السيرة الذاتية
ولد جون دينام بارسونز في عام 1861. تتوفر معلومات قليلة عن طفولته وحياته المبكرة. ومع ذلك، من المعروف أنه طور اهتمامًا كبيرًا بالأدب والمسرح في سن مبكرة. وقد دفعه هذا الاهتمام إلى دراسة أعمال ويليام شكسبير، الذي سرعان ما أصبح موضوعًا رئيسيًا لاهتمامه الأكاديمي.
بدأ بارسونز في التشكيك في مؤلف شكسبير في وقت مبكر من حياته المهنية. وقد لاحظ التناقضات في أسلوب الكتابة، بالإضافة إلى بعض الحقائق التاريخية التي بدت له غير متوافقة مع السيرة الذاتية التقليدية لشكسبير. وقد قاده هذا الشك إلى الانخراط في تحقيق واسع النطاق، حيث جمع معلومات من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك الوثائق التاريخية والتحليل الأدبي.
بمرور الوقت، أصبح بارسونز من أشد المؤيدين لنظرية المؤلف البديل لشكسبير. وقد جادل بأن العديد من الأشخاص المحتملين يمكن أن يكونوا مؤلفين بديلين، ولكن التركيز الأساسي له كان على إيرل أكسفورد، إدوارد دي فير. ويعتمد هذا الاقتراح على مجموعة متنوعة من الأدلة، بما في ذلك أوجه التشابه الأسلوبية بين كتابات شكسبير وكتابات دي فير، بالإضافة إلى بعض الأدلة التاريخية.
أعماله وكتاباته
ألف بارسونز العديد من الكتب والمقالات التي ناقشت نظرية المؤلف البديل. ومن بين أعماله الأكثر شهرة:
- “الرسالة السرية لشكسبير” (The Secret Shakespeare)، والتي نشرت عام 1923.
- “شكسبير غير الموجود” (The Non-Existent Shakespeare)، وهو عمل آخر هام في مجال دراسات شكسبير.
في هذه الأعمال، قدم بارسونز حججه بالتفصيل، وأشار إلى ما اعتبره أدلة على أن شكسبير لم يكن المؤلف الحقيقي للأعمال المنسوبة إليه. كما قام بتحليل أسلوب الكتابة، وقارنه بأساليب كتابة المؤلفين المحتملين الآخرين، مثل إيرل أكسفورد. وادعى أن هناك العديد من النقاط التي تتوافق مع أسلوب دي فير.
بالإضافة إلى كتبه، كتب بارسونز أيضًا العديد من المقالات في المجلات الأكاديمية. وقد ساعدت هذه المقالات في نشر أفكاره بين جمهور أوسع، وأدت إلى نقاشات واسعة حول قضية مؤلف شكسبير.
الجدل حول نظرية المؤلف البديل
نظرية المؤلف البديل لشكسبير هي نظرية مثيرة للجدل إلى حد كبير. على الرغم من أن بارسونز وغيره من المؤيدين قدموا حججًا قوية، إلا أن معظم الأكاديميين والمختصين في مجال شكسبير يرفضون هذه النظرية. وهم يشيرون إلى أن الأدلة التي قدمها بارسونز ليست حاسمة، وأن هناك العديد من التفسيرات الأخرى للحقائق التي أثارها.
ومع ذلك، لا تزال نظرية المؤلف البديل تحظى بشعبية بين بعض الأشخاص. يواصل هؤلاء الأفراد استكشاف الأدلة التي قدمها بارسونز وغيره من المؤيدين، وتقديم حججهم الخاصة لدعم وجهة نظرهم. وقد أدى هذا إلى استمرار النقاش حول قضية مؤلف شكسبير، وجعلها موضوعًا شيقًا للدراسة.
إرث جون دينام بارسونز
ترك جون دينام بارسونز إرثًا دائمًا في مجال دراسات شكسبير. على الرغم من أن وجهات نظره قد لا تحظى بالقبول على نطاق واسع، إلا أنه لعب دورًا مهمًا في إثارة النقاش حول قضية مؤلف شكسبير. وقد ساعدت أعماله في تحدي الافتراضات التقليدية، وتشجيع الباحثين على إعادة النظر في الأدلة وتقديم تفسيرات جديدة.
تعتبر كتابات بارسونز مصدرًا قيمًا للمعلومات للباحثين والطلاب المهتمين بنظرية المؤلف البديل. على الرغم من أن بعض الحجج التي قدمها قد تم دحضها أو تحديها، إلا أن أعماله لا تزال تحفز على التفكير وتثير أسئلة مهمة حول تاريخ الأدب.
آراء حول عمله
تنوعت الآراء حول عمل بارسونز بشكل كبير. بينما أشاد به بعض الأفراد لدفاعه عن نظرية المؤلف البديل، انتقد آخرون منهجه، معتبرين أنه يعتمد على أدلة غير كافية وتفسيرات خاطئة. ومع ذلك، من المتفق عليه عمومًا أن بارسونز كان شخصية بارزة في مجال دراسات شكسبير، وأنه ساهم في إثراء النقاش حول مؤلف شكسبير.
يعتبر عمل بارسونز بمثابة تذكير بأهمية التشكيك في الافتراضات التقليدية، والتحقيق في الحقائق التاريخية بعناية. حتى لو لم يتفق المرء مع استنتاجاته، فإن مساهماته قد ساعدت في إثارة نقاشات مهمة حول قضايا الأدب والتاريخ.
خاتمة
جون دينام بارسونز كان كاتبًا إنجليزيًا ومنظّرًا بارزًا لنظرية المؤلف البديل لشكسبير. على الرغم من أن وجهات نظره لم تحظَ بالقبول على نطاق واسع من قبل الأكاديميين، إلا أنه ترك إرثًا دائمًا في مجال دراسات شكسبير. ساعدت أعماله في إثارة النقاش حول قضية مؤلف شكسبير، وشجعت على إعادة النظر في الأدلة وتقديم تفسيرات جديدة. ولا تزال أعماله مصدرًا قيمًا للباحثين والطلاب المهتمين بنظرية المؤلف البديل، وتعتبر بمثابة تذكير بأهمية التشكيك في الافتراضات التقليدية والتحقيق في الحقائق التاريخية بعناية.