نشأتها وبداية مسيرتها المهنية
ولدت تهمينة ميلاني في عام 1960. بدأت مسيرتها المهنية في عالم السينما في فترة مبكرة، حيث عملت كمساعدة مخرج ومصممة أزياء قبل أن تتجه إلى الإخراج. درست الهندسة المعمارية في جامعة علم وصنعت إيران، وحصلت على شهادة في هذا المجال. إلا أن شغفها بالسينما دفعها إلى تغيير مسارها المهني والتركيز على صناعة الأفلام.
أبرز أعمالها السينمائية
قدمت تهمينة ميلاني العديد من الأفلام التي نالت استحسان النقاد والجمهور، والتي تناولت قضايا اجتماعية وسياسية هامة. من بين أبرز أعمالها:
- “المرأة المخفية” (نهان زن، 1991): يعتبر هذا الفيلم من أوائل أعمالها التي لفتت الأنظار إليها، ويتناول قصة امرأة تواجه صعوبات في المجتمع الإيراني المحافظ.
- “كاكا” (1996): فيلم اجتماعي يسلط الضوء على قضايا الشباب والمراهقين في إيران.
- “اثنان من النساء” (دو زن، 1999): يعتبر هذا الفيلم من أهم أعمالها وأكثرها شهرة، ويتناول قصة صديقتين تواجهان تحديات مختلفة في حياتهما، ويسلط الضوء على قضايا التمييز ضد المرأة.
- “رد فعل خامس” (واکنش پنجم، 2003): فيلم درامي يتناول قصة امرأة تفقد زوجها وتواجه صعوبات في الحصول على حضانة أطفالها.
- “الرغبات الخفية” (آتشبس، 2006): فيلم كوميدي رومانسي يسلط الضوء على العلاقة بين زوجين يواجهان مشاكل في حياتهما الزوجية.
- “السوبر ستار” (سوپر استار، 2009): فيلم درامي يتناول قصة نجم سينمائي مشهور يعيش حياة مليئة بالمشاكل والإدمان.
- “ملكي” (یکی از ما دو نفر، 2011): فيلم رومانسي درامي يتناول قصة حب معقدة بين امرأتين.
- “ما تبقى من الوقت” (ملی و راه های نرفته اش، 2017): فيلم اجتماعي يتناول قصة امرأة شابة تواجه تحديات في حياتها الزوجية والمجتمعية.
القضايا التي تتناولها أفلامها
تتميز أفلام تهمينة ميلاني بتناولها قضايا المرأة بشكل خاص، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها في المجتمع الإيراني. تتناول أفلامها قضايا مثل التمييز ضد المرأة، والعنف المنزلي، وحقوق المرأة في التعليم والعمل، والمساواة بين الجنسين. كما تتناول أفلامها قضايا اجتماعية أخرى مثل الفقر، والفساد، وقضايا الشباب والمراهقين. تعكس أفلام ميلاني رؤيتها النقدية للمجتمع الإيراني، وتسعى إلى إثارة النقاش حول القضايا الهامة التي تواجه المجتمع.
أسلوبها الإخراجي
تتميز تهمينة ميلاني بأسلوبها الإخراجي الواقعي والمباشر، حيث تعتمد على تصوير الحياة اليومية للمجتمع الإيراني بشكل واقعي، وتسليط الضوء على التفاصيل الصغيرة التي تعكس الواقع الاجتماعي. كما تتميز أفلامها بشخصياتها القوية والمؤثرة، والتي تعكس تنوع المجتمع الإيراني. تستخدم ميلاني في أفلامها عناصر مختلفة من الدراما والكوميديا والرومانسية، لخلق تجربة سينمائية ممتعة ومثيرة للتفكير.
الجوائز والتكريمات
حصلت تهمينة ميلاني على العديد من الجوائز والتكريمات عن أفلامها، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. من بين أبرز الجوائز التي حصلت عليها:
- جائزة أفضل مخرج عن فيلم “اثنان من النساء” في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
- جائزة أفضل فيلم عن فيلم “رد فعل خامس” في مهرجان مونتريال السينمائي الدولي.
- جائزة أفضل سيناريو عن فيلم “الرغبات الخفية” في مهرجان فجر السينمائي الدولي.
تهمينة ميلاني والنشاط النسوي
تهمينة ميلاني ليست مجرد مخرجة أفلام، بل هي أيضاً ناشطة نسوية تدافع عن حقوق المرأة في إيران. تستخدم ميلاني أفلامها كأداة للتعبير عن آرائها ومواقفها السياسية والاجتماعية، وتسعى إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع. تشارك ميلاني في العديد من الفعاليات والمؤتمرات التي تهدف إلى دعم حقوق المرأة، وتعتبر من الشخصيات المؤثرة في الحركة النسوية الإيرانية.
الجدل حول أفلامها
أثارت أفلام تهمينة ميلاني العديد من ردود الفعل المتباينة في إيران، حيث اعتبرها البعض جريئة في طرحها للمواضيع الحساسة، بينما انتقدها البعض الآخر واعتبرها مخالفة للقيم الإسلامية. تعرضت ميلاني لانتقادات وهجوم من قبل بعض المتشددين في إيران، وتم منع بعض أفلامها من العرض في دور السينما. إلا أن ميلاني استمرت في عملها ولم تتراجع عن مواقفها، وأصرت على تقديم أفلام تعكس رؤيتها للمجتمع.
تأثيرها على السينما الإيرانية
تركت تهمينة ميلاني بصمة واضحة في السينما الإيرانية، وأثرت في العديد من المخرجين والمخرجَات الشابات. ساهمت أفلامها في فتح النقاش حول قضايا المرأة والمجتمع، وشجعت المخرجين الآخرين على تناول هذه القضايا في أعمالهم. تعتبر ميلاني من الرواد في السينما النسائية الإيرانية، وقد ساهمت في تطوير هذا النوع من السينما وجعله أكثر انتشاراً وشهرة.
آراؤها السياسية والاجتماعية
تعرف تهمينة ميلاني بآرائها السياسية والاجتماعية الجريئة، حيث تنتقد الأوضاع في إيران وتدعو إلى الإصلاح والتغيير. تدعم ميلاني حقوق الإنسان والحريات المدنية، وتعارض التمييز ضد المرأة. تعبر ميلاني عن آرائها من خلال أفلامها ومقالاتها ومشاركتها في الفعاليات العامة. تعتبر ميلاني من الشخصيات المؤثرة في الرأي العام في إيران، وتحظى بشعبية كبيرة بين الشباب والمثقفين.
الحياة الشخصية
تهمينة ميلاني متزوجة من محمد نيكبين، وهو منتج أفلام إيراني. لديهما ابنة واحدة. تعيش ميلاني وعائلتها في طهران.
خاتمة
تهمينة ميلاني هي مخرجة وناشطة نسوية إيرانية بارزة، تتميز بجرأتها في طرح القضايا الاجتماعية والسياسية الهامة. قدمت ميلاني العديد من الأفلام التي نالت استحسان النقاد والجمهور، وأثرت في السينما الإيرانية. تعتبر ميلاني من الرواد في السينما النسائية الإيرانية، وقد ساهمت في تطوير هذا النوع من السينما وجعله أكثر انتشاراً وشهرة. تظل ميلاني شخصية مثيرة للجدل في إيران، إلا أنها تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب والمثقفين.