تصميم وبناء السفينة
تم بناء إتش إم إس بيلونا في حوض بناء السفن الملكي في ديفونبورت، واعتمد تصميمها على الفئة «ويماوث»، ولكن مع بعض التعديلات لتحسين الأداء والقدرة على البقاء. تميزت السفينة بهيكل فولاذي ونظام دفع يعتمد على المحركات البخارية الترددية، مما سمح لها بتحقيق سرعة عالية نسبيًا. بلغ طولها الإجمالي حوالي 400 قدم، وكان عرضها حوالي 40 قدمًا، مما أعطاها مظهرًا مميزًا. كانت مسلحة بمجموعة من المدافع من عيار 4 بوصات ومدافع رشاشة للدفاع عن النفس، بالإضافة إلى أنابيب طوربيد.
بدأ بناء السفينة في عام 1908، وتم إطلاقها في عام 1909، ودخلت الخدمة في عام 1910. كان بناء هذه السفن يمثل تقدمًا في الهندسة البحرية، حيث تم تصميمها لتكون سريعة ورشيقة، وقادرة على العمل في مجموعة متنوعة من الظروف البحرية. تم تجهيز السفينة أيضًا بمجموعة من المعدات اللاسلكية، مما سمح لها بالتواصل الفعال مع السفن الأخرى والقيادة في البر.
الخدمة في الحرب العالمية الأولى
شهدت إتش إم إس بيلونا خدمة نشطة خلال الحرب العالمية الأولى، حيث شاركت في العديد من العمليات البحرية الهامة. تم تخصيصها في البداية لأسطول نور، حيث قامت بدوريات في بحر الشمال، وتعمل على حماية القوافل، ومكافحة الغواصات الألمانية. كانت السفينة جزءًا من القوة البحرية التي شاركت في معركة هليغولاند بايت في عام 1914، وهي معركة بحرية مبكرة شهدت مشاركة القوات البريطانية والألمانية.
خلال الحرب، قامت بيلونا بدوريات في بحر الشمال، وشاركت في عمليات البحث والإنقاذ، ورافقت السفن التجارية. كانت مهمتها الرئيسية هي توفير الدعم للقوات البحرية البريطانية الأخرى، والقيام بدوريات في المناطق التي يحتمل أن تكون خطرة. تعرضت السفينة لعدة هجمات من الغواصات الألمانية، لكنها تمكنت من النجاة، مما يدل على تصميمها المتين ومهارة طاقمها. أثبتت السفينة قيمتها كجزء لا يتجزأ من القوات البحرية البريطانية، وساهمت في الانتصار النهائي للحلفاء.
التعديلات والتحسينات
شهدت إتش إم إس بيلونا عدة تعديلات وتحسينات خلال فترة خدمتها. تم تحسين تسليحها بشكل دوري، وتم تركيب أحدث التقنيات اللاسلكية، بالإضافة إلى تحسينات على نظام الدفع. تم أيضًا إجراء تغييرات على تصميمها الداخلي لتحسين راحة الطاقم. كانت هذه التعديلات ضرورية للحفاظ على قدرة السفينة على المنافسة في بيئة بحرية متغيرة باستمرار.
تم تحديث السفينة لتلبية متطلبات الحرب المتغيرة. على سبيل المثال، تم إضافة المزيد من المدافع المضادة للطائرات للدفاع عن السفينة من الهجمات الجوية. كما تم تحسين نظام التحكم في الحرائق لزيادة دقة ضرب الأهداف. أدت هذه التعديلات إلى إطالة عمر الخدمة التشغيلي للسفينة، وتمكينها من الاستمرار في لعب دور فعال في العمليات البحرية.
الخدمة اللاحقة والتفكيك
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، استمرت إتش إم إس بيلونا في الخدمة لفترة من الوقت، ولكن تم تقاعدها في نهاية المطاف. تم بيع السفينة للتفكيك في عام 1921، مما أنهى مسيرتها البحرية. على الرغم من ذلك، تركت السفينة إرثًا دائمًا في تاريخ البحرية الملكية.
كانت بيلونا تمثل رمزًا للابتكار والتصميم الهندسي في عصرها. خدمتها في الحرب العالمية الأولى، بالإضافة إلى تعديلاتها وتحسيناتها، تجعلها مثالًا على قدرة البحرية على التكيف والاستمرار في التطور. ساهمت مسيرتها في تعزيز فهم أهمية السفن السريعة والقوية في الحروب البحرية.
خاتمة
كانت إتش إم إس بيلونا سفينة حربية مهمة في تاريخ البحرية الملكية. لعبت دورًا حاسمًا في الحرب العالمية الأولى، وشهدت تعديلات وتحسينات على مر السنين. على الرغم من تفكيكها، إلا أن إرثها يظل حيًا، كرمز للابتكار والتكيف في البحرية.