التصميم والبناء
تم بناء إتش إم إس جلوري في حوض بناء السفن في بورتسموث، وتم إطلاقها في 11 مارس 1899، ودخلت الخدمة في 25 مارس 1900. بلغ طولها الإجمالي 421 قدمًا (128 مترًا)، وعرضها 75 قدمًا (23 مترًا)، وغاطسها 26 قدمًا (7.9 مترًا). كان الإزاحة القياسية للبارجة 12,950 طنًا متريًا. تم تشغيلها بواسطة محركات بخارية ثلاثية التمدد تعمل بالفحم، والتي تدفع عمودين للمروحة، مما يمنحها سرعة قصوى تبلغ 18 عقدة (33 كم/ساعة). كان طاقمها يتكون من حوالي 750 ضابطًا وبحارًا.
تم تسليح إتش إم إس جلوري بأربعة مدافع رئيسية عيار 12 بوصة (305 ملم) في أبراج مزدوجة، بالإضافة إلى 12 مدفعًا ثانويًا عيار 6 بوصات (152 ملم)، وعدد من المدافع الأصغر حجمًا. تم تصميم هذا التسليح لتوفير قوة نيران قوية ضد السفن الحربية المعادية. كان تدريع البارجة يتكون من حزام تدريع رئيسي بسماكة 6 بوصات (152 ملم) في منتصف السفينة، وحماية إضافية للأبراج والأسلحة والأسطح الحيوية الأخرى.
الخدمة في الأسطول
بدأت إتش إم إس جلوري خدمتها في أسطول البحر الأبيض المتوسط، حيث قضت عدة سنوات في التدريب والتمارين الروتينية. في عام 1904، تم نقلها إلى المحيط الهادئ، حيث انضمت إلى أسطول المحيط الهادئ البريطاني. لعبت جلوري دورًا مهمًا في الحفاظ على الوجود البريطاني في المنطقة، وإظهار القوة البريطانية في مواجهة القوى الصاعدة الأخرى في المنطقة. شاركت في العديد من الزيارات إلى الموانئ، وعروض القوة، والتدريبات المشتركة مع السفن الحربية الأخرى.
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، تم استدعاء إتش إم إس جلوري إلى الخدمة النشطة. تم إرسالها إلى المحيط الهادئ بحثًا عن سفن الأسطول الألماني لشرق آسيا، بقيادة الأدميرال ماكسيميليان فون شبي. في ديسمبر 1914، شاركت جلوري في معركة جزر فوكلاند، حيث ساهمت في تدمير السفن الحربية الألمانية الخفيفة. أثبتت البارجة قيمتها في المعركة، حيث استخدمت مدافعها لقصف الأهداف الألمانية.
بعد معركة جزر فوكلاند، عادت إتش إم إس جلوري إلى منطقة المحيط الهادئ، حيث قامت بدوريات وقامت بمهام الحراسة. في عام 1915، شاركت في حملة غاليبولي، حيث قدمت دعمًا ناريًا للقوات البرية. كان هذا بمثابة اختبار قاسٍ للبارجة وطاقمها، حيث تعرضوا لنيران العدو المكثفة. على الرغم من التحديات، أدت جلوري دورها ببراعة، وساعدت في دعم الحلفاء في هذه الحملة الصعبة.
السنوات الأخيرة والتفكيك
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، أصبحت إتش إم إس جلوري قديمة الطراز. تم سحبها من الخدمة في عام 1920، وتم بيعها للخردة في عام 1922. على الرغم من مسيرتها المهنية القصيرة نسبيًا، تركت إتش إم إس جلوري بصمة مهمة في تاريخ البحرية البريطانية. شاركت في العديد من المعارك والعمليات، ولعبت دورًا مهمًا في الحفاظ على السلام والاستقرار في مناطق مختلفة من العالم. كانت بمثابة شهادة على قدرة التصميم الهندسي البريطاني، وروح وشجاعة أفراد طاقمها.
خلال فترة خدمتها، واجهت إتش إم إس جلوري العديد من التحديات. واجهت صعوبات في الصيانة، فضلاً عن التقدم التكنولوجي السريع في تصميم السفن الحربية. ومع ذلك، ظلت سفينة قوية وموثوقة، وشاركت في العديد من العمليات الهامة. ساهمت مشاركتها في كل من معركة جزر فوكلاند وحملة غاليبولي في إبراز قدراتها القتالية، وتعزيز سمعة البحرية الملكية.
التأثير والتراث
تعتبر إتش إم إس جلوري مثالاً على البوارج التي سبقت عصر الدريدنوت، والتي كانت بمثابة حجر الزاوية في قوة البحرية الملكية في أوائل القرن العشرين. على الرغم من أن السفينة قد تم التخلص منها في نهاية المطاف، إلا أن إرثها كأداة حاسمة في الصراع البحري لا يزال باقياً. إن تصميمها وبنائها، إلى جانب شجاعة طاقمها، يمثلان فترة مهمة في تاريخ البحرية.
اليوم، تذكر إتش إم إس جلوري من خلال العديد من النماذج والرسومات، وكذلك من خلال دراسات تاريخية مفصلة. يتيح لنا هذا الفهم المتعمق للبارجة أن نقدر دورها في التاريخ البحري، وأن نتذكر التضحيات والشجاعة التي قدمها طاقمها.
خاتمة
كانت إتش إم إس جلوري بارجة حربية بريطانية مهمة، لعبت دورًا حيويًا في كل من أوقات السلم والحرب. من خلال تصميمها المتميز وتسليحها القوي، أثبتت أنها قوة لا يستهان بها. من خلال خدمتها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المحيط الهادئ والبحر الأبيض المتوسط، تركت السفينة بصمة دائمة على تاريخ البحرية البريطانية. ساهمت مشاركتها في معركة جزر فوكلاند وحملة غاليبولي في تأمين مكانتها في السجلات التاريخية. على الرغم من انتهاء خدمتها، تستمر إتش إم إس جلوري في التذكر كرمز للبراعة الهندسية والشجاعة البحرية.