نشأته وتعليمه
ولد جون دوغلاس ستوري في إدنبرة، اسكتلندا، ونشأ في بيئة حفزت على التميز الأكاديمي والالتزام بالخدمة العامة. تلقى تعليمه الأولي في اسكتلندا قبل أن تهاجر عائلته إلى أستراليا. استقروا في كوينزلاند، حيث واصل ستوري تعليمه وأظهر نبوغًا مبكرًا في دراسته. التحق بجامعة سيدني وحصل على درجة الماجستير في الآداب، مما عزز أساسه الفكري ومهاراته التحليلية. هذا التعليم المتميز ساعده في مسيرته المهنية اللاحقة.
مسيرته المهنية في الخدمة العامة
بدأ جون دوغلاس ستوري مسيرته المهنية في الخدمة العامة في كوينزلاند في أواخر القرن التاسع عشر. سرعان ما لفت انتباه رؤسائه بفضل كفاءته وتفانيه. ترقى بسرعة في الرتب، وتولى مناصب ذات مسؤولية متزايدة. كان ستوري يتمتع بقدرة فريدة على فهم التحديات المعقدة وإيجاد حلول مبتكرة، مما جعله عنصرًا أساسيًا في الإدارة الحكومية.
في بداية القرن العشرين، تم تعيين ستوري في منصب رفيع في وزارة التعليم في كوينزلاند. كانت هذه الفترة حاسمة لتطوير نظام التعليم في الولاية، حيث شهدت نموًا سريعًا وتوسعًا في الخدمات التعليمية. لعب ستوري دورًا محوريًا في هذه العملية، حيث أشرف على تنفيذ إصلاحات مهمة تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتوسيع نطاقه ليشمل جميع شرائح المجتمع.
من بين أبرز إنجازات ستوري في وزارة التعليم، كان تركيزه على تدريب المعلمين وتطوير المناهج الدراسية. أدرك أن المعلمين المؤهلين والمناهج الدراسية الحديثة هما أساس نظام تعليمي ناجح. لذلك، عمل على إنشاء برامج تدريبية متطورة للمعلمين وتحديث المناهج الدراسية لتواكب التطورات العالمية في مختلف المجالات.
بالإضافة إلى ذلك، كان ستوري مدافعًا قويًا عن التعليم الفني والمهني. رأى أن هذه الأنواع من التعليم ضرورية لإعداد الشباب لسوق العمل وتلبية احتياجات الصناعة المحلية. عمل على تطوير مؤسسات التعليم الفني والمهني في كوينزلاند وتوسيع نطاقها لتشمل مجموعة واسعة من التخصصات.
لم تقتصر مساهمات ستوري على وزارة التعليم. فقد شغل أيضًا مناصب قيادية في هيئات حكومية أخرى، حيث قدم خبرته ورؤيته في مجالات مختلفة. كان عضوًا في العديد من اللجان والهيئات الاستشارية، حيث ساهم في صياغة السياسات الحكومية وتقديم المشورة للحكومة في القضايا الهامة.
خلال الحرب العالمية الأولى، لعب ستوري دورًا هامًا في تنسيق جهود كوينزلاند لدعم المجهود الحربي. عمل على تنظيم حملات التبرع وتجنيد المتطوعين وتوفير الدعم للعائلات التي فقدت معيلها في الحرب. أظهر خلال هذه الفترة التزامًا قويًا بواجبه الوطني وقدرة على القيادة في الظروف الصعبة.
إسهاماته في تطوير جامعة كوينزلاند
تعتبر مساهمات جون دوغلاس ستوري في تطوير جامعة كوينزلاند من أبرز إنجازاته. فقد كان له دور فعال في إنشاء الجامعة وتطويرها لتصبح واحدة من المؤسسات التعليمية الرائدة في أستراليا. شغل ستوري منصب نائب رئيس الجامعة لعدة سنوات، وخلال فترة ولايته، أشرف على توسيع الجامعة وتطوير برامجها الأكاديمية وتعزيز مكانتها كمركز للبحث العلمي.
كان ستوري يؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية البحث العلمي في تقدم المجتمع. لذلك، عمل على تشجيع البحث العلمي في الجامعة وتوفير الدعم المالي والإداري للباحثين. أنشأ العديد من المراكز البحثية المتخصصة في مختلف المجالات، وجذب إليها كبار العلماء والباحثين من جميع أنحاء العالم.
بالإضافة إلى ذلك، كان ستوري حريصًا على تطوير العلاقات الدولية للجامعة. أقام شراكات مع جامعات ومؤسسات بحثية في مختلف البلدان، وتبادل الطلاب والباحثين مع هذه المؤسسات. ساهم ذلك في تعزيز مكانة الجامعة على المستوى الدولي وجعلها مركزًا للتبادل الثقافي والعلمي.
حياته الشخصية وإرثه
كان جون دوغلاس ستوري شخصية محبوبة ومحترمة في المجتمع. كان معروفًا بتواضعه ونزاهته وتفانيه في خدمة الآخرين. كان يتمتع بشعبية كبيرة بين زملائه ومرؤوسيه، الذين كانوا يقدرون قيادته الحكيمة ونصائحه القيمة. ترك ستوري بصمة واضحة في تاريخ كوينزلاند، وسيظل إرثه يلهم الأجيال القادمة.
تزوج جون دوغلاس ستوري من ماري إليزابيث، وأنجبا عددًا من الأطفال. كان ستوري أبًا محبًا وزوجًا مخلصًا، وكان يقضي وقت فراغه مع عائلته. كان أيضًا عضوًا نشطًا في مجتمعه المحلي، وشارك في العديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية.
توفي جون دوغلاس ستوري في 2 فبراير 1966 في بريسبان، أستراليا، عن عمر يناهز 96 عامًا. تركت وفاته فراغًا كبيرًا في المجتمع، ولكن إرثه سيظل حيًا للأبد. تم تخليد ذكرى ستوري من خلال العديد من التكريمات والجوائز، بما في ذلك تسمية مبنى في جامعة كوينزلاند باسمه.
خاتمة
جون دوغلاس ستوري كان شخصية بارزة في تاريخ كوينزلاند، أستراليا. من خلال عمله الدؤوب وتفانيه في الخدمة العامة، ساهم بشكل كبير في تطوير التعليم والإدارة الحكومية في الولاية. سيظل إرثه يلهم الأجيال القادمة من القادة والموظفين الحكوميين. لقد كان ستوري مثالًا يحتذى به في التفاني والإخلاص والالتزام بخدمة المجتمع.