السيرة الذاتية والتعليم
ولد عُوديد غالور في إسرائيل، وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والرياضيات من الجامعة العبرية في القدس عام 1974. ثم حصل على درجة الماجستير في الاقتصاد من نفس الجامعة عام 1976. انتقل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة كولومبيا عام 1979. بدأ حياته المهنية في التدريس بجامعة براون، حيث شغل مناصب مختلفة قبل أن يصبح أستاذًا متميزًا في الاقتصاد.
المساهمات الرئيسية في الاقتصاد
تتركز مساهمات غالور الرئيسية في عدة مجالات ضمن علم الاقتصاد، لا سيما في دراسة النمو الاقتصادي على المدى الطويل. يعتبر غالور رائدًا في تطوير نموذج “النمو المتحد”، الذي يهدف إلى تفسير التحول من الركود المستمر في العصور القديمة إلى النمو الاقتصادي المستدام في العصر الحديث. يقترح هذا النموذج أن العوامل الديموغرافية، مثل النمو السكاني، والتطورات التكنولوجية، والتفاعل بينهما، لعبت دورًا حاسمًا في تحديد مسار النمو الاقتصادي على مر التاريخ.
نموذج النمو المتحد: يمثل هذا النموذج إطارًا نظريًا رئيسيًا في أعمال غالور. يقدم النموذج تفسيرًا للتغيرات التي طرأت على النمو الاقتصادي في مراحل مختلفة من التاريخ البشري. يرى غالور أن التفاعلات بين التطورات التكنولوجية، والنمو السكاني، والتفاوت في الدخل هي القوى الدافعة وراء هذه التغييرات. في المراحل المبكرة من التاريخ، أدى التقدم التكنولوجي إلى زيادة السكان، مما أدى إلى استنفاد الموارد وتراجع مستوى المعيشة. ومع ذلك، مع تطور التكنولوجيا، بدأ الاستثمار في رأس المال البشري، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية وتحسين مستويات المعيشة.
التفاعل بين التكنولوجيا والديموغرافيا: يؤكد غالور على أهمية التفاعل بين التكنولوجيا والتركيبة السكانية في تحديد النمو الاقتصادي. يرى أن التقدم التكنولوجي يؤثر على حجم السكان وتكوينهم، وأن هذه التغييرات الديموغرافية تؤثر بدورها على وتيرة التقدم التكنولوجي. على سبيل المثال، يؤدي ارتفاع مستويات التعليم إلى تحسين نوعية القوى العاملة، مما يعزز الابتكار والنمو الاقتصادي. كما أن انخفاض معدلات الخصوبة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاستثمار في رأس المال البشري، مما يعزز النمو الاقتصادي المستدام.
التفاوت في الدخل والتنمية الاقتصادية: يولي غالور اهتمامًا كبيرًا لدور التفاوت في الدخل في التنمية الاقتصادية. يجادل بأن التفاوت في الدخل يمكن أن يؤثر على النمو الاقتصادي بطرق مختلفة. في بعض الحالات، يمكن أن يعيق التفاوت في الدخل النمو الاقتصادي عن طريق تقويض الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وتقليل الاستثمار في رأس المال البشري. ومع ذلك، في حالات أخرى، يمكن أن يحفز التفاوت في الدخل الابتكار وريادة الأعمال، مما يعزز النمو الاقتصادي. يسعى غالور إلى فهم هذه العلاقات المعقدة وتقديم توصيات سياساتية لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وعادلة.
أعمال ومنشورات مختارة
نشر غالور العديد من المقالات والأوراق البحثية في مجلات اقتصادية مرموقة، مثل مجلة الاقتصاد السياسى، ومجلة الاقتصاد الأوروبية، ومراجعة الدراسات الاقتصادية. كما أنه مؤلف لعدة كتب، بما في ذلك:
- النمو المتحد: نظرية موحدة للنمو الاقتصادي (2005).
- النشأة: تفسير علمي لرحلة البشرية (2022)
تتميز أعمال غالور بالجمع بين النظرية الاقتصادية القوية والتحليل التجريبي الدقيق. يسعى إلى فهم القوى الأساسية التي تشكل التنمية الاقتصادية، وتقديم رؤى جديدة لصانعي السياسات والمواطنين على حد سواء.
الجوائز والتكريمات
حصل عُوديد غالور على العديد من الجوائز والتكريمات المرموقة تقديراً لمساهماته في مجال الاقتصاد. من بين هذه الجوائز:
- جائزة فون نيومان (2006).
- زمالة جمعية الاقتصاد القياسي.
- حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات مرموقة.
التأثير والإرث
أثرت أبحاث غالور بشكل كبير في مجال الاقتصاد، وخاصة في دراسة النمو والتنمية. أثرت نظرياته على عدد كبير من الباحثين وصانعي السياسات في جميع أنحاء العالم. ساهمت أعماله في تغيير فهمنا للتنمية الاقتصادية، وأتاحت لنا رؤية جديدة للعلاقات المعقدة بين التكنولوجيا والسكان والتفاوت في الدخل. تعتبر أعمال غالور جزءًا لا يتجزأ من الأدبيات الاقتصادية الحديثة، وتستمر في تشكيل الطريقة التي نفكر بها في قضايا التنمية الاقتصادية.
خاتمة
عُوديد غالور هو عالم اقتصاد بارز ترك بصمة واضحة في مجال النمو الاقتصادي والتنمية. من خلال أبحاثه المبتكرة، قدم غالور رؤى قيمة حول التفاعلات المعقدة بين التكنولوجيا، والديموغرافيا، والتفاوت في الدخل، وكيف تشكل هذه العوامل مسار التنمية الاقتصادية على مر التاريخ. تعتبر مساهماته أساسية لفهمنا للنمو الاقتصادي المستدام والعادل، وقد أثرت على الباحثين وصانعي السياسات في جميع أنحاء العالم. من خلال عمله الدؤوب، يواصل غالور إلهام جيل جديد من الاقتصاديين لاستكشاف تعقيدات التنمية الاقتصادية وإيجاد حلول للتحديات التي تواجهها البشرية.