<![CDATA[
التأسيس والتكوين
تأسست الجمعية الوطنية الكبرى في أعقاب إعلان الجمهورية الشعبية الرومانية في عام 1947، بعد إلغاء النظام الملكي. تم تصميمها على غرار مجالس السوفيات الأعلى في الجمهوريات الاشتراكية الأخرى، وكانت تعتبر أعلى هيئة لسلطة الدولة في رومانيا. كانت الجمعية الوطنية الكبرى، من الناحية النظرية، مسؤولة عن سن القوانين وانتخاب الهيئات الحكومية الرئيسية.
كانت الجمعية الوطنية الكبرى تتألف من عدد من النواب المنتخبين في دوائر انتخابية متعددة الأعضاء. في البداية، كان عدد النواب يتناسب مع عدد السكان، ولكن مع مرور الوقت تم إجراء تغييرات لضمان تمثيل أفضل للمجموعات الاجتماعية المختلفة، مثل العمال والفلاحين والمثقفين. على الرغم من ذلك، كان الحزب الشيوعي الروماني يسيطر بشكل كامل على عملية الترشيح والانتخاب، مما يضمن فوز مرشحيه دائمًا.
المهام والصلاحيات
بموجب الدستور الروماني الاشتراكي، كانت الجمعية الوطنية الكبرى تتمتع بصلاحيات واسعة النطاق، بما في ذلك:
- سن القوانين: كانت الجمعية الوطنية الكبرى هي الهيئة الوحيدة المخولة بسن القوانين في رومانيا.
- انتخاب الهيئات الحكومية: كانت الجمعية الوطنية الكبرى تنتخب مجلس الدولة (الهيئة الرئاسية الجماعية) ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء.
- الموافقة على الميزانية: كانت الجمعية الوطنية الكبرى مسؤولة عن الموافقة على الميزانية الوطنية والخطة الاقتصادية.
- التصديق على المعاهدات الدولية: كانت الجمعية الوطنية الكبرى تصدق على المعاهدات الدولية التي أبرمتها رومانيا.
- تعديل الدستور: كانت الجمعية الوطنية الكبرى هي الهيئة الوحيدة المخولة بتعديل الدستور.
ومع ذلك، في الواقع، كانت سلطة الجمعية الوطنية الكبرى محدودة للغاية. كان الحزب الشيوعي الروماني هو الذي يمارس السلطة الحقيقية في البلاد، وكانت الجمعية الوطنية الكبرى مجرد أداة لتنفيذ سياسات الحزب. كانت جميع القرارات الرئيسية تتخذ من قبل المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الروماني، وكانت الجمعية الوطنية الكبرى ببساطة تصادق عليها دون أي نقاش جدي.
الانتخابات والتركيبة السياسية
كانت الانتخابات إلى الجمعية الوطنية الكبرى تجرى كل أربع سنوات. ومع ذلك، كانت هذه الانتخابات صورية إلى حد كبير، حيث كان الحزب الشيوعي الروماني يسيطر بشكل كامل على عملية الانتخابات. كانت قائمة المرشحين معدة مسبقًا من قبل الحزب، ولم يكن يسمح لأي مرشح مستقل أو مرشح من حزب آخر بالمشاركة في الانتخابات. كانت نسبة المشاركة في الانتخابات عالية جدًا، وغالبًا ما تتجاوز 99٪، ولكن هذه الأرقام كانت مزورة في الغالب.
كانت الجمعية الوطنية الكبرى تتألف من أعضاء من الحزب الشيوعي الروماني ومنظمات تابعة له، مثل الجبهة الديمقراطية الشعبية. لم يكن هناك أي تمثيل حقيقي لأي أحزاب سياسية أخرى أو وجهات نظر معارضة. كانت الجمعية الوطنية الكبرى بمثابة ختم مطاطي لقرارات الحزب الشيوعي الروماني، ولم تلعب أي دور حقيقي في صنع السياسات.
مجلس الدولة
كان مجلس الدولة هيئة رئاسية جماعية تنتخبها الجمعية الوطنية الكبرى من بين أعضائها. كان مجلس الدولة يمارس سلطات رئيس الدولة بين دورات انعقاد الجمعية الوطنية الكبرى. كان رئيس مجلس الدولة يعتبر رئيس الدولة الفعلي لرومانيا.
كان مجلس الدولة مسؤولاً عن:
- إصدار المراسيم والقوانين.
- تعيين السفراء والمبعوثين الدبلوماسيين.
- منح الأوسمة والألقاب.
- العفو عن المدانين.
كان مجلس الدولة يخضع لسيطرة الحزب الشيوعي الروماني، وكان أعضاؤه دائمًا من كبار المسؤولين في الحزب. كان مجلس الدولة بمثابة أداة لتنفيذ سياسات الحزب، ولم يتمتع بأي سلطة مستقلة حقيقية.
حل الجمعية الوطنية الكبرى
تم حل الجمعية الوطنية الكبرى في ديسمبر 1989، في أعقاب الثورة الرومانية التي أطاحت بالنظام الشيوعي. تم استبدالها ببرلمان مؤقت، والذي تم انتخابه في انتخابات حرة ونزيهة في عام 1990. يمثل حل الجمعية الوطنية الكبرى نهاية حقبة في التاريخ الروماني، ونهاية النظام الشيوعي الذي حكم البلاد لأكثر من أربعة عقود.
الإرث
تعتبر الجمعية الوطنية الكبرى رمزًا للنظام الشيوعي القمعي في رومانيا. لم تكن هيئة تمثيلية حقيقية للشعب الروماني، بل كانت مجرد أداة لتنفيذ سياسات الحزب الشيوعي الروماني. لا يزال إرث الجمعية الوطنية الكبرى يثير الجدل في رومانيا اليوم، حيث ينظر إليها البعض على أنها رمز للاستبداد والقمع، بينما يرى فيها آخرون رمزًا للفترة التي شهدت فيها رومانيا بعض التقدم الاقتصادي والاجتماعي.
خاتمة
كانت الجمعية الوطنية الكبرى الهيئة التشريعية لجمهورية رومانيا الاشتراكية، ولكنها كانت تفتقر إلى السلطة الحقيقية وكانت مجرد أداة لتنفيذ سياسات الحزب الشيوعي الروماني. تم حلها في عام 1989 في أعقاب الثورة الرومانية، وتمثل نهايتها نهاية حقبة في التاريخ الروماني.