<![CDATA[
مقدمة
كيومارس بور أحمد (بالفارسية: کیومرث پوراحمد؛ 16 ديسمبر 1949 – 5 أبريل 2023) كان مخرجًا وكاتب سيناريو ومونتيرًا ومنتجًا سينمائيًا إيرانيًا بارزًا. اشتهر بور أحمد بأسلوبه الواقعي وقدرته على تصوير حياة الأطفال والمراهقين بصدق وعمق، مما جعله من أبرز الشخصيات في سينما الأطفال والشباب الإيرانية. على مدار مسيرته المهنية الطويلة، قدم بور أحمد مجموعة واسعة من الأعمال التي نالت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء، وأثرت في جيل كامل من صناع السينما في إيران.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد كيومارس بور أحمد في طهران عام 1949. نشأ في عائلة محبة للفن والأدب، مما ساهم في تنمية شغفه بالسينما منذ صغره. بعد إتمام دراسته الثانوية، التحق بكلية الفنون الجميلة بجامعة طهران، حيث درس السينما والتلفزيون. خلال فترة دراسته الجامعية، أتيحت له الفرصة للتعرف على أحدث التقنيات السينمائية، واكتسب خبرة عملية من خلال المشاركة في العديد من المشاريع الطلابية.
المسيرة المهنية
بدأ كيومارس بور أحمد مسيرته المهنية في أوائل السبعينيات كمساعد مخرج في التلفزيون الإيراني. سرعان ما أظهر موهبة كبيرة في الإخراج وكتابة السيناريو، مما مكنه من إخراج أول فيلم تلفزيوني له عام 1974. في الثمانينيات، انتقل بور أحمد إلى السينما، وقدم سلسلة من الأفلام الناجحة التي أكسبته شهرة واسعة. من أبرز هذه الأفلام:
- قصص مجيد (Ghesseh-haye Majid): سلسلة أفلام مقتبسة من قصص هوشنك مرادي كرماني، تصور حياة صبي يتيم يعيش مع جدته. حققت هذه الأفلام نجاحًا كبيرًا، وأصبحت من كلاسيكيات سينما الأطفال الإيرانية.
- ليلة الامتحان (Shabe Emtehan): فيلم درامي مؤثر يتناول قضايا المراهقة والضغوط الاجتماعية.
- اتوبوس شب (Otobus-e Shab): فيلم حائز على جوائز يروي قصة جندي شاب مكلف بمرافقة مجموعة من الأسرى العراقيين خلال الحرب الإيرانية العراقية.
تميزت أفلام بور أحمد بأسلوبها الواقعي وقدرتها على تصوير المشاعر الإنسانية بصدق وعمق. كان بور أحمد مهتمًا بشكل خاص بتصوير حياة الأطفال والمراهقين، وقدم العديد من الأفلام التي تناولت قضاياهم وتحدياتهم. كما اهتم بور أحمد بتصوير العلاقات الأسرية والمشاكل الاجتماعية التي تواجه المجتمع الإيراني.
أعماله السينمائية والتلفزيونية
تشمل قائمة أعمال كيومارس بور أحمد السينمائية والتلفزيونية ما يلي:
- فيلم “شنل” (شنل)
- فيلم “ديروز كودكي نداشتم” (ديروز كودكي نداشتم)
- فيلم “گل یخ” (گل یخ)
- فيلم “بهترین بابای دنیا” (بهترین بابای دنیا)
- فيلم “خواهران غریب” (خواهران غریب)
- فيلم “مجموعه قصه های مجید” (مجموعه قصه های مجید)
- فيلم “اتوبوس شب” (اتوبوس شب)
الجوائز والتكريمات
حصل كيومارس بور أحمد على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته المهنية، تقديرًا لمساهماته القيمة في السينما الإيرانية. من أبرز هذه الجوائز:
- جائزة أفضل مخرج في مهرجان فجر السينمائي عن فيلم “اتوبوس شب”.
- جائزة أفضل سيناريو في مهرجان فجر السينمائي عن فيلم “قصص مجيد”.
- جائزة أفضل فيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلم “اتوبوس شب”.
أسلوبه السينمائي
تميز كيومارس بور أحمد بأسلوبه السينمائي الواقعي والمؤثر. كان بور أحمد حريصًا على تصوير الحياة اليومية للمجتمع الإيراني بصدق وأمانة، وتجنب المبالغة والإثارة الزائفة. كما كان بور أحمد يتمتع بقدرة فائقة على توجيه الممثلين، وخاصة الأطفال والمراهقين، واستخراج أفضل ما لديهم من أداء. استخدم بور أحمد تقنيات سينمائية بسيطة وفعالة، وركز على القصة والشخصيات بدلاً من المؤثرات البصرية البهرجة.
التأثير والإرث
ترك كيومارس بور أحمد بصمة واضحة في السينما الإيرانية، وأثر في جيل كامل من صناع السينما. ألهمت أفلامه العديد من المخرجين الشباب، وساهمت في تطوير سينما الأطفال والشباب في إيران. يعتبر بور أحمد من أبرز المخرجين الإيرانيين الذين استطاعوا الجمع بين النجاح الفني والجماهيري، وتقديم أعمال سينمائية ذات قيمة فنية وإنسانية عالية.
وفاته
توفي كيومارس بور أحمد في 5 أبريل 2023 عن عمر يناهز 73 عامًا. شكلت وفاته خسارة كبيرة للسينما الإيرانية، وتركت فراغًا يصعب ملؤه. سيظل بور أحمد حيًا في ذاكرة محبيه من خلال أفلامه الخالدة التي ستستمر في إلهام وإمتاع الأجيال القادمة.
خاتمة
كان كيومارس بور أحمد مخرجًا سينمائيًا إيرانيًا موهوبًا ومؤثرًا، قدم مجموعة واسعة من الأعمال التي نالت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء. تميز بور أحمد بأسلوبه الواقعي وقدرته على تصوير حياة الأطفال والمراهقين بصدق وعمق، مما جعله من أبرز الشخصيات في سينما الأطفال والشباب الإيرانية. سيظل بور أحمد حيًا في ذاكرة محبيه من خلال أفلامه الخالدة التي ستستمر في إلهام وإمتاع الأجيال القادمة.