خلفية الجولة
بعد الانتهاء من جولة أمريكا الشمالية في عام 1970، شرعت ليد زيبلين في جولة أوروبية قصيرة في أواخر عام 1970، بما في ذلك التواريخ في ألمانيا والمملكة المتحدة. بحلول بداية عام 1971، كانت المجموعة قد وصلت إلى ذروة شعبيتها، ولكنهم قرروا العودة إلى الجذور وإقامة الحفلات في أماكن أكثر حميمية. جاء هذا القرار في جزء منه استجابةً لرغبتهم في تجربة مسرحية أكثر حميمية وتواصل مباشر مع المعجبين. في هذا الوقت، كانت المجموعة قد سجلت بالفعل معظم المواد لألبومها الرابع، الذي كان من المتوقع أن يصدر في وقت لاحق من العام.
كانت الجولة بمثابة اختبار للمواد الجديدة، مما سمح للفرقة بصقل الأغاني قبل إصدار الألبوم. كان من المتوقع أن يكتسب هذا الألبوم شعبية كبيرة، لذلك أرادت المجموعة أن تكون مستعدة جيدًا. من خلال اللعب في أماكن أصغر، تمكنت ليد زيبلين من اختبار التفاعلات مع الأغاني الجديدة وضبط ترتيب الأغاني. بالإضافة إلى ذلك، أتاحت الجولة للفرقة فرصة للتواصل مع جمهورها على مستوى شخصي أكثر.
تواريخ ومواقع الجولة
بدأت الجولة في 5 مارس 1971 في بلفاست، أيرلندا الشمالية، وانتهت في 25 مارس 1971 في مدينة برمنغهام، إنجلترا. شملت الجولة 11 تاريخًا، مع حفلات أقيمت في مدن رئيسية في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأيرلندا، مثل:
- بلفاست، أيرلندا الشمالية
- دبلن، أيرلندا
- ليفربول، إنجلترا
- غلاسكو، اسكتلندا
- برستل، إنجلترا
- لندن، إنجلترا
- برمنغهام، إنجلترا
تميزت الحفلات الموسيقية في هذه الجولة بإعدادات صغيرة نسبيًا، غالبًا في الأندية وقاعات الحفلات الصغيرة، على عكس الساحات الكبيرة التي كانوا يلعبون فيها بشكل متزايد في الجولات اللاحقة. هذا سمح بتجربة أكثر حميمية للمعجبين، مما زاد من الطاقة والحماس في الحفلات الموسيقية.
المجموعة الموسيقية والأداء
تكونت المجموعة من أعضائها الأساسيين:
- روبرت بلانت (المغني)
- جيمي بيج (الغيتار)
- جون بول جونز (القيثارة)
- جون بونهام (الطبول)
كانت عروض ليد زيبلين معروفة بطاقتها المكثفة ومهاراتهم الموسيقية. خلال هذه الجولة، قدمت الفرقة مزيجًا من المواد الجديدة، بما في ذلك الأغاني التي ستظهر في ألبومهم الرابع، مثل “Black Dog” و “Rock and Roll” و “Stairway to Heaven” و “When the Levee Breaks“، جنبًا إلى جنب مع أعمالهم الكلاسيكية من الألبومات السابقة، مثل “Whole Lotta Love” و “Dazed and Confused” و “Communication Breakdown“.
كانت عروضهم معروفة أيضًا بالإضافات المطولة والعفوية، مما يسمح لكل عضو في الفرقة بإظهار مهاراته الفردية. كان أداء جيمي بيج على الغيتار مشهورًا بشكل خاص، حيث كان يعرض مهاراته العالية في العزف المنفرد والارتجال. كان جون بونهام يعتبر على نطاق واسع أحد أعظم عازفي الطبول في كل العصور، وكان أسلوبه القوي والفريد بمثابة قوة دافعة للفرقة. ساهم جون بول جونز بمهاراته الموسيقية المتعددة، حيث عزف على القيثارة والبيانو والأورغن، بينما قدم روبرت بلانت صوتًا قويًا ومميزًا، وقدرة كبيرة على جذب الجمهور.
الأثر والتراث
كانت جولة ربيع عام 1971 في المملكة المتحدة بمثابة لحظة محورية في مسيرة ليد زيبلين. سمحت لهم الجولة بصقل المواد الجديدة، واختبارها أمام الجماهير الحية، وإعدادهم لإصدار ألبومهم الرابع، الذي أصبح واحدًا من أكثر الألبومات مبيعًا على الإطلاق في تاريخ موسيقى الروك.
بالإضافة إلى ذلك، ساعدت الجولة في تعزيز علاقة ليد زيبلين مع جمهورهم. من خلال اللعب في أماكن أصغر، تمكنت الفرقة من التواصل مع المعجبين على مستوى شخصي أكثر، مما عزز إحساسًا بالمجتمع والولاء. لا تزال الحفلات الموسيقية من هذه الجولة محبوبة من قبل عشاق ليد زيبلين، مع تسجيلات مسروقة تداول على نطاق واسع بين هواة الجمع.
كانت الجولة أيضًا مهمة من حيث تاريخ موسيقى الروك. لقد أظهرت قدرة ليد زيبلين على الانتقال بين الأماكن الكبيرة والصغيرة، والحفاظ على طاقتهم الموسيقية وروحهم الإبداعية بغض النظر عن حجم الجمهور. ساهمت هذه الجولة في ترسيخ مكانة ليد زيبلين كواحدة من أهم فرق الروك في كل العصور.
خاتمة
كانت جولة ليد زيبلين في المملكة المتحدة وأيرلندا في ربيع عام 1971 بمثابة حدث مهم في تاريخ الفرقة. قدمت الجولة للفرقة فرصة لعرض مواد جديدة، والتواصل مع جمهورها، وترسيخ مكانتها كواحدة من أعظم فرق الروك في كل العصور. على الرغم من أنها استمرت لفترة قصيرة نسبيًا، إلا أن هذه الجولة تركت تأثيرًا دائمًا، وساهمت في التراث الموسيقي الغني لليد زيبلين. كانت الجولة بمثابة شهادة على قدرة الفرقة على التكيف، ومهاراتها الموسيقية الرائعة، وقدرتها على جذب الجمهور. لا يزال بإمكان المعجبين الاستمتاع بتسجيلات تلك الحفلات الموسيقية، مما يضمن أن الإرث الذي تركته الجولة سيستمر في العيش لسنوات قادمة.