الحياة المبكرة والمسيرة المهنية
ولد وليام ماكينلي في 29 يناير 1843، في نيلز، أوهايو. نشأ في عائلة متواضعة، وتلقى تعليمه في المدارس المحلية. خلال الحرب الأهلية الأمريكية، تطوع في جيش الاتحاد، حيث خدم بشجاعة ووصل إلى رتبة رائد. بعد الحرب، درس القانون وأصبح محاميًا ناجحًا. دخل ماكينلي عالم السياسة في وقت مبكر، حيث انتخب عضوًا في مجلس النواب الأمريكي في عام 1876. وقد أمضى سنوات عديدة في الكونغرس، حيث اكتسب سمعة طيبة كخبير في قضايا التعريفات الجمركية.
كان ماكينلي مؤيدًا قويًا للتعريفات الجمركية الحمائية، والتي اعتبرها ضرورية لحماية الصناعات الأمريكية وتعزيز النمو الاقتصادي. لعب دورًا رئيسيًا في صياغة قانون التعريفة الجمركية لماكينلي لعام 1890، والذي رفع معدلات التعريفات الجمركية على نطاق واسع. ترك هذا القانون آثارًا كبيرة على الاقتصاد الأمريكي، على الرغم من أنه أثار أيضًا بعض الجدل.
فترة الرئاسة والإنجازات
في عام 1896، ترشح ماكينلي لمنصب رئيس الولايات المتحدة وفاز في الانتخابات على المرشح الديمقراطي وليام جينينغز بريان. تولى منصبه في فترة مليئة بالتحديات والفرص. خلال فترة رئاسته، ركز ماكينلي على تعزيز الازدهار الاقتصادي، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتوسيع دور الولايات المتحدة في الشؤون العالمية.
من أبرز إنجازات فترة رئاسته كانت:
- الحرب الإسبانية الأمريكية: في عام 1898، قادت الولايات المتحدة الحرب ضد إسبانيا. أدت هذه الحرب إلى حصول الولايات المتحدة على السيطرة على بورتوريكو وغوام والفلبين. كما أصبحت الولايات المتحدة قوة عالمية صاعدة.
- الازدهار الاقتصادي: شهدت الولايات المتحدة فترة من النمو الاقتصادي السريع خلال فترة رئاسة ماكينلي. ساهمت سياسات التعريفات الجمركية الحمائية التي أقرها في ذلك، بالإضافة إلى النمو في الصناعة والتجارة.
- سياسات خارجية حكيمة: اتبع ماكينلي سياسة خارجية حكيمة، ونجح في الحفاظ على السلام وتوسيع العلاقات الدبلوماسية للولايات المتحدة مع دول أخرى.
التحضير لاغتيال ماكينلي
في عام 1901، أقام ماكينلي معرض عموم أمريكا في بوفالو، نيويورك. كان المعرض بمثابة احتفال بالتقدم التكنولوجي والثقافي للولايات المتحدة. في 6 سبتمبر 1901، بينما كان ماكينلي يقف في حفل استقبال في معبد الفنون في المعرض، أطلق ليون تشولجوز، وهو شاب أمريكي من أصل بولندي، النار عليه مرتين. أصيب ماكينلي بجروح خطيرة، وتم نقله على الفور إلى المستشفى.
كان تشولجوز فوضويًا، وقد تأثر بالأفكار اللاسلطوية. اعتقد أن اغتيال ماكينلي سيؤدي إلى انهيار الحكومة الأمريكية وإقامة مجتمع أكثر عدالة. أظهرت التحقيقات اللاحقة أنه لم يكن جزءًا من مؤامرة أوسع، بل عمل بمفرده.
الاغتيال والوفاة
بعد إطلاق النار عليه، خضع ماكينلي لعملية جراحية في محاولة لإنقاذ حياته. ومع ذلك، تعقدت إصاباته، وتوفي في 14 سبتمبر 1901. كان موته صدمة للأمة، وأثار حزنًا واسع النطاق. خلف ماكينلي زوجته، إيدا ماكينلي، التي كانت تعتبر شخصية مؤثرة في حياته.
بعد وفاة ماكينلي، تولى نائب الرئيس ثيودور روزفلت منصب الرئاسة. كان روزفلت شخصية ديناميكية، وقد وضع بصمته على السياسة الأمريكية. وقد قام روزفلت بتغييرات كبيرة في السياسة الداخلية والخارجية.
تداعيات الاغتيال
كان لاغتيال ماكينلي تأثير كبير على السياسة الأمريكية. أدى إلى زيادة الاهتمام بأمن الرؤساء، وتعزيز الإجراءات الأمنية حولهم. كما أدى إلى تسليط الضوء على خطر التطرف السياسي والعنف. أثار اغتيال ماكينلي أيضًا نقاشًا حول دور الحكومة في المجتمع، والحاجة إلى الحفاظ على النظام والقانون. بعد اغتياله، تم إلقاء القبض على تشولجوز، وحكم عليه بالإعدام، وتم إعدامه بالكهرباء.
إرث ماكينلي
على الرغم من أن فترة رئاسة ماكينلي كانت قصيرة، إلا أن إرثه كان كبيرًا. كان رئيسًا مؤثرًا لعب دورًا رئيسيًا في تشكيل مسار التاريخ الأمريكي. ساهمت قيادته في تعزيز الازدهار الاقتصادي، وتوسيع دور الولايات المتحدة في الشؤون العالمية، والحفاظ على الوحدة الوطنية. يعتبر ماكينلي شخصية محورية في تاريخ الولايات المتحدة، ولا تزال إنجازاته وآثاره تدرس حتى اليوم. يعد نصبه التذكاري في كانتون، أوهايو، بمثابة شهادة على إرثه الدائم.
خاتمة
اغتيال وليام ماكينلي كان حدثًا مأساويًا أثر على تاريخ الولايات المتحدة. كان ماكينلي رئيسًا يتمتع برؤية، وقد قاد الأمة خلال فترة تحول كبيرة. على الرغم من أن فترة رئاسته انتهت بشكل مأساوي، إلا أن إرثه لا يزال حيًا. اغتياله سلط الضوء على أهمية الأمن الرئاسي وخطر التطرف السياسي. إرث ماكينلي هو شهادة على قيادته وشجاعته وتفانيه في خدمة أمته.