نشأته وبداياته
ولد إيرلنج بورسيلد في كوبنهاغن، الدنمارك، في 27 يناير 1901. كان والده، مورتن بدرسن بورسيلد، عالم نبات بارزًا ومؤسسًا لمحطة أبحاث جرايفيل في غرينلاند. هذا التأثير المبكر في حياته زرع فيه شغفًا بعلم النبات والطبيعة، مما دفعه إلى متابعة هذا المجال كمسار وظيفي. نشأ بورسيلد في بيئة علمية، مما منحه أساسًا قويًا في المعرفة النباتية والاهتمام بالبحث العلمي.
مسيرته المهنية
بدأ بورسيلد حياته المهنية في علم النبات في الدنمارك، حيث درس في جامعة كوبنهاغن. في عام 1925، انتقل إلى كندا وبدأ العمل في المتحف الوطني الكندي (الآن متحف التاريخ الطبيعي الكندي). أمضى معظم حياته المهنية في كندا، حيث أجرى أبحاثًا مكثفة في النباتات القطبية الشمالية، مع التركيز على نباتات القطب الشمالي الكندية. شغل منصب رئيس قسم علم النبات في المتحف الوطني من عام 1939 إلى عام 1967.
خلال مسيرته المهنية، قام بورسيلد بعدد كبير من الرحلات الاستكشافية إلى مناطق مختلفة من القطب الشمالي الكندي، بما في ذلك أقصى الشمال. جمع عينات نباتية واسعة النطاق، وقام بتصنيفها، ووثقها. كان عمله ضروريًا لفهم التنوع البيولوجي النباتي في هذه المناطق النائية. بالإضافة إلى ذلك، كان بورسيلد خبيرًا في تقنيات الحفاظ على العينات النباتية، مما ضمن الحفاظ على مجموعته لأجيال قادمة من العلماء.
مساهماته العلمية
كانت مساهمات إيرلنج بورسيلد في علم النبات كبيرة ومتنوعة. كان من بين أبرز إنجازاته:
- دراسة نباتات القطب الشمالي: كان رائدًا في دراسة نباتات القطب الشمالي، وقدم مساهمات كبيرة في فهمنا للنباتات التي تتكيف مع البيئات القاسية.
- التصنيف والتوثيق: قام بتصنيف وتوثيق عدد كبير من الأنواع النباتية، مما أضاف معرفة قيمة بالتنوع البيولوجي النباتي في كندا.
- جمع العينات: جمع عينات نباتية واسعة النطاق، والتي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من المجموعات النباتية في المتحف الوطني الكندي، وتستخدم في الأبحاث حتى اليوم.
- نشر البحوث: نشر عددًا كبيرًا من الأوراق البحثية والمنشورات، بما في ذلك “Flora of the Canadian Arctic Archipelago” (1957)، والذي يعتبر عملاً مرجعيًا قياسيًا لعلماء النبات في المنطقة.
كانت أعمال بورسيلد لا تقدر بثمن في دراسة النباتات في منطقة القطب الشمالي. ساعدت أبحاثه في فهم التكيفات الفريدة للنباتات مع البيئات القطبية، وكيف تتفاعل مع التغيرات البيئية. كما أدت مساهماته إلى تعزيز فهمنا للتنوع البيولوجي النباتي الكندي، وتوفير الأساس للعديد من الدراسات اللاحقة في المنطقة.
الجوائز والتكريمات
تقديراً لمساهماته في علم النبات، حصل بورسيلد على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته المهنية. هذه التكريمات تعكس أهمية عمله وتأثيره على المجال العلمي:
- زميل الجمعية الملكية الكندية: انتخب زميلاً في الجمعية الملكية الكندية، وهو أعلى تقدير يمكن أن يحصل عليه عالم في كندا.
- الدكتوراه الفخرية: حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة واترلو.
- التكريم في تسمية الأنواع: سميت العديد من الأنواع النباتية على اسمه تكريماً له، مما يدل على الاحترام الذي يحظى به في مجتمع علماء النبات.
إرثه
توفي إيرلنج بورسيلد في 13 مارس 1977. تركت مساهماته في علم النبات إرثًا دائمًا. فقد ألهم عمله أجيالًا من علماء النبات، ولا يزال يتم الاستشهاد به على نطاق واسع في الأبحاث العلمية. ساعدت مجموعاته النباتية التي جمعها في بناء فهمنا للتنوع البيولوجي النباتي الكندي والقطبي على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، ساهم عمله في الحفاظ على النباتات، مما ساعد في الحفاظ على هذه النباتات في البيئة الطبيعية.
خاتمة
كان إيرلنج بورسيلد عالم نبات بارزًا قدم مساهمات كبيرة في علم النبات، وخاصة في دراسة نباتات القطب الشمالي. من خلال بحثه المكثف، والتصنيف الدقيق، وجمع العينات، عزز بشكل كبير معرفتنا بالتنوع البيولوجي النباتي في كندا. إن إرثه باقٍ من خلال عمله العلمي الذي لا يزال يؤثر على العلماء اليوم. إن مساهماته في هذا المجال جعلته شخصية محترمة في علم النبات، وساعدت في تعزيز فهمنا للعالم من حولنا.