاركة في بعض المعارك، لم تشارك سكيرميشير في معارك كبيرة على نطاق واسع خلال الحرب.
بعد فترة وجيزة، تم نقل سكيرميشير إلى مسرح عمليات البحر الأبيض المتوسط. عملت السفينة في المقام الأول في دعم الحلفاء في المنطقة. ساهمت في العمليات البحرية المختلفة، بما في ذلك دعم حملة غاليبولي. في هذا الدور، قدمت الدعم الناري للقوات البرية وأدت دوريات لمراقبة السفن المعادية.
في عام 1915، تعرضت سكيرميشير لهجوم من قبل غواصة ألمانية، لكنها نجت من الهجوم دون أضرار كبيرة. أظهرت هذه الحادثة الأهمية المتزايدة للغواصات في الحرب البحرية والحاجة إلى تطوير تكتيكات مضادة للغواصات.
أنهت سكيرميشير الحرب العالمية الأولى في البحر الأبيض المتوسط. بعد الحرب، عادت السفينة إلى بريطانيا.
مصير السفينة
تم سحب سكيرميشير من الخدمة في عام 1920. كان تصميمها قديمًا، وتوفرت تصميمات أكثر حداثة للسفن. تم بيع السفينة كخردة في وقت لاحق من ذلك العام.
إرث سكيرميشير
على الرغم من أن سكيرميشير لم تشارك في معارك بحرية كبيرة، إلا أنها تركت بصمتها على تاريخ البحرية. ساعدت تجربتها في تصميم وبناء السفن في تشكيل تصميم السفن الحربية المستقبلية. ساهمت تجربتها في تطوير تكتيكات جديدة. كانت السفينة أيضًا واحدة من أوائل السفن التي جربت استخدام الراديو، مما أحدث ثورة في الاتصالات البحرية.
كانت سكيرميشير بمثابة مثال مهم لسفن الاستطلاع، حيث قدمت رؤى قيمة حول دور هذه السفن في الحرب البحرية. كانت السفينة مثالًا على أهمية التكنولوجيا والابتكار في تطوير القوة البحرية. اليوم، يتم تذكر سكيرميشير كجزء من تاريخ البحرية الملكية، حيث تذكرنا بدورها في تشكيل الحرب البحرية الحديثة.
خاتمة
كانت إتش إم إس سكيرميشير سفينة استطلاع لعبت دورًا حيويًا في البحرية الملكية في أوائل القرن العشرين. من خلال تصميمها المبتكر، وخدمتها في زمن السلم والحرب العالمية الأولى، وتركت السفينة إرثًا دائمًا في تاريخ البحرية. على الرغم من أنها لم تشارك في معارك كبيرة، إلا أن مساهماتها في تطوير تكتيكات السفن البحرية والاتصالات، بالإضافة إلى عملها في مسارح مختلفة، جعلتها قطعة مهمة من التاريخ البحري.