حياته المبكرة وتعليمه
ولد إدزارد إرنست في ألمانيا عام 1948. درس الطب في جامعة هامبورغ، وحصل على شهادة الدكتوراه في عام 1978. بعد ذلك، انتقل إلى المملكة المتحدة، حيث عمل في مستشفى لندن الملكي للمثليين. خلال فترة عمله هناك، بدأ اهتمامه بالطب التكميلي والبديل يزداد، وذلك بسبب تزايد عدد المرضى الذين كانوا يستخدمون هذه العلاجات.
مسيرته الأكاديمية
في عام 1993، تم تعيين إرنست أستاذاً للطب التكميلي في جامعة إكستر، ليصبح أول أستاذ جامعي في هذا المجال في المملكة المتحدة. أسس وحدة الطب التكميلي في الجامعة، والتي أصبحت فيما بعد مركزاً رائداً للبحث العلمي في هذا المجال. خلال فترة عمله في جامعة إكستر، قام إرنست وفريقه بإجراء العديد من الدراسات السريرية لتقييم فعالية وأمان مختلف العلاجات التكميلية والبديلة.
في عام 2002، انتقل إرنست إلى جامعة بليموث، حيث أسس قسم الطب التكميلي. استمر في البحث والنشر في هذا المجال حتى تقاعده في عام 2011.
أبحاثه وإسهاماته
تركزت أبحاث إدزارد إرنست بشكل أساسي على تقييم الأدلة العلمية المتعلقة بفعالية وأمان العلاجات التكميلية والبديلة. قام بنشر أكثر من 1600 مقال علمي في مجلات مرموقة، بالإضافة إلى العديد من الكتب التي تناولت مختلف جوانب الطب البديل. من بين أبرز كتبه:
- Trick or Treatment: The Undeniable Facts About Alternative Medicine (2008) بالاشتراك مع سايمون سينغ
- Healing, Hype, or Harm?: A Critical Analysis of Complementary or Alternative Medicine (2008)
- More Harm Than Good?: The Moral Maze of Complementary and Alternative Medicine (2018)
يعتبر إرنست من أبرز المدافعين عن الطب المبني على الأدلة، ويدعو إلى تطبيق نفس المعايير العلمية الصارمة على العلاجات التكميلية والبديلة كما هو الحال مع العلاجات التقليدية. ينتقد بشدة الممارسات غير المثبتة والتي قد تشكل خطراً على صحة المرضى. يؤكد على أهمية التمييز بين العلاجات التي أثبتت فعاليتها من خلال الدراسات العلمية، وتلك التي تعتمد على الخرافات والادعاءات الكاذبة.
انتقاداته للطب البديل
يشتهر إدزارد إرنست بانتقاداته اللاذعة للطب البديل. يرى أن معظم العلاجات البديلة لا تستند إلى أي أساس علمي، وأنها في كثير من الأحيان تكون غير فعالة أو حتى ضارة. ينتقد بشكل خاص العلاجات التي تعتمد على مفاهيم غير علمية مثل الطاقة الحيوية أو التوازن الكوني. كما ينتقد تسويق العلاجات البديلة بطرق مضللة، واستغلال ضعف المرضى وحاجتهم إلى الشفاء.
يعتبر إرنست أن ترويج الطب البديل يمثل خطراً على الصحة العامة، حيث أنه قد يؤدي إلى تأخير أو تجنب العلاجات الطبية الفعالة، وبالتالي تفاقم الحالة الصحية للمرضى. كما أنه يرى أن إنفاق الأموال على العلاجات البديلة غير المثبتة هو هدر للموارد، ويمكن توجيه هذه الأموال إلى مجالات الرعاية الصحية التي تعتمد على الأدلة العلمية.
واجه إرنست العديد من الانتقادات والهجوم من قبل المدافعين عن الطب البديل بسبب مواقفه الصريحة. تعرض للتهديدات والمضايقات، وفقد وظيفته في جامعة إكستر بسبب الضغوط التي مارستها عليه جماعات الضغط المؤيدة للطب البديل. على الرغم من ذلك، استمر إرنست في التعبير عن آرائه والدفاع عن العلم والعقلانية في مجال الرعاية الصحية.
مواقفه من بعض العلاجات البديلة
أبدى إدزارد إرنست مواقف محددة تجاه العديد من العلاجات البديلة الشائعة. على سبيل المثال:
- الوخز بالإبر (Acupuncture): يعتقد إرنست أن الوخز بالإبر قد يكون له تأثير مسكن للألم في بعض الحالات، ولكن هذا التأثير يعزى على الأرجح إلى تأثير الدواء الوهمي (Placebo Effect) وليس إلى أي تأثير علاجي حقيقي.
- المعالجة المثلية (Homeopathy): يعتبر إرنست المعالجة المثلية ضرباً من الاحتيال، حيث أنها تعتمد على مبادئ غير علمية وتستخدم مواد مخففة إلى درجة لا يمكن أن يكون لها أي تأثير بيولوجي.
- العلاج بتقويم العمود الفقري (Chiropractic): يرى إرنست أن العلاج بتقويم العمود الفقري قد يكون مفيداً في علاج بعض أنواع آلام الظهر، ولكن يجب أن يتم تطبيقه بحذر وبواسطة ممارسين مؤهلين. يحذر من استخدام هذا العلاج في علاج حالات أخرى غير آلام الظهر، خاصةً عند الأطفال.
- العلاج بالأعشاب (Herbal Medicine): يؤكد إرنست على أن بعض الأعشاب قد تحتوي على مواد فعالة ذات تأثيرات علاجية، ولكن يجب أن يتم استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي، حيث أنها قد تتفاعل مع الأدوية الأخرى أو تسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها.
يجدر بالذكر أن مواقف إرنست تستند إلى تقييم الأدلة العلمية المتاحة حول كل علاج من هذه العلاجات، وليست مجرد آراء شخصية.
الجوائز والتكريمات
حصل إدزارد إرنست على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لإسهاماته في مجال البحث العلمي والتصدي للطب البديل، من بينها:
- جائزة جون مادوكس (John Maddox Prize) عام 2015، وهي جائزة تمنح للأفراد الذين يدافعون عن العلم والعقلانية في مواجهة التحديات والصعوبات.
- زمالة الأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون (European Academy of Sciences and Arts).
- الدكتوراه الفخرية من جامعة تيسايد (Teesside University).
خاتمة
إدزارد إرنست شخصية بارزة في مجال الطب، اشتهر بدفاعه عن الطب المبني على الأدلة وانتقاده الشديد للطب البديل. ساهمت أبحاثه ومؤلفاته في توعية الجمهور حول مخاطر العلاجات غير المثبتة، وأهمية الاعتماد على العلم والعقلانية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالصحة. على الرغم من الانتقادات والهجوم الذي تعرض له، استمر إرنست في التعبير عن آرائه والدفاع عن الحقائق العلمية، مما جعله شخصية مؤثرة في مجال الرعاية الصحية.