التصنيف والتشريح
تنقسم الجُذَذ إلى جنسين حاليين: الجُذ (Glis)، والذي يمثله نوع واحد فقط، وهو الجُذ الرمادي (Glis glis)، والجنس الثاني (Graphiurus)، الذي يضم عدة أنواع. يشترك الجُذ الرمادي في العديد من السمات التشريحية النموذجية للفئران النائمة، بما في ذلك الجسم الممتلئ، والعيون الكبيرة، والذيل الكثيف. يختلف حجمها اعتمادًا على النوع، لكن بشكل عام، تتراوح أوزانها بين 70 و 200 جرام، ويبلغ طول أجسامها حوالي 7 إلى 18 سم، بالإضافة إلى ذيل بنفس الطول تقريبًا. تتميز أسرة الجُذَذ بجمجمة فريدة من نوعها مقارنةً بالأنواع الأخرى في عائلة الغريريات، مما يعكس التكيّفات الخاصة بنمط حياتها.
تتميز الجُذَذ بأسنانها الحادة المصممة للمضغ على مجموعة متنوعة من الأطعمة. تشمل هذه الأطعمة المكسرات والبذور والفواكه والحشرات، وفي بعض الأحيان، البيض. تساعد أطرافها الصغيرة على التسلق، وهي سمة بالغة الأهمية لأنها تقضي الكثير من الوقت في الأشجار. يختلف لون الفرو بشكل كبير بين الأنواع، ولكنه عادةً ما يتراوح بين الرمادي والبني، مع وجود علامات مميزة على الوجه والذيل في بعض الأنواع.
التوزيع والسلوك
تنتشر الجُذَذ في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأفريقيا. يتركز الجُذ الرمادي بشكل أساسي في أوروبا، بينما توجد أنواع Graphiurus في إفريقيا. تتكيف هذه الحيوانات مع مجموعة واسعة من الموائل، بما في ذلك الغابات المتنوعة، والبساتين، والحدائق، وحتى المباني المهجورة. غالبًا ما تبني أعشاشها في تجاويف الأشجار، أو الشقوق الصخرية، أو الثقوب الأرضية.
الجُذَذ هي حيوانات ليلية، وهذا يعني أنها تكون أكثر نشاطًا خلال الليل. تقضي النهار في الاختباء في أعشاشها، وتخرج في الليل للبحث عن الطعام. تتميز هذه الحيوانات أيضًا بقدرتها على السبات. خلال فصل الشتاء، عندما تقل مصادر الغذاء، تدخل الجُذَذ في حالة من السبات العميق للحفاظ على الطاقة. ينخفض معدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، ومعدل التنفس بشكل كبير خلال هذه الفترة. يمكن أن يستمر السبات لعدة أشهر، اعتمادًا على الظروف الجوية وتوفر الطعام.
الجُذَذ حيوانات اجتماعية نسبيًا، على الرغم من أنها غالبًا ما توجد منفردة أو في أزواج خلال موسم التكاثر. تتواصل هذه الحيوانات مع بعضها البعض من خلال مجموعة متنوعة من الأصوات، بما في ذلك النقيق، والهمهمة، والصراخ. كما أنها تستخدم الإشارات الشمية، مثل تحديد منطقتها بالبول والبراز، للتواصل وتحديد الحدود.
النظام الغذائي والتكاثر
تعتبر الجُذَذ من الحيوانات آكلة اللحوم. يتكون نظامها الغذائي بشكل رئيسي من المكسرات والبذور والفواكه والحشرات، ولكنها قد تأكل أيضًا البيض والطيور الصغيرة في بعض الأحيان. تتكيف أسنانها بشكل مثالي للمضغ على الأطعمة الصلبة، مثل المكسرات، بينما يساعدها فكها القوي على فتح قشرة المكسرات والبذور. تلعب الجُذَذ دورًا مهمًا في النظام البيئي من خلال انتشار البذور، حيث تنقل البذور عن طريق إخفائها في أماكن مختلفة ثم نسيانها.
يتكاثر الجُذَذ عادةً مرة واحدة في السنة، في الربيع أو الصيف. يختلف موسم التكاثر اعتمادًا على النوع والمناخ. بعد فترة الحمل التي تتراوح بين 20 و 30 يومًا، تلد الأنثى عادةً ما بين 3 و 8 صغار. يولد الصغار عميان وعراة، ويعتمدون بشكل كامل على أمهاتهم. تبقى الصغار في العش لمدة 6 إلى 8 أسابيع، ثم تبدأ في استكشاف العالم من حولها. تصل الجُذَذ إلى النضج الجنسي في عمر عام واحد.
الحفاظ على الجُذَذ
تواجه بعض أنواع الجُذَذ تهديدات مختلفة، بما في ذلك فقدان الموائل والتغيرات المناخية واستخدام المبيدات الحشرية. يعد فقدان الموائل، بسبب إزالة الغابات والتوسع الحضري، أحد أكبر التهديدات التي تواجهها هذه الحيوانات. يؤدي تغير المناخ إلى تغيير أنماط الطقس وتوافر الغذاء، مما يؤثر على قدرة الجُذَذ على البقاء على قيد الحياة. يمكن أن تؤثر المبيدات الحشرية أيضًا على الجُذَذ بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق تقليل توافر مصادر الغذاء. العديد من أنواع الجُذَذ مدرجة الآن على أنها “قريبة من التهديد” أو “معرضة للخطر” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN).
تتطلب جهود الحفاظ على الجُذَذ مجموعة من التدابير، بما في ذلك حماية الموائل، وتقليل استخدام المبيدات الحشرية، والتوعية العامة. يمكن أن تساعد حماية الغابات والموائل الأخرى على ضمان توفر أماكن عيش مناسبة لهذه الحيوانات. يمكن أن يساعد تقليل استخدام المبيدات الحشرية في تقليل التأثيرات السامة على الجُذَذ وغيرها من الحيوانات. يمكن أن تساعد برامج التوعية العامة في زيادة الوعي بأهمية الجُذَذ وجهود الحفاظ عليها.
خاتمة
الجُذَذ هي أسرة فرعية رائعة من القوارض التي تكيفت بشكل استثنائي مع بيئاتها. من خلال سلوكها الليلي وقدرتها على السبات، تمكنت الجُذَذ من الازدهار في مجموعة متنوعة من الموائل. على الرغم من مواجهتها لتهديدات متعددة، فإن الجهود المبذولة للحفاظ على هذه الحيوانات ضرورية لضمان بقائها على المدى الطويل. إن فهم سلوكها وبيئتها يساعد في وضع استراتيجيات فعالة للحفاظ عليها وحماية التنوع البيولوجي.