أساس العرض المجاني
يعتمد العرض المجاني للإنجيل على عدة أسس لاهوتية رئيسية. أولاً، طبيعة الله. الكتاب المقدس يصف الله بأنه محب ورحيم وعادل وقدوس. هذه الصفات تحدد طبيعة العلاقة بين الله والبشرية. محبة الله تدفعه إلى السعي لإنقاذ البشرية من الخطيئة والهلاك الأبدي. رحمته تجعله يغفر خطايانا. وعدالته تتطلب عقاب الخطية، ولكن الله يقدم طريقة للمصالحة من خلال المسيح. ثانيًا، حالة الإنسان الساقطة. يؤمن المسيحيون بأن البشرية ورثت طبيعة خاطئة بسبب سقوط آدم وحواء. هذه الطبيعة تجعل الإنسان منفصلاً عن الله وغير قادر على تحقيق الخلاص بنفسه. ثالثًا، عمل المسيح الفدائي. يعتقد المسيحيون أن يسوع المسيح، ابن الله، قد تجسد ومات على الصليب لدفع ثمن خطايانا. قيامته من بين الأموات تؤكد انتصاره على الموت والخطيئة، وتوفر طريقًا للحياة الأبدية لكل من يؤمن به.
مكونات العرض المجاني
العرض المجاني للإنجيل يتضمن عدة مكونات رئيسية:
- الدعوة إلى التوبة: الإقرار بالخطية والندم عليها، والتحول عن مسار الحياة السابق.
- الدعوة إلى الإيمان: الثقة بيسوع المسيح كرب ومخلص، والاعتماد عليه للخلاص.
- الدعوة إلى التسليم: قبول سيادة المسيح على الحياة، والاستعداد لطاعته.
هذه المكونات مترابطة. التوبة تقود إلى الإيمان، والإيمان يؤدي إلى التسليم. هذه العملية ليست مجرد تغيير فكري، بل هي تحول روحي كامل. إنها تتطلب تغييرًا في القلب والعقل والسلوك.
أهمية العرض المجاني
العرض المجاني للإنجيل له أهمية بالغة في اللاهوت المسيحي. إنه يعبر عن محبة الله اللامحدودة للبشرية. الله لا يريد أن يهلك أحد، بل أن يخلص الجميع ويعرفوا الحق. هذا العرض هو دليل على أن الله يبادر نحو البشرية، ويسعى إلى المصالحة معها. كما أنه يوضح حالة الإنسان. يؤكد العرض المجاني على عجز الإنسان عن خلاص نفسه. البشرية تحتاج إلى نعمة الله. يعلمنا العرض المجاني عن عمل المسيح. يوضح العرض أن الخلاص ممكن فقط من خلال عمل يسوع المسيح على الصليب. إنه يوفر الرجاء للبشرية. يقدم العرض فرصة للخلاص والحياة الأبدية لكل من يؤمن.
الاستجابة للعرض المجاني
الاستجابة الصحيحة للعرض المجاني تتطلب عدة خطوات:
- الاستماع: الانفتاح على كلمة الله، والسماح للإنجيل بالتأثير على القلب والعقل.
- الإدراك: فهم حقيقة الخطيئة، والحاجة إلى الخلاص.
- التوبة: التحول عن الخطية، والاعتراف بها أمام الله.
- الإيمان: الثقة بيسوع المسيح كرب ومخلص.
- الاعتراف: الإعلان عن الإيمان بالمسيح علنًا.
- الطاعة: السعي للعيش وفقًا لتعاليم المسيح.
هذه الخطوات ليست مجرد سلسلة من الأعمال، بل هي تعبير عن علاقة متغيرة مع الله. إنها تتطلب التواضع والاعتماد على الله.
تحديات العرض المجاني
على الرغم من أن العرض المجاني للإنجيل هو عرض مجاني، إلا أنه يواجه تحديات في تطبيقه والتفاعل معه. أحد هذه التحديات هو الإدراك الخاطئ للخلاص. يظن البعض أن الخلاص هو مجرد قبول فكري للمسيح، دون تغيير في القلب أو السلوك. تحد آخر هو الرفض المتعمد للعرض. يختار بعض الناس رفض الإنجيل لأسباب مختلفة، مثل الشك، أو الكبرياء، أو الخوف من التغيير. تحد ثالث هو التناقض بين القول والفعل. يدعي البعض الإيمان بالمسيح، لكنهم يعيشون بطريقة تتناقض مع تعاليمه. تحد رابع هو التبشير المزيف. يقدم بعض الأشخاص نسخة مشوهة من الإنجيل، تركز على الوعود السهلة، وتتجاهل الحاجة إلى التوبة والتحول الحقيقي.
الفرق بين العرض المجاني والتقديرية
في بعض السياقات اللاهوتية، يتم التمييز بين العرض المجاني والإرادة التقديرية. العرض المجاني هو دعوة عامة للخلاص، موجهة إلى الجميع. الإرادة التقديرية هي مسألة أكثر تعقيدًا تتعلق بكيفية عمل الله في حياة المؤمن. يعتقد البعض أن الله يختار مسبقًا من سيخلص. آخرون يعتقدون أن الله يختار كل من يؤمن به. النقطة الرئيسية هي أن العرض المجاني يظل ساريًا للجميع، بغض النظر عن وجهات النظر المختلفة حول الإرادة التقديرية.
العلاقة مع عمل الروح القدس
يلعب الروح القدس دورًا حاسمًا في تطبيق العرض المجاني. الروح القدس يقنع الناس بالخطية، والبر، والدينونة. إنه يفتح القلوب لفهم الإنجيل. إنه يمنح المؤمنين القدرة على الإيمان. الروح القدس يعطي قوة للمؤمنين للعيش حياة مسيحية. عمل الروح القدس لا يحل محل مسؤولية الإنسان في الاستجابة للعرض المجاني. بل هو يعمل بالتزامن مع جهود الإنسان، ويقوده إلى الله.
خاتمة
العرض المجاني للإنجيل هو جوهر الرسالة المسيحية. إنه يعبر عن محبة الله ورحمته، ويدعو الجميع إلى الإيمان بيسوع المسيح والخلاص. إنه عرض مجاني، ولكنه يتطلب استجابة واعية من قبل الإنسان. فهم هذا العرض، والاستجابة له بالإيمان والتوبة، يؤدي إلى الحياة الأبدية والشركة مع الله. على الرغم من التحديات، فإن العرض المجاني للإنجيل يظل هو الأمل الوحيد للبشرية.