خلفية الكتاب
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت مستشفيات الأمراض النفسية أماكن سيئة السمعة، وغالبًا ما كانت تفتقر إلى الرعاية المناسبة والتمويل الكافي. كانت التقارير عن الإساءة والإهمال والظروف اللاإنسانية شائعة. أرادت بلي أن تكشف عن هذه الحقائق من الداخل، لذا وضعت خطة لتسلل إلى مستشفى الأمراض النفسية كنزيلة. بدأت بلي في التصرف بشكل غير طبيعي، مما أدى إلى اعتقالها وإدخالها إلى المستشفى.
لتحقيق هدفها، تظاهرت بلي بالجنون، وتصرفت بطرق غريبة وغير تقليدية، مثل رفض الاستحمام أو الأكل، والصراخ بشكل هستيري. ساعدها هذا في إقناع الأطباء والممرضات بأنها تعاني من مرض عقلي، مما سمح لها بدخول المستشفى.
التحقيق والظروف في المستشفى
بمجرد دخولها المستشفى، بدأت بلي في مراقبة الظروف عن كثب. اكتشفت بسرعة أن المرضى عانوا من الإهمال وسوء المعاملة بشكل منهجي. تضمنت الظروف التي شهدتها:
- النظافة السيئة: كانت المرافق غير نظيفة، وكان الطعام سيئًا، وكانت هناك حشرات وقوارض.
- سوء التغذية: كان الطعام الذي يُقدم للمرضى غير كافٍ، وغير صحي، وغالبًا ما كان فاسدًا.
- العنف: تعرض المرضى للعنف الجسدي واللفظي من قبل الممرضات والموظفين.
- الإهمال الطبي: لم يتلق المرضى الرعاية الطبية المناسبة، وغالبًا ما تُركوا يعانون من أمراضهم دون علاج.
- القيود: تم تقييد المرضى لفترات طويلة، مما تسبب في معاناة جسدية ونفسية كبيرة.
سجلت بلي كل ما رأته، ووصفًا تفصيليًا للمعاملة القاسية التي تعرض لها المرضى. وثقت بلي مشاهد مثل إجبار المرضى على الاستحمام بالماء البارد، وحرمانهم من الطعام، وربطهم بالأسرة لفترات طويلة. لاحظت أيضًا أن بعض المرضى كانوا أصحاء نسبيًا ولكنهم محتجزون بسبب الفقر أو لكونهم مهاجرين أو لأنهم ببساطة لا يملكون من يدعمهم.
الكشف عن الحقيقة
بعد عشرة أيام، تم إخراج بلي من المستشفى. ثم كتبت تقريرًا تفصيليًا عن تجربتها، والذي نُشر في الأصل في صحيفة نيويورك وورلد. تسبب المقال في ضجة كبيرة، وأثار اهتمامًا واسعًا بظروف المرضى في مستشفيات الأمراض النفسية.
كشف تحقيق بلي عن العديد من الحقائق المروعة. اكتشفت أن المرضى عانوا من الإهمال، وسوء التغذية، والظروف غير الصحية، والعنف الجسدي. كما كشفت عن الفساد والإهمال في إدارة المستشفى.
تأثير الكتاب
كان لكتاب “عشرة أيام في مصحة المجانين” تأثير هائل على المجتمع.
- إصلاحات في الرعاية الصحية العقلية: أدى الكتاب إلى إجراء إصلاحات كبيرة في نظام الرعاية الصحية العقلية. أُجبرت السلطات على تحسين الظروف في المستشفيات، وتوفير رعاية أفضل للمرضى.
- زيادة الوعي: ساعد الكتاب في زيادة الوعي العام بالظروف المزرية التي يعاني منها المرضى العقليون. هذا أدى إلى تغييرات في المواقف المجتمعية تجاه الصحة العقلية.
- تمكين الصحافة الاستقصائية: ألهم الكتاب أجيالًا من الصحفيين الاستقصائيين، وشجع على استخدام الصحافة لكشف الظلم والفساد.
- تحسين ظروف المستشفيات: بعد نشر الكتاب، تم تخصيص المزيد من الموارد لتحسين ظروف المستشفيات. تم توفير المزيد من الموظفين، وتحسين النظافة، وتوفير رعاية طبية أفضل للمرضى.
الإرث
لا يزال كتاب “عشرة أيام في مصحة المجانين” يُقرأ على نطاق واسع حتى اليوم. إنه دليل على قوة الصحافة الاستقصائية، وأهمية الدفاع عن الضعفاء والمهمشين. يُنظر إلى عمل نيلي بلي على أنه عمل رائد في مجال حقوق المرضى العقليين. لقد ألهمت القراء في جميع أنحاء العالم، ولا تزال تذكّرنا بأهمية الإنسانية والرحمة في الرعاية الصحية.
خاتمة
“عشرة أيام في مصحة المجانين” هو عمل صحفي مؤثر يكشف عن المعاملة اللاإنسانية للمرضى العقليين في أواخر القرن التاسع عشر. من خلال تجربتها الشخصية في مستشفى للأمراض النفسية، وثقت نيلي بلي الظروف المروعة التي عانى منها المرضى، مما أثار ضجة عامة وأدى إلى إصلاحات كبيرة في الرعاية الصحية العقلية. يعتبر الكتاب شهادة على قوة الصحافة الاستقصائية وأهمية الدفاع عن حقوق الإنسان.