<![CDATA[
نشأتها وزواجها
ولدت جوانا في 16 يونيو 1455، وهي ابنة خوان الثاني ملك أراغون وخوانا إنريكيز. كانت نشأتها في بلاط أراغون، حيث تلقت تعليمًا جيدًا في الفنون والآداب. تزوجت من فرديناندو الأول ملك نابولي عام 1476، وأصبحت ملكة نابولي. كان زواجها جزءًا من تحالف سياسي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين مملكتي أراغون ونابولي.
كانت جواهر العروس ثمينة للغاية، مما يدل على أهمية هذا الزواج. لم تكن جوانا مجرد إضافة زخرفية للبلاط النابولي، بل أصبحت شخصية مؤثرة بفضل ذكائها وطموحها.
دورها كملكة
بصفتها ملكة، أظهرت جوانا اهتمامًا كبيرًا بالشؤون السياسية والثقافية للمملكة. كانت راعية للفنون والآداب، وساهمت في ازدهار البلاط النابولي. كما كانت مهتمة بالعدالة الاجتماعية، وعملت على تحسين أوضاع الفقراء والمحتاجين. لعبت دورًا دبلوماسيًا هامًا، حيث عملت على تعزيز العلاقات بين نابولي والدول الأخرى.
كانت جوانا امرأة قوية وطموحة، لم تتردد في التعبير عن آرائها والمشاركة في صنع القرار. كانت تحظى بتقدير كبير من قبل زوجها الملك فرديناندو الأول، الذي كان يعتمد عليها في كثير من الأحيان في إدارة شؤون الدولة.
الوصاية على العرش
بعد وفاة زوجها فرديناندو الأول عام 1494، خلفه ابنهما ألفونسو الثاني. ومع ذلك، لم يدم حكم ألفونسو طويلاً، حيث اضطر إلى التنازل عن العرش بعد فترة وجيزة بسبب الغزو الفرنسي بقيادة شارل الثامن. بعد تنازل ألفونسو، أصبح ابنه غير الشرعي، فرديناندو الثاني، ملكًا لنابولي. كان فرديناندو الثاني شابًا يفتقر إلى الخبرة، لذلك تولت جوانا الوصاية على العرش.
خلال فترة الوصاية، أظهرت جوانا قدرات قيادية كبيرة. عملت على حماية المملكة من الغزو الفرنسي، وقادت المقاومة ضدهم. كما عملت على الحفاظ على الاستقرار الداخلي للمملكة، وتعزيز الوحدة الوطنية. كانت فترة الوصاية فترة صعبة ومليئة بالتحديات، لكن جوانا تمكنت من قيادة المملكة بنجاح بفضل ذكائها وحكمتها.
الغزو الفرنسي
كان الغزو الفرنسي بقيادة شارل الثامن تهديدًا كبيرًا لمملكة نابولي. تمكن الفرنسيون من احتلال جزء كبير من المملكة، وفرضوا سيطرتهم على العديد من المدن. قادت جوانا المقاومة ضد الفرنسيين، وحاولت حشد الدعم من الدول الأخرى. ومع ذلك، لم تنجح جهودها في طرد الفرنسيين بشكل كامل.
أدت الحرب مع فرنسا إلى إضعاف المملكة، وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة. اضطرت جوانا إلى تقديم تنازلات للفرنسيين من أجل الحفاظ على السلام. ومع ذلك، لم تستسلم، واستمرت في العمل على استعادة سيادة المملكة.
فترة حكم فرديناندو الثاني
بعد فترة من الصراع، تمكن فرديناندو الثاني من استعادة عرشه بدعم من إسبانيا. انتهت فترة الوصاية، وتولت جوانا دورًا استشاريًا في البلاط. استمرت في تقديم النصح والدعم لابنها، وساهمت في استقرار المملكة. كانت تحظى بتقدير كبير من قبل فرديناندو الثاني، الذي كان يعتبرها مستشارته الأمينة.
تميزت فترة حكم فرديناندو الثاني بالاستقرار والازدهار. عمل على إعادة بناء المملكة بعد الحرب، وتعزيز الاقتصاد الوطني. كما اهتم بالفنون والآداب، وساهم في ازدهار الثقافة النابولية.
حياتها اللاحقة ووفاتها
بعد وفاة فرديناندو الثاني عام 1496، تولى عمه فريدريكو العرش. استمرت جوانا في لعب دور هام في البلاط، حيث كانت تحظى بتقدير كبير من قبل الملك الجديد. قضت سنواتها الأخيرة في السلام والراحة، محاطة بأفراد عائلتها وأصدقائها.
توفيت جوانا في 9 يناير 1517، عن عمر يناهز 61 عامًا. تركت وراءها إرثًا كبيرًا كملكة قوية وحكيمة، وكمرأة لعبت دورًا هامًا في تاريخ مملكة نابولي.
إرثها
تعتبر جوانا من أراغون شخصية بارزة في تاريخ مملكة نابولي. لعبت دورًا هامًا كملكة ووصية على العرش، وساهمت في حماية المملكة من الغزو الفرنسي. كانت امرأة قوية وطموحة، تتمتع بذكاء وحكمة كبيرين. تركت وراءها إرثًا كبيرًا كراعية للفنون والآداب، وكمدافعة عن العدالة الاجتماعية.
لا تزال جوانا تحظى بالتقدير والاحترام في نابولي حتى اليوم. يُذكرها الناس كملكة عظيمة، وكمرأة ساهمت في ازدهار المملكة.
خاتمة
جوانا من أراغون كانت ملكة نابولي وزوجة الملك فرديناندو الأول. لعبت دورًا حاسمًا كوصية على العرش خلال فترة حكم ابنها فرديناندو الثاني، وحماية المملكة من الغزو الفرنسي. كانت شخصية مؤثرة في السياسة والثقافة النابولية، وساهمت في ازدهار المملكة. تُذكر كملكة قوية وحكيمة وراعية للفنون والعدالة الاجتماعية.