الاستحواذ والتصميم
تم بناء أورفيتا في عام 1861، وتم شراؤها من قبل البحرية الاتحادية في نفس العام. كانت السفينة من نوع الشراعية، وهي سفينة شراعية ذات سقاطة، مما يعني أنها كانت مزودة بشراعين رئيسيين وأشرعة إضافية. بلغ طول أورفيتا حوالي 90 قدمًا، وعرضها 24 قدمًا، وغاطسها حوالي 10 أقدام. تم تجهيزها بعدد من المدافع الصغيرة، بما في ذلك مدافع 32 رطلاً، وهاوتزر، ومدافع أخرى ذات عيار أصغر. سمحت هذه الأسلحة لأورفيتا بالاشتباك مع السفن الأخرى والدفاع عن نفسها.
الخدمة خلال الحرب الأهلية
بعد الحصول عليها، تم تكليف أورفيتا بالخدمة في سلاح الحصار الغربي التابع للبحرية الاتحادية. بدأت السفينة في أداء مهام الدورية في المياه الساحلية، بحثًا عن السفن المهربة ومهاجمة السفن الكونفدرالية. كانت أورفيتا جزءًا من قوة الحصار التي تعمل على طول ساحل الخليج، مع التركيز على تعطيل التجارة الكونفدرالية ومنع الوصول إلى الموارد الحيوية.
شاركت أورفيتا في العديد من العمليات المهمة. في عام 1862، شاركت في الحصار الناجح لنيو أورليانز، حيث قدمت الدعم المدفعي للقوات الاتحادية أثناء تقدمها نحو المدينة. لعبت أورفيتا دورًا في الاستيلاء على بطاريات المدفعية الكونفدرالية، مما مهد الطريق لسيطرة الاتحاد على الميناء الحيوي. في وقت لاحق من الحرب، شاركت أورفيتا في حصار موبايل، ألاباما، وهو ميناء مهم آخر للكونفدرالية. شاركت السفينة في الاشتباكات مع السفن الحربية الكونفدرالية، وقدمت الدعم المدفعي للقوات البرية.
بالإضافة إلى مهام الحصار، شاركت أورفيتا أيضًا في القبض على السفن الكونفدرالية. في عدة مناسبات، أوقفت السفينة وأخذت سفنًا تجارية كونفدرالية، وصادرت حمولاتها كغنائم حرب. ساهمت هذه الإجراءات في إضعاف اقتصاد الكونفدرالية وحرمانها من الموارد.
العمليات البارزة
شهدت أورفيتا مشاركة في عدد من العمليات البارزة. من بينها:
- حصار نيو أورليانز (1862): قدمت أورفيتا الدعم المدفعي للقوات الاتحادية أثناء الاستيلاء على المدينة.
- حصار موبايل (1864-1865): شاركت أورفيتا في القتال المكثف، وقدمت الدعم المدفعي للقوات الاتحادية.
- الاستيلاء على السفن التجارية الكونفدرالية: ساهمت في تعطيل التجارة الكونفدرالية.
مصير السفينة
بعد انتهاء الحرب الأهلية، تم بيع أورفيتا. تغيرت ملكيتها عدة مرات قبل أن يتم تفكيكها في نهاية المطاف. على الرغم من أنها لم تنجُ إلى يومنا هذا، إلا أن عملها خلال الحرب الأهلية لا يزال يمثل مساهمتها في انتصار الاتحاد. أدت شجاعة وطاقة البحارة الذين خدموا على متن أورفيتا إلى إبراز دور السفينة في تاريخ الحرب الأهلية الأمريكية.
لقد كان لطاقم أورفيتا دور كبير في إنجاح المهام التي قاموا بها. لقد عملوا في ظروف صعبة، وواجهوا خطرًا دائمًا من نيران العدو. ومع ذلك، فقد أظهروا شجاعة وتفانٍ كبيرين، وكافحوا بشدة لتحقيق أهداف الاتحاد. يمكن القول إن أورفيتا كانت واحدة من العديد من السفن الصغيرة التي لعبت دورًا مهمًا في دعم المجهود الحربي للاتحاد.
الأهمية التاريخية
تعد يو إس إس أورفيتا مثالًا على أهمية السفن الصغيرة في الحرب الأهلية الأمريكية. على الرغم من أنها لم تكن سفينة حربية ضخمة، إلا أنها لعبت دورًا حيويًا في الحصار، ودوريات الممرات المائية، والقبض على سفن العدو. ساعدت أورفيتا في تعطيل التجارة الكونفدرالية، والسيطرة على الممرات المائية، ودعم الجهود الحربية للاتحاد. إن قصتها هي شهادة على شجاعة وتفاني البحارة الذين خدموا على متنها، وأهمية السفن الأصغر في الصراع الأكبر.
خاتمة
كانت يو إس إس أورفيتا سفينة شراعية خدمت في البحرية الاتحادية خلال الحرب الأهلية الأمريكية. شاركت في الحصار، والدوريات، والقبض على السفن الكونفدرالية. على الرغم من صغر حجمها، لعبت دورًا مهمًا في دعم جهود الاتحاد الحربية، والمساهمة في السيطرة على الممرات المائية وتعطيل التجارة الكونفدرالية. يعد تاريخها بمثابة تذكير بأهمية السفن الصغيرة وشجاعة البحارة الذين خدموا على متنها.