تاريخ التصميم والتطوير
بدأ تطوير هاوتزر Br-18 في أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين كجزء من برنامج التسلح السوفيتي لتحديث ترسانة المدفعية. كان الهدف هو إنشاء مدفعية حصار قادرة على تدمير التحصينات الثابتة والمتينة التي لم تتمكن المدفعية الأخرى من التعامل معها. تم تصميم المدفع في مكتب تصميم برئاسة المهندس إي. إي. سيبروف، وتم اعتماده في الخدمة في عام 1939.
اعتمد تصميم Br-18 على خبرة سابقة في تصميم المدافع الثقيلة، مع الأخذ في الاعتبار الدروس المستفادة من الحروب السابقة. تميز المدفع بتصميم قوي ومتين، مع القدرة على إطلاق قذائف ضخمة بمدى كبير. تم استخدام فولاذ عالي الجودة في تصنيع المدفع، مما أدى إلى زيادة متانته وقدرته على تحمل ضغوط الإطلاق.
المواصفات الفنية
كان هاوتزر Br-18 سلاحًا ضخمًا، يتميز بالمواصفات التالية:
- العيار: 305 ملم
- الطول الإجمالي: 8.6 متر
- الوزن: 17.3 طن
- طول الماسورة: 16.6 عيار
- المدى الفعال: 17.4 كيلومتر
- وزن القذيفة: 390 كيلوجرام
- معدل إطلاق النار: طلقة واحدة كل 5-10 دقائق
كان المدفع يتمتع بنظام ارتداد هيدروليكي هوائي، مما يساعد على امتصاص قوة الارتداد أثناء الإطلاق. تم تزويد المدفع بنظام تسديد متطور، مما يسمح بإطلاق نار دقيق على مسافات بعيدة. يتطلب تشغيل المدفع طاقمًا مكونًا من 15-17 فردًا، بما في ذلك ضباط المدفعية والجنود المسؤولين عن تحميل القذائف وإطلاق النار.
الاستخدام في الحرب العالمية الثانية
شهد هاوتزر Br-18 الخدمة الفعلية لأول مرة خلال الحرب الشتوية ضد فنلندا في عام 1939-1940. أثبت المدفع فعاليته في تدمير التحصينات الفنلندية، مما ساهم في تحقيق انتصارات سوفيتية. بعد هذه التجربة، تم إنتاج المدفع بكميات كبيرة وتم استخدامه على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الثانية.
خلال الحرب العالمية الثانية، تم استخدام Br-18 في مختلف المسارح الأوروبية للحرب الشرقية، بما في ذلك معارك موسكو وستالينجراد وكورسك. كان المدفع يلعب دورًا حاسمًا في عمليات الحصار، حيث تم استخدامه لتدمير التحصينات الألمانية القوية. بفضل قوته النارية الهائلة، كان المدفع قادرًا على تدمير الدبابات والتحصينات والأهداف الأخرى على مسافات بعيدة.
تم نقل المدفع في الغالب باستخدام شاحنات ثقيلة أو جرارات خاصة. كان تجميع المدفع وتفكيكه يستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين، ولكنه كان يستحق ذلك نظرًا لقدراته القتالية. عادة ما يتم نشر المدافع في مواقع مدفعية مجهزة جيدًا، حيث يتم حمايتها من هجمات العدو.
على الرغم من فعاليته، لم يكن هاوتزر Br-18 سلاحًا مثاليًا. كان بطيئًا في إطلاق النار، وكان يتطلب كمية كبيرة من الذخيرة، وكان يتطلب طاقمًا كبيرًا. ومع ذلك، كانت قوة نيرانه الهائلة وقدرته على تدمير التحصينات تجعله سلاحًا قيمًا في ترسانة الجيش السوفيتي.
التأثير والأهمية
ترك هاوتزر Br-18 تأثيرًا كبيرًا على سير الحرب العالمية الثانية. بفضل قوته النارية الهائلة، ساهم المدفع في تحقيق انتصارات سوفيتية حاسمة. لعب دورًا رئيسيًا في معارك الحصار، حيث تم استخدامه لتدمير التحصينات الألمانية القوية.
بعد الحرب العالمية الثانية، استمر استخدام Br-18 في الخدمة السوفيتية لعدة سنوات. تم تخزين بعض المدافع في الاحتياطيات، بينما تم إرسال البعض الآخر إلى دول أخرى متحالفة مع الاتحاد السوفيتي. يعتبر هاوتزر Br-18 مثالًا على سلاح مدفعية ثقيل لعب دورًا حاسمًا في الحرب العالمية الثانية.
الميزات والعيوب
مثل أي سلاح، كان لـ Br-18 مزايا وعيوب.
- المزايا:
- قوة نارية هائلة قادرة على تدمير أهداف صلبة.
- مدى فعال كبير.
- تصميم قوي ومتين.
- العيوب:
- معدل إطلاق نار بطيء.
- يتطلب طاقمًا كبيرًا.
- يتطلب كمية كبيرة من الذخيرة.
- صعب النقل والتجميع.
خاتمة
هاوتزر 305 ملم M1939 (Br-18) كان سلاحًا مدفعيًا سوفيتيًا فائق الثقل، لعب دورًا حاسمًا في الحرب العالمية الثانية. بفضل قوته النارية الهائلة، كان قادرًا على تدمير التحصينات والأهداف الصلبة. على الرغم من بعض العيوب، فقد كان سلاحًا قيمًا ساهم في تحقيق انتصارات سوفيتية مهمة وترك بصمة دائمة في تاريخ الحرب.