تاريخ البناء والخصائص
بدأ بناء يو إس إس بيج كاونتي في 12 أكتوبر 1944 في حوض بناء السفن الأمريكي في مدينة بيتسبرغ، بنسلفانيا. تم إطلاق السفينة في 2 ديسمبر 1944، ودخلت الخدمة في 10 يناير 1945. يبلغ طول السفينة 328 قدمًا، وعرضها 50 قدمًا، ويزيح حوالي 4080 طنًا من الماء بكامل حمولتها. يمكنها حمل حوالي 190 مركبة أو 28 دبابة، بالإضافة إلى ما يصل إلى 500 جندي. تم تجهيز السفينة أيضًا بمجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك المدافع المضادة للطائرات، للدفاع عن نفسها من الهجمات الجوية.
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
شاركت يو إس إس بيج كاونتي في عدد من العمليات في المحيط الهادئ خلال الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية. في أبريل 1945، شاركت في غزو أوكيناوا، حيث قامت بإنزال القوات والمعدات على الشاطئ تحت نيران العدو. قدمت السفينة أيضًا الدعم اللوجستي، حيث قامت بنقل الإمدادات والذخائر إلى القوات المقاتلة على الأرض. بعد انتهاء الحرب، شاركت السفينة في عمليات الاحتلال في اليابان.
فترة ما بعد الحرب والخدمة اللاحقة
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تم تكليف يو إس إس بيج كاونتي في عمليات مختلفة. في عام 1946، شاركت في عملية “كروسرودز”، وهي سلسلة من التجارب النووية التي أجرتها الولايات المتحدة في جزر مارشال. في وقت لاحق، شاركت السفينة في عمليات الدعم اللوجستي في المحيط الهادئ. خلال الحرب الكورية، قدمت الدعم للقوات في المنطقة، ونقلت الجنود والمعدات والإمدادات. خلال هذه الفترة، تم إعادة تصنيفها عدة مرات.
الخدمة في فيتنام
مع تصاعد الحرب في فيتنام، لعبت يو إس إس بيج كاونتي دورًا مهمًا في تقديم الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية وحلفائها. شاركت السفينة في عمليات متعددة في المنطقة، حيث قامت بنقل القوات والمعدات والإمدادات إلى الشواطئ. تم استخدامها أيضًا في عمليات الإخلاء الطبي، حيث قامت بنقل الجرحى والمرضى إلى المستشفيات البحرية. قدمت السفينة دعمًا حاسمًا للقوات البرية والبحرية، وساهمت في جهود الحرب.
التقاعد والمصير
بعد سنوات عديدة من الخدمة المتميزة، تم إيقاف تشغيل يو إس إس بيج كاونتي في 30 سبتمبر 1970. تم إدراجها في سجل السفن الحربية في نفس اليوم. في 1 ديسمبر 1971، تم بيع السفينة إلى اليونان، حيث أعيدت تسميتها “ميتسيس” (L-161). استمرت في الخدمة في البحرية اليونانية لسنوات عديدة قبل أن يتم تفكيكها في نهاية المطاف.
الإرث
تعتبر يو إس إس بيج كاونتي مثالاً على سفن الإنزال التي لعبت دورًا حيويًا في العديد من العمليات العسكرية على مر السنين. لقد قدمت دعمًا لا يقدر بثمن للقوات الأمريكية وحلفائها في مختلف المسارح، من الحرب العالمية الثانية إلى حرب فيتنام. ساهمت السفينة في إنزال القوات والمعدات، وتقديم الدعم اللوجستي، وعمليات الإخلاء الطبي. إن تفاني طاقمها وشجاعته يظلان جزءًا من تاريخ البحرية الأمريكية.
التصميم والقدرات
تم تصميم سفن الإنزال من فئة LST-1076 لتلبية متطلبات الحرب الحديثة. كانت هذه السفن قادرة على الإبحار عبر المحيطات، وحمل كميات كبيرة من المعدات والقوات. تميزت بتصميم يسمح لها بالاقتراب من الشاطئ وفتح باب في المقدمة لإنزال الحمولة. كانت هذه الميزة حاسمة في إنزال الدبابات والمركبات والقوات بسرعة وكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز السفن بأسلحة للدفاع عن نفسها.
التأثير على العمليات العسكرية
أثرت سفن مثل يو إس إس بيج كاونتي بشكل كبير على العمليات العسكرية. مكنت هذه السفن من القيام بعمليات برمائية واسعة النطاق، مما سمح للقوات بالهجوم على الشواطئ المحصنة بشدة. كما وفرت السفن الدعم اللوجستي اللازم للحفاظ على استمرار القتال. بدون هذه السفن، لكان من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، تحقيق العديد من الأهداف العسكرية.
المساهمة في النصر
ساهمت يو إس إس بيج كاونتي بشكل كبير في النصر في الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام. من خلال مشاركتها في العمليات البرمائية وتقديم الدعم اللوجستي، ساعدت السفينة في إنزال القوات والمعدات الضرورية لتحقيق النصر. لقد أظهرت السفينة تصميمًا قويًا، وقدرات عالية، وتفانيًا في خدمة الوطن. إن إرثها يظل جزءًا من تاريخ البحرية الأمريكية.
خاتمة
يو إس إس بيج كاونتي (LST-1076) كانت سفينة إنزال دبابات مهمة خدمت في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام. ساهمت السفينة في العديد من العمليات العسكرية، وقدمت دعمًا لوجستيًا حيويًا للقوات على الأرض والبحر. إن شجاعة وتفاني طاقمها يظلان جزءًا من تاريخ البحرية الأمريكية، وتُعد السفينة مثالًا على أهمية سفن الإنزال في العمليات العسكرية الحديثة.