تأسيس راديو النصر
بدأت قصة راديو النصر في أوائل السبعينيات، عندما بدأت الحكومة البريطانية في ترخيص محطات إذاعية تجارية مستقلة لتعزيز التنوع في قطاع البث. حصلت مجموعة من رجال الأعمال المحليين على ترخيص لمحطة في بورتسموث، وتم اختيار اسم “راديو النصر” ليعكس تاريخ المدينة البحري الغني. تم اختيار هذا الاسم أيضًا تكريمًا لـ “إتش إم إس فيكتوري”، السفينة التاريخية التي تقع في حوض بناء السفن الملكي في بورتسموث.
مرت عملية الإعداد والتجهيز للإنطلاق بالكثير من التحديات. تم اختيار فريق عمل من ذوي الخبرة في مجال الإذاعة، وتجهيز استوديوهات حديثة في منطقة فارنهام رود في بورتسموث. كان من الضروري أيضًا بناء شبكة إرسال قوية لضمان تغطية جيدة للمنطقة.
الانطلاق والبث الأول
في 14 أكتوبر 1975، أُعلن عن بداية راديو النصر ببث تجريبي. بدأ البث الرسمي في 25 أكتوبر من نفس العام. كان من أوائل الأصوات التي سمعها المستمعون المذيع الشهير، بيتر كرين. قدمت المحطة في البداية مزيجًا من الموسيقى، والأخبار، والمعلومات المحلية، والبرامج الرياضية. سرعان ما اكتسبت المحطة شعبية كبيرة، وأصبحت جزءًا من الحياة اليومية لسكان بورتسموث.
تميزت راديو النصر بأسلوبها الحيوي والمرح، وتركيزها على القضايا المحلية. كان فريق العمل يتكون من مجموعة من المذيعين والمنتجين الموهوبين الذين كانوا على دراية جيدة بالمنطقة واهتمامات سكانها. عملت المحطة على تقديم أخبار دقيقة وموثوقة، وبرامج ترفيهية جذابة، ودعم قوي للمجتمع المحلي.
برامج راديو النصر
قدمت راديو النصر مجموعة واسعة من البرامج التي تلبي اهتمامات مختلفة. تضمنت البرامج الموسيقية الأغاني الشعبية، والروك، والبوب، بالإضافة إلى البرامج المتخصصة في أنواع معينة من الموسيقى. كما كان هناك برامج للأخبار والرياضة، والتي قدمت تغطية شاملة للأحداث المحلية والإقليمية.
من بين البرامج الأكثر شعبية:
- برامج الإفطار الصباحية التي قدمت أحدث الأخبار، والموسيقى، والمسابقات
- برامج الدردشة التي استضافت شخصيات محلية، وناقشت القضايا التي تهم المجتمع
- برامج الرياضة التي غطت مباريات فرق كرة القدم المحلية، وغيرها من الأحداث الرياضية
كانت راديو النصر أيضًا معروفة بدعمها للمواهب المحلية. قدمت المحطة منصة للموسيقيين والفرق الموسيقية الصاعدة، وعرضت مواهبهم على جمهور واسع. كما نظمت المحطة مسابقات المواهب، وساعدت في اكتشاف ورعاية المواهب الجديدة في المنطقة.
التحديات والتغييرات
واجهت راديو النصر العديد من التحديات على مر السنين، بما في ذلك المنافسة من المحطات الإذاعية الأخرى، والتغيرات في التكنولوجيا، والظروف الاقتصادية المتغيرة. في الثمانينيات، بدأت المحطة في توسيع نطاق تغطيتها، واشترت محطات إذاعية أخرى في مناطق مجاورة. هذا التوسع سمح للمحطة بتحسين وضعها في السوق وزيادة عائداتها.
شهدت المحطة أيضًا تغييرات في ملكيتها وإدارتها على مر السنين. في عام 1986، تم بيع راديو النصر إلى مجموعة إذاعية أكبر. أدت هذه الصفقة إلى تغييرات في البرامج، والتنسيق، وفريق العمل. على الرغم من هذه التغييرات، استمرت المحطة في الحفاظ على شعبيتها في المنطقة، وتقديم خدمة قيمة للمجتمع.
السنوات الأخيرة والإغلاق
في عام 1990، أُعيد تسمية راديو النصر باسم “أوكي 103.2 بورتسموث”. في عام 2004، استحوذت شركة غلوبال للاتصالات على المحطة. في عام 2006، تم دمج أوكي 103.2 بورتسموث مع محطات أخرى في منطقة جنوب شرق إنجلترا لتشكيل شبكة “هارت”. أدى هذا الإجراء إلى إنهاء العلامة التجارية “راديو النصر” بشكل فعال.
كان إغلاق راديو النصر بمثابة نهاية حقبة بالنسبة لسكان بورتسموث. كانت المحطة جزءًا لا يتجزأ من الحياة المحلية لأكثر من ثلاثة عقود، وقدمت خدمة قيمة للمجتمع. على الرغم من اختفاء المحطة، إلا أن إرثها لا يزال حيًا في ذاكرة الكثير من الناس الذين نشأوا على الاستماع إليها.
إرث راديو النصر
تركت راديو النصر بصمة واضحة في تاريخ الإذاعة المحلية في بريطانيا. كانت المحطة رائدة في تقديم برامج إخبارية محلية شاملة، والترفيه، والموسيقى. كما أنها ساعدت في دعم المواهب المحلية، والمشاركة في الأحداث المجتمعية. لا يزال الكثيرون يتذكرون راديو النصر بحنين، ويعتبرونها جزءًا مهمًا من تاريخ بورتسموث.
خاتمة
كان راديو النصر محطة إذاعية مهمة في بورتسموث، حيث قدمت الأخبار والمعلومات والترفيه للمجتمع المحلي لأكثر من 30 عامًا. لعبت المحطة دورًا حيويًا في دعم المواهب المحلية والمشاركة في الأحداث المجتمعية. على الرغم من إغلاقها، إلا أن إرثها لا يزال حيًا في ذاكرة الكثير من الناس.