نشأته وبداياته العسكرية
ولد إريك فيرويذر هاريسون في 16 أبريل 1880. كان الابن الأصغر لجورج هاريسون، وهو موظف مدني، وماري آن هاريسون (ني فيرويذر). تلقى تعليمه في مدرسة سيدني النحوية، ثم التحق بالجيش الأسترالي. برزت لديه موهبة قيادية مبكرة، مما ساهم في صعوده السريع في الرتب العسكرية. بدأ حياته المهنية العسكرية في وقت كان فيه الجيش الأسترالي يشهد تطورًا كبيرًا وتوسعًا.
شارك هاريسون في الحرب العالمية الأولى، حيث خدم في كتيبة المشاة الحادية عشرة في الفوج الأسترالي الأول. شهد الخدمة القتالية في العديد من الجبهات، بما في ذلك معركة جاليبولي. أظهر شجاعة وبسالة في المعركة، وحصل على العديد من الأوسمة والتقديرات على أفعاله. خلال الحرب، اكتسب خبرة قيمة في القيادة والتكتيكات العسكرية، والتي ستكون مفيدة له في حياته السياسية اللاحقة.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، عاد هاريسون إلى أستراليا. واصل مسيرته العسكرية، وشغل مناصب قيادية مختلفة. كان له دور فعال في إعادة تنظيم الجيش الأسترالي وتحديثه. كان لديه فهم عميق للقضايا الأمنية الوطنية، وكان مدافعًا قويًا عن الحفاظ على قوة دفاعية قوية لأستراليا.
دخوله عالم السياسة
في عام 1931، دخل إريك فيرويذر هاريسون عالم السياسة. انتخب لعضوية مجلس النواب الأسترالي عن دائرة وينتورث في نيو ساوث ويلز. انضم إلى الحزب الوطني الأسترالي، وأصبح شخصية بارزة داخل الحزب. كان معروفًا بقدرته على الخطابة وقدرته على التواصل مع الناخبين. كانت لديه وجهات نظر محافظة، وكان يدعم السياسات التي تعزز النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.
خلال فترة وجوده في البرلمان، شغل هاريسون مناصب مختلفة، بما في ذلك منصب وزير الدفاع. في هذا المنصب، لعب دورًا رئيسيًا في صياغة السياسات الدفاعية لأستراليا. كان مسؤولاً عن الإشراف على بناء القوات المسلحة الأسترالية وتجهيزها. عمل أيضًا على تعزيز العلاقات مع الحلفاء، بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة.
كان هاريسون مؤيدًا قويًا للمشاركة الأسترالية في الحرب العالمية الثانية. أيد إعلان الحرب على ألمانيا في عام 1939، وحث الأستراليين على دعم المجهود الحربي. كان يعتقد أن أستراليا لديها مصلحة حيوية في هزيمة النازية والحفاظ على السلام العالمي. لعب دورًا مهمًا في تعبئة الموارد الأسترالية لدعم المجهود الحربي.
الحرب العالمية الثانية وتأثيرها
خلال الحرب العالمية الثانية، لعب إريك فيرويذر هاريسون دورًا مهمًا في إدارة البلاد. عمل عن كثب مع رئيس الوزراء، روبرت منزيس، وشارك في اتخاذ القرارات الرئيسية المتعلقة بالحرب. ساهم في تطوير الاستراتيجيات العسكرية الأسترالية، وعمل على تعزيز التعاون مع الحلفاء.
شهدت أستراليا خلال الحرب العالمية الثانية فترة من التغيير الاجتماعي والاقتصادي الكبير. لعب هاريسون دورًا في إدارة هذه التغييرات. أيد السياسات التي تهدف إلى دعم المجهود الحربي، بما في ذلك زيادة الضرائب والرقابة على الإنتاج. كان أيضًا مؤيدًا قويًا للاحتفاظ بالعمالة الكاملة، وضمان حصول جميع الأستراليين على فرص عمل.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، واصل هاريسون عمله في البرلمان. شارك في إعادة بناء أستراليا بعد الحرب. كان يدعم السياسات التي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي. كان أيضًا مؤيدًا قويًا لتعزيز العلاقات مع الدول الأخرى، بما في ذلك دول الكومنولث والولايات المتحدة.
إرثه
توفي إريك فيرويذر هاريسون في 15 أبريل 1948. ترك وراءه إرثًا كجندي وسياسي ناجح. كان له تأثير كبير على تطور الجيش الأسترالي والسياسة الأسترالية. ساهم في تشكيل السياسات الدفاعية لأستراليا، وعمل على تعزيز العلاقات مع الحلفاء.
كان هاريسون شخصية محترمة في أستراليا، وكان معروفًا بنزاهته والتزامه بالصالح العام. كان يتمتع بشعبية كبيرة بين الناخبين، وكان يحظى باحترام كبير من قبل زملائه في البرلمان. ترك وراءه إرثًا كقائد مخلص ومفكر استراتيجي.
يُذكر إريك فيرويذر هاريسون اليوم كشخصية مهمة في التاريخ الأسترالي. كان رجلاً يتمتع برؤية وشجاعة، وكان له تأثير كبير على تشكيل أستراليا الحديثة. يظل إرثه حيًا كنموذج يحتذى به في القيادة والخدمة العامة.
خاتمة
كان إريك فيرويذر هاريسون شخصية بارزة في تاريخ أستراليا، حيث جمع بين الخدمة العسكرية المتميزة والمسيرة السياسية الناجحة. من خلال دوره في الجيش خلال الحرب العالمية الأولى، إلى عمله كسياسي مؤثر خلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها، ترك هاريسون بصمة دائمة على بلاده. إسهاماته في السياسة الدفاعية، وتعزيز العلاقات الخارجية، والجهود المبذولة لإعادة بناء أستراليا بعد الحرب، تجعل منه شخصية محترمة ومهمة في التاريخ الأسترالي.