البناء والتشغيل المبكر
تم بناء “فايكنغ فنتشر” في حوض بناء السفن Aalborg Værft AS في الدنمارك، وتم تسليمها إلى Townsend Thoresen في عام 1974. بدأت السفينة خدمتها على طريق دوفر- كاليه، حيث نقلت الركاب والمركبات بين المملكة المتحدة وفرنسا. تميزت السفينة بتصميمها الذي يسمح بتحميل وتفريغ المركبات بسرعة وكفاءة، مما جعلها مفضلة لدى الركاب والشركات على حد سواء.
كانت “فايكنغ فنتشر” سفينة حديثة في وقتها، حيث كانت مجهزة بأحدث التقنيات المتاحة في ذلك الوقت. كان لديها مساحة واسعة للركاب، بما في ذلك المطاعم والبارات والمتاجر. كما كان لديها مساحة كبيرة لحمل المركبات، مما سمح لها بنقل عدد كبير من السيارات والشاحنات والحافلات.
التغييرات والتحولات
شهدت السفينة تغييرات متعددة في ملكيتها وأسمائها على مر السنين. بعد استحواذ شركة P&O Ferries على Townsend Thoresen، تم تغيير اسم السفينة إلى “P&O European Ferries”. استمرت السفينة في خدمة طريق دوفر-كاليه لفترة من الزمن، قبل أن يتم نقلها إلى طرق أخرى.
في عام 1990، تم بيع السفينة إلى شركة Stena Line، وتم تغيير اسمها إلى “Stena Europe”. تم تجديد السفينة وتحديثها لتلبية معايير Stena Line. تم تشغيلها في البداية على طريق هوليهيد-دبلن، قبل أن تنتقل إلى طرق أخرى في جميع أنحاء أوروبا.
في عام 2003، تم بيع السفينة إلى شركة Comanav المغربية، وتم تغيير اسمها إلى “إم إس وجدة”. تم تجديد السفينة مرة أخرى لتلبية متطلبات الخدمة الجديدة. بدأت السفينة في خدمة خطوط في البحر الأبيض المتوسط، حيث نقلت الركاب والبضائع بين المغرب وفرنسا وإيطاليا.
الخدمة في البحر الأبيض المتوسط
أصبحت إم إس وجدة سفينة أساسية في أسطول Comanav. قامت السفينة برحلات منتظمة بين ميناء مرسيليا في فرنسا وميناء طنجة في المغرب، بالإضافة إلى رحلات إلى جنوة في إيطاليا. كانت السفينة توفر خدمات نقل موثوقة وفعالة للركاب والمركبات والبضائع.
تميزت إم إس وجدة بتصميمها المريح ومرافقها الحديثة. كان لديها مقصورات مريحة للركاب، بالإضافة إلى مطاعم ومقاهي ومتاجر. كما كان لديها مساحة واسعة لحمل المركبات، مما سمح لها بنقل عدد كبير من السيارات والشاحنات والحافلات.
على الرغم من تقدمها في السن، حافظت إم إس وجدة على مستوى عالٍ من الصيانة والتشغيل. تم إجراء عمليات صيانة منتظمة لضمان سلامة السفينة وراحتها للركاب. كان طاقم السفينة مدربًا تدريبًا عاليًا ومكرسًا لتقديم خدمة ممتازة.
المشاكل والحوادث
بينما كانت إم إس وجدة سفينة موثوقة بشكل عام، إلا أنها شهدت بعض المشاكل والحوادث على مر السنين. في عام 2009، تعرضت السفينة لحريق في غرفة المحرك أثناء تواجدها في ميناء مرسيليا. تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق بسرعة، ولم يصب أحد بأذى.
في عام 2010، اصطدمت إم إس وجدة برصيف الميناء أثناء دخولها إلى ميناء طنجة. لحقت أضرار طفيفة بالسفينة والرصيف. لم يصب أحد بأذى في الحادث.
نهاية الخدمة
بعد سنوات عديدة من الخدمة الموثوقة، تم سحب إم إس وجدة من الخدمة في عام 2019. تم بيع السفينة إلى شركة لتفكيك السفن، وتم تفكيكها في نهاية المطاف في الهند. كان رحيل إم إس وجدة بمثابة نهاية حقبة، حيث فقدت منطقة البحر الأبيض المتوسط سفينة عزيزة على قلوب الكثيرين.
خلال مسيرتها المهنية، قطعت إم إس وجدة آلاف الأميال البحرية، ونقلت ملايين الركاب والمركبات. تركت السفينة بصمة دائمة في صناعة العبارات، وتذكر كرمز للموثوقية والراحة.
التصميم والمواصفات
كانت إم إس وجدة، أو بالأحرى فايكنغ فنتشر في الأصل، عبّارة حديثة في وقتها، تميزت بتصميمها العملي وخصائصها المتقدمة. فيما يلي بعض التفاصيل حول تصميمها ومواصفاتها:
- نوع السفينة: عبارة ركاب/مركبات (Roll-on/Roll-off)
- حوض البناء: Aalborg Værft AS، الدنمارك
- تاريخ البناء: 1974
- الطول الإجمالي: حوالي 131.6 متر
- العرض: حوالي 20.2 متر
- الغاطس: حوالي 5.4 متر
- الحمولة الإجمالية: حوالي 9,900 طن
- عدد الركاب: في الأصل حوالي 1,400 راكب
- عدد المركبات: قادرة على استيعاب حوالي 300 سيارة أو مزيج من السيارات والشاحنات
- المحركات: محركات ديزل مزدوجة، توفر سرعة خدمة تبلغ حوالي 22 عقدة
تم تصميم السفينة لتوفير أقصى قدر من الكفاءة في نقل الركاب والمركبات. كان تصميمها يسمح بتحميل وتفريغ المركبات بسرعة، مما يقلل من وقت التوقف في الميناء ويزيد من عدد الرحلات التي يمكن أن تقوم بها السفينة. كما تم تصميمها لتوفير الراحة للركاب، مع مقصورات مريحة ومرافق ترفيهية.
الأهمية التاريخية
تمثل إم إس وجدة، كـ “فايكنغ فنتشر” في البداية، جزءًا من تاريخ صناعة العبارات. شهدت السفينة التحولات في ملكيتها، والأسماء، ومساراتها على مر السنين، مما يعكس التغيرات في الصناعة. عملت على طرق رئيسية في أوروبا، وساهمت في ربط المجتمعات والاقتصادات. وكانت جزءًا من عصر تطورت فيه العبارات لتصبح وسيلة نقل أساسية.
من خلال خدمتها على مدى عقود، أصبحت إم إس وجدة رمزًا للموثوقية والاتصال، لا سيما في منطقة البحر الأبيض المتوسط. إن تذكر السفينة يذكرنا بأهمية النقل البحري في ربط الناس والثقافات، وتوفير فرص السفر والتجارة. كما أنها تذكرنا بأهمية الحفاظ على السفن وصيانتها لضمان سلامتها وطول عمرها.
الإرث
على الرغم من أنها لم تعد تبحر، فإن إرث إم إس وجدة لا يزال حيًا. بالنسبة للعديد من الركاب الذين سافروا على متنها، فإن السفينة تثير ذكريات عزيزة للرحلات والإجازات. بالنسبة للعاملين في صناعة العبارات، فإنها تمثل سفينة موثوقة ساهمت في نجاح الصناعة. كما أن السفينة مثال على تصميم السفن الذي تم تحسينه وتطويره عبر السنين.
إن قصة إم إس وجدة هي قصة التكيف والمرونة والخدمة. إنها تذكير بأهمية النقل البحري في عالمنا، وبأهمية تقدير السفن التي ساهمت في ربطنا ببعضنا البعض.
خاتمة
إم إس وجدة (MS Oujda)، التي بدأت حياتها باسم “فايكنغ فنتشر”، هي عبّارة “Roll-on/Roll-off” (RO-RO) خدمت بنجاح على العديد من الطرق البحرية على مدار عدة عقود. من خلال التحول في ملكيتها وأسمائها، أبحرت السفينة عبر بحار مختلفة، ونقلت الركاب والمركبات بين دول أوروبا وشمال إفريقيا. على الرغم من مواجهتها لبعض التحديات، إلا أنها حافظت على سمعة طيبة، وقدمت خدمات موثوقة. إن نهاية خدمتها في عام 2019 تعكس نهاية حقبة، لكن إرثها يستمر في صناعة النقل البحري. تُذكر إم إس وجدة كرمز للاتصال والموثوقية، وتذكير بأهمية النقل البحري في ربط العالم.
المراجع
“`