<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد يوليوس نيولاند في مدينة هانسبيك ببلجيكا. هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة عندما كان في الثانية من عمره، واستقرت في ساوث بيند بولاية إنديانا. انضم نيولاند إلى أبرشية الصليب المقدس، وهي جماعة دينية كاثوليكية، ودرس في جامعة نوتردام. حصل على درجة البكالوريوس في عام 1899، ثم واصل دراسته في الكيمياء، وحصل على درجة الدكتوراه من الجامعة الكاثوليكية الأمريكية في عام 1904.
حياته المهنية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، عاد نيولاند إلى جامعة نوتردام كأستاذ للكيمياء. كان محاضرًا ومعلمًا متميزًا، وسرعان ما اكتسب سمعة طيبة بفضل أبحاثه المبتكرة. ركزت أبحاثه في البداية على كيمياء الأسيتيلين، وهو مركب هيدروكربوني غير مشبع. أدرك نيولاند الإمكانات الهائلة للأسيتيلين كمادة خام لإنتاج مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية والبوليمرات.
اكتشاف النيوبيرين
في عشرينيات القرن الماضي، بدأ نيولاند وفريقه البحثي في جامعة نوتردام في استكشاف طرق لتجميع الأسيتيلين لإنتاج مركبات ذات قيمة صناعية. في عام 1925، اكتشفوا أنه في وجود محفز كلوريد النحاس، يمكن أن يتفاعل الأسيتيلين لتكوين ثنائي الفينيل أسيتيلين. كان هذا الاكتشاف بمثابة نقطة تحول في أبحاث نيولاند.
واصل نيولاند وفريقه البحثي العمل على تحسين عملية تجميع الأسيتيلين، وفي عام 1930، تمكنوا من إنتاج مركب جديد أطلقوا عليه اسم “النيوبيرين”. كان النيوبيرين عبارة عن بوليمر اصطناعي يتمتع بخصائص فريدة، بما في ذلك مقاومته للزيت والحرارة والمواد الكيميائية. أدرك نيولاند على الفور الإمكانات التجارية الهائلة للنيوبيرين كمطاط صناعي.
بالتعاون مع شركة دوبونت، قام نيولاند بتطوير عملية إنتاج صناعي للنيوبيرين. تم طرح النيوبيرين في السوق لأول مرة في عام 1931، وسرعان ما أصبح مادة أساسية في مجموعة واسعة من التطبيقات، بما في ذلك الإطارات والخراطيم والحشيات والعزل الكهربائي.
أهمية النيوبيرين
كان لاكتشاف النيوبيرين تأثير عميق على صناعة المطاط. قبل النيوبيرين، كان العالم يعتمد بشكل كبير على المطاط الطبيعي، الذي كان مصدره أشجار المطاط. ومع ذلك، كانت إمدادات المطاط الطبيعي محدودة وعرضة للاضطرابات. قدم النيوبيرين بديلاً صناعياً للمطاط الطبيعي، مما أدى إلى تقليل الاعتماد على المطاط الطبيعي وتوفير مصدر أكثر موثوقية واستدامة للمطاط.
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع النيوبيرين بخصائص متفوقة على المطاط الطبيعي في العديد من التطبيقات. إنه أكثر مقاومة للزيت والحرارة والمواد الكيميائية، مما يجعله مثاليًا للاستخدام في البيئات القاسية. كما أنه أكثر متانة ويدوم لفترة أطول من المطاط الطبيعي.
لا يزال النيوبيرين يستخدم على نطاق واسع اليوم في مجموعة متنوعة من التطبيقات. إنه مادة أساسية في صناعة السيارات، حيث يتم استخدامه في الإطارات والخراطيم والحشيات. كما أنه يستخدم في صناعة البناء والتشييد، حيث يتم استخدامه في العزل والأغشية المقاومة للماء. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم النيوبيرين في صناعة السلع الاستهلاكية، مثل الملابس الرياضية والمعدات الطبية.
إسهامات أخرى
بالإضافة إلى اكتشافه للنيوبيرين، قدم نيولاند مساهمات كبيرة أخرى في مجال الكيمياء. قام بتطوير طرق جديدة لتجميع مجموعة متنوعة من المركبات العضوية، بما في ذلك الكحول والأحماض العضوية والأمينات. كما قام بإجراء أبحاث حول كيمياء الأصباغ والمواد المتفجرة.
كان نيولاند عضوًا نشطًا في المجتمع العلمي. كان عضوًا في الجمعية الكيميائية الأمريكية والأكاديمية الوطنية للعلوم. كما كان رئيسًا لقسم الكيمياء العضوية في الجمعية الكيميائية الأمريكية.
تكريمه والجوائز التي حصل عليها
حصل نيولاند على العديد من الجوائز والأوسمة لعمله الرائد في مجال الكيمياء. في عام 1936، حصل على وسام مندل من جامعة فيلانوفا. كما حصل على جائزة نيكولز من القسم النيويوركي للجمعية الكيميائية الأمريكية في نفس العام. تم تسمية قاعة نيولاند في جامعة نوتردام تكريما له.
وفاته
توفي يوليوس نيولاند في 11 يونيو 1936، عن عمر يناهز 58 عامًا. كان نيولاند يعاني من مرض الكلى لعدة سنوات قبل وفاته. ترك وراءه إرثًا دائمًا كمخترع ورائد في مجال الكيمياء. كان لاكتشافه للنيوبيرين تأثير عميق على العالم، ولا تزال مساهماته في الكيمياء تلهم الباحثين والمهندسين حتى يومنا هذا.
خاتمة
يوليوس نيولاند كان عالمًا وقسًا كاثوليكيًا متميزًا، اشتهر باكتشافه للنيوبيرين، وهو مطاط صناعي له استخدامات واسعة في العديد من الصناعات. ساهمت أبحاثه وإسهاماته في مجال الكيمياء في تطوير العديد من التقنيات والمواد التي نستخدمها اليوم. كان نيولاند مثالًا للعالم الذي يجمع بين العلم والإيمان لخدمة البشرية.