خلفية المشروع
بدأ مشروع «مسادا» في أوائل التسعينيات، وهو عبارة عن سلسلة من المؤلفات الموسيقية التي كتبها زُرن، مستوحاة من جوانب مختلفة من الثقافة اليهودية، بما في ذلك التقاليد الدينية، والفولكلور، والتاريخ. استلهم زُرن اسم المشروع من قلعة مسادا التاريخية في إسرائيل، والتي تمثل رمزًا للشجاعة والمقاومة.
تتكون مقطوعات مسادا من سلسلة من المقطوعات القصيرة، والتي تُعزف غالبًا بواسطة فرق موسيقية مختلفة، بما في ذلك الرباعيات الوترية، والفرق الثلاثية، والفرق الموسيقية الأكبر حجمًا. تتميز هذه المقطوعات بأسلوبها الموسيقي المتنوع، والذي يجمع بين عناصر الجاز، والموسيقى الكلاسيكية، والموسيقى اليهودية التقليدية. يشتهر زُرن بدمج الأساليب الموسيقية المتناقضة، مما يخلق تجارب صوتية فريدة ومعقدة.
ثلاثي مسادا الوَتَري
«ثلاثي مسادا الوَتَري» (Masada String Trio) هو التشكيل الموسيقي الذي يؤدي مقطوعات مسادا في ألبوم «صانع الدائرة». يتكون الثلاثي من:
- مارك فيلدز (Mark Feldman) على الكمان.
- إريك فريدلاندر (Erik Friedlander) على التشيلو.
- غريغ كوهين (Greg Cohen) على الكونتراباص.
يعتبر الثلاثي من الموسيقيين ذوي الخبرة الواسعة في مجال الموسيقى التجريبية، وقد تعاونوا مع العديد من الموسيقيين المشهورين في مختلف الأنواع الموسيقية. يتميز الثلاثي بقدرته على تقديم أداء متناغم ومؤثر لموسيقى زُرن، مع الحفاظ على تعقيدها وغناها الموسيقي.
محتوى الألبوم
يحتوي ألبوم «صانع الدائرة» على 22 مقطوعة موسيقية مقسمة على قرصين. كل مقطوعة تحمل اسمًا عبرانيًا، مما يعكس تركيز زُرن على التراث اليهودي. تتنوع المقطوعات من حيث الطول والأسلوب، ولكنها تشترك في استخدامها لعناصر مميزة من موسيقى مسادا، بما في ذلك:
- الأنغام الشرقية: استخدام المقامات الموسيقية الشرقية والألحان التي تعكس تأثير الموسيقى اليهودية الشرقية.
- الإيقاعات المعقدة: استخدام الإيقاعات المعقدة والمتغيرة، والتي تضيف إلى الإحساس بالتوتر والحيوية.
- الارتجال: دمج عناصر الارتجال في بعض المقطوعات، مما يمنح الموسيقى طابعًا حيًا وديناميكيًا.
- التعبيرية: التعبير عن مجموعة واسعة من المشاعر، من التأمل الهادئ إلى الانفعال الدرامي.
يُظهر الألبوم قدرة زُرن على الجمع بين الموسيقى اليهودية التقليدية والموسيقى الحديثة، مما يخلق تجربة استماع فريدة. يمثل «صانع الدائرة» مثالًا ممتازًا على عمل زُرن، ويظهر مدى براعته في تأليف الموسيقى المعقدة والملهمة.
الاستقبال النقدي
تلقى ألبوم «صانع الدائرة» استقبالًا نقديًا إيجابيًا بشكل عام. أشاد النقاد ببراعة زُرن في التأليف، وأداء ثلاثي مسادا الوَتَري المتميز. وصف البعض الألبوم بأنه عمل فني رائع، بينما أشاد آخرون بتنوعه الموسيقي وقدرته على جذب المستمعين من مختلف الخلفيات الموسيقية. أُعجب الكثيرون بالقدرة على الجمع بين الجاز، والموسيقى الكلاسيكية، واليهودية التقليدية. تميز الألبوم أيضًا بجودته الصوتية العالية، مما سمح للمستمعين بالاستمتاع بالتفاصيل الدقيقة في الموسيقى.
على الرغم من بعض الآراء التي اعتبرت الموسيقى صعبة أو غير مألوفة، إلا أن الألبوم استمر في الحصول على تقدير كبير في أوساط الموسيقى التجريبية واليهودية على حد سواء. ساهم الألبوم في تعزيز مكانة زُرن كمؤلف موسيقي رائد، وأظهر إمكانات مشروع مسادا كمصدر للإلهام والإبداع.
الأهمية الثقافية
يمثل «صانع الدائرة» مساهمة كبيرة في الموسيقى اليهودية الجديدة والموسيقى التجريبية. ساعد الألبوم في تقديم الموسيقى اليهودية إلى جمهور أوسع، وأظهر كيف يمكن للموسيقى أن تكون وسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية والروحانية. بالإضافة إلى ذلك، ألهم الألبوم العديد من الموسيقيين الآخرين لاستكشاف العلاقة بين الموسيقى والتقاليد الثقافية. أثر هذا الألبوم بشكل كبير على المشهد الموسيقي المستقل، وألهم الفنانين لاستكشاف آفاق جديدة في الإبداع الموسيقي.
ساهم «صانع الدائرة» في تغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى الموسيقى اليهودية، وإبراز دورها الحيوي في المشهد الموسيقي العالمي. يعتبر الألبوم إنجازًا فنيًا هامًا، ورمزًا للابتكار والإبداع في عالم الموسيقى.
الخاتمة
ألبوم «صانع الدائرة» هو عمل فني رائع لجون زُرن، يضم مقطوعات من مشروع مسادا، والتي يؤديها «ثلاثي مسادا الوَتَري». يمثل الألبوم تجربة موسيقية فريدة تجمع بين عناصر الجاز، والموسيقى الكلاسيكية، والموسيقى اليهودية التقليدية. حاز الألبوم على إشادة نقدية واسعة، وأصبح علامة فارقة في الموسيقى التجريبية واليهودية. يعتبر «صانع الدائرة» بمثابة شهادة على عبقرية زُرن وقدرته على الإبداع والابتكار في عالم الموسيقى.