نشأته وتعليمه
ولد كريس كولينز في مدينة سكرانتون بولاية بنسلفانيا. انتقل مع عائلته إلى مدينة نيويورك عندما كان طفلاً. تلقى كولينز تعليمه في مدارس محلية في نيويورك، ثم التحق بجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات التطبيقية والاقتصاد في عام 1972.
بعد تخرجه، عمل كولينز في مجال الأعمال، حيث أسس عدة شركات وشارك في إدارتها. تركزت اهتماماته في قطاعات مختلفة، بما في ذلك التكنولوجيا والرعاية الصحية.
مسيرته المهنية في مجال الأعمال
بدأ كولينز مسيرته المهنية في مجال الأعمال في وقت مبكر. أسس العديد من الشركات الناجحة، وجمع ثروة كبيرة قبل دخوله المجال السياسي. كان له دور رئيسي في تأسيس شركة “ماغنيوم”، وهي شركة متخصصة في مجال التكنولوجيا، وشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة.
بالإضافة إلى ذلك، شارك كولينز في مجالس إدارة العديد من الشركات الأخرى، مما جعله شخصية بارزة في مجتمع الأعمال في نيويورك. ساهمت خبرته في مجال الأعمال في تشكيل رؤيته السياسية، حيث دافع عن سياسات تعزز النمو الاقتصادي والابتكار.
مسيرته السياسية المبكرة
دخل كولينز السياسة في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. في عام 2007، انتُخب كولينز كـ “مقاطعة إري” في نيويورك. وشغل هذا المنصب حتى عام 2011. خلال فترة ولايته، ركز على القضايا المحلية، بما في ذلك التنمية الاقتصادية والبنية التحتية.
لعب دوراً مهماً في قيادة المقاطعة خلال الأزمة الاقتصادية في عام 2008. عمل على تنفيذ سياسات لتخفيف آثار الأزمة على المواطنين والشركات المحلية. أثبتت هذه التجربة قدرته على اتخاذ قرارات صعبة والتصدي للتحديات.
عضوية الكونغرس الأمريكي
في عام 2012، ترشح كولينز لعضوية مجلس النواب الأمريكي عن الدائرة الانتخابية السادسة والعشرين في نيويورك. فاز في الانتخابات بأغلبية الأصوات، وبدأ في تمثيل الدائرة في يناير 2013. كان عضواً في الحزب الجمهوري، وكان معروفاً بدعمه المحافظ وسياسات الحزب.
خلال فترة عمله في الكونغرس، عمل كولينز في عدة لجان، بما في ذلك لجنة الزراعة ولجنة النقل والبنية التحتية. ركز على القضايا المتعلقة بالزراعة والبنية التحتية، فضلاً عن مسائل الضرائب والتجارة. كان مؤيداً قوياً للرئيس ترامب وسياساته.
اتهامات ومحاكمة الاحتيال
في عام 2018، وجهت إلى كولينز تهم تتعلق بالاحتيال في مجال الأوراق المالية. اتُهم باستغلال معلومات داخلية من شركة أسترالية للتكنولوجيا الحيوية، حيث كان يشغل منصب عضو مجلس إدارتها. زُعم أنه تلقى معلومات سرية حول نتائج التجارب السريرية للشركة، وقام ببيع أسهم الشركة قبل الإعلان عن النتائج السلبية، مما تجنب خسارة كبيرة.
في سبتمبر 2019، أقر كولينز بالذنب في تهمة التآمر لارتكاب الاحتيال في الأوراق المالية. استقال من الكونغرس في اليوم نفسه. حُكم عليه بالسجن لمدة 26 شهراً في يناير 2020، بالإضافة إلى غرامة مالية كبيرة. تم إطلاق سراحه في عام 2021.
تداعيات القضية وتأثيرها
كانت قضية كولينز لها تأثير كبير على مسيرته السياسية وسمعته. فقد خسر منصبه في الكونغرس، وتلطخت صورته العامة كشخصية سياسية بارزة. أثارت القضية تساؤلات حول أخلاقيات السياسيين وتعارض المصالح. أدت إدانته إلى تجدد النقاش حول أهمية الشفافية والمساءلة في الحكومة.
بالإضافة إلى ذلك، أثرت القضية على الحزب الجمهوري، الذي فقد مقعداً مهماً في الكونغرس. كما سلطت الضوء على التحديات التي يواجهها السياسيون في التعامل مع المعلومات الداخلية والاستثمارات المالية.
حياته الشخصية
كريس كولينز متزوج من “جما” ولديه ثلاثة أطفال. قبل دخوله المجال السياسي، كان معروفاً بأعماله الخيرية ومشاركته في الأنشطة المجتمعية. قضى كولينز جزءًا من وقته في دعم القضايا التي تهم مجتمعه المحلي.
خاتمة
كان كريس كولينز شخصية سياسية بارزة في نيويورك، وشغل منصب عضو الكونغرس الأمريكي لفترة من الزمن. ومع ذلك، انتهت مسيرته السياسية بشكل مأساوي بسبب إدانته بالاحتيال. تبقى قصته بمثابة تذكير بأهمية النزاهة والمساءلة في الحياة العامة.