<![CDATA[
التشكيل والتاريخ المبكر
يعود أصل فرقة غلاسكو هايلاندرز إلى وحدات المتطوعين التي ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، في خضم حماس وطني متزايد وشعور بالحاجة إلى قوة دفاعية قادرة. كانت هذه الوحدات تتألف بشكل كبير من رجال محليين انضموا إليها بدافع الرغبة في خدمة بلدهم وتعلم مهارات عسكرية. بحلول عام 1908، أدى إصلاح هالدين إلى دمج هذه الوحدات المتفرقة في أفواج موحدة، مما أدى إلى تشكيل فرقة غلاسكو هايلاندرز.
في عام 1908، تم دمج الكتيبة الأولى من متطوعي بنادق دومبارتونشاير، والكتيبة التاسعة من بنادق رويال سكوتس (فيلق المتطوعين) والكتيبة السابعة من بنادق رويال سكوتس (فيلق المتطوعين) لتشكيل الفوج. كان هذا الاندماج جزءًا من إصلاحات هالدين التي هدفت إلى تنظيم القوات الإقليمية للجيش البريطاني. كان المقر الرئيسي للفوج يقع في شارع البيرت في غلاسكو.
تم تعيين الكولونيل جون ماكاولاي دينيسون كأول قائد للفوج. كان دينيسون شخصية بارزة في غلاسكو وله خلفية عسكرية قوية. كان مسؤولاً عن تنظيم وتدريب الفوج الجديد، وغرس فيه روحًا قتالية عالية.
الحرب العالمية الأولى
عند اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، تم تعبئة فرقة غلاسكو هايلاندرز ونشرها في الجبهة الغربية. خاضت الفرقة العديد من المعارك الرئيسية، بما في ذلك معركة لوس ومعركة السوم ومعركة باشنديل. عانى الفوج من خسائر فادحة خلال الحرب، لكنه اكتسب سمعة طيبة لشجاعته وتصميمه.
شاركت الكتيبة الأولى في معارك كبيرة على الجبهة الغربية، بما في ذلك معركة لوس في عام 1915. خلال هذه المعركة، تم تكليف الفوج بشن هجوم على المواقع الألمانية المحصنة بشدة. على الرغم من تعرضهم لنيران كثيفة، تمكن جنود الهايلاندرز من اختراق الخطوط الألمانية والاستيلاء على عدد من الخنادق. ومع ذلك، فقد تكبدوا خسائر فادحة في هذه العملية.
كما شاركت الكتيبة الثانية في معركة السوم في عام 1916. كانت هذه المعركة واحدة من أكثر المعارك دموية في تاريخ الحرب، وعانى الفوج مرة أخرى من خسائر فادحة. على الرغم من ذلك، استمر جنود الهايلاندرز في القتال بشجاعة، ولعبوا دورًا حاسمًا في دفع القوات الألمانية إلى الوراء.
في عام 1917، شاركت الكتيبة الأولى في معركة باشنديل. كانت هذه المعركة عبارة عن سلسلة من الهجمات المكلفة التي شنتها القوات البريطانية على المواقع الألمانية في بلجيكا. عانى الفوج من خسائر فادحة في هذه المعركة، لكنه تمكن من الاحتفاظ بمواقعه والدفاع عنها ضد الهجمات الألمانية المتكررة.
بحلول نهاية الحرب، كانت فرقة غلاسكو هايلاندرز قد اكتسبت سمعة طيبة كواحد من أفضل أفواج المشاة في الجيش البريطاني. تم منح العديد من جنود الفوج أوسمة للبسالة، بما في ذلك صليب فيكتوريا، وهو أعلى وسام للشجاعة في مواجهة العدو.
بين الحربين
بعد الحرب العالمية الأولى، تم حل فرقة غلاسكو هايلاندرز مؤقتًا. ومع ذلك، أعيد تشكيل الفوج في عام 1920 كجزء من الجيش الإقليمي المعاد تنظيمه. خلال فترة ما بين الحربين، لعب الفوج دورًا هامًا في تدريب وتطوير الجنود الجدد.
تم دمج الفوج مع المرتفعات الملكية في عام 1921 لتشكيل المرتفعات الملكية (غلاسكو هايلاندرز). ومع ذلك، احتفظ الفوج بهويته وتقاليده المتميزة.
خلال فترة ما بين الحربين، شارك الفوج في عدد من الفعاليات الاحتفالية والعامة. وشمل ذلك عروض عسكرية ومسيرات واحتفالات أخرى. ساعدت هذه الأحداث في الحفاظ على روح الفوج وتعزيز علاقاته مع المجتمع المحلي.
الحرب العالمية الثانية
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، تم تعبئة فرقة غلاسكو هايلاندرز مرة أخرى ونشرها في الخارج. خدم الفوج في مجموعة متنوعة من المسارح، بما في ذلك شمال إفريقيا وإيطاليا وشمال غرب أوروبا. شاركت الفرقة في العديد من المعارك الرئيسية، بما في ذلك معركة العلمين ومعركة مونتي كاسينو ومعركة نورماندي.
شاركت الكتيبة الأولى في حملة شمال إفريقيا في عامي 1942 و 1943. خلال هذه الحملة، شارك الفوج في معارك عنيفة ضد القوات الألمانية والإيطالية. لعب جنود الهايلاندرز دورًا حاسمًا في هزيمة قوات المحور في شمال إفريقيا.
في عام 1944، شاركت الكتيبة الأولى في معركة مونتي كاسينو في إيطاليا. كانت هذه المعركة عبارة عن سلسلة من الهجمات المكلفة التي شنتها القوات المتحالفة على المواقع الألمانية المحصنة بشدة. عانى الفوج من خسائر فادحة في هذه المعركة، لكنه تمكن من الاحتفاظ بمواقعه والدفاع عنها ضد الهجمات الألمانية المتكررة.
في عام 1944، شاركت الكتيبة الثانية في معركة نورماندي في فرنسا. كان الفوج جزءًا من الموجة الأولى من القوات التي هبطت على شواطئ نورماندي في يوم النصر. لعب جنود الهايلاندرز دورًا حاسمًا في إقامة موطئ قدم للحلفاء في فرنسا.
بعد معركة نورماندي، شاركت الكتيبة الثانية في عدد من المعارك الأخرى في شمال غرب أوروبا. وشمل ذلك معركة فاليز جاب ومعركة غابة هورتغن. بحلول نهاية الحرب، كانت فرقة غلاسكو هايلاندرز قد اكتسبت سمعة طيبة كواحد من أفضل أفواج المشاة في الجيش البريطاني.
بعد الحرب
بعد الحرب العالمية الثانية، تم دمج فرقة غلاسكو هايلاندرز مع أفواج أخرى لتشكيل فوج أصغر. استمر الفوج في خدمة الجيش البريطاني لسنوات عديدة، قبل أن يتم حله في النهاية في عام 1967.
في عام 1967، تم حل الفوج ودمج كتائبه في الكتيبة الأولى، المرتفعات الملكية (فوج غلاسكو هايلاندرز)، وتم تخفيضه إلى وضع “في الكادر”. في عام 1993، تم دمج الفوج مع أفواج المرتفعات الأخرى لتشكيل المرتفعات الملكية (الكتيبة الأولى).
على الرغم من حل الفوج، لا تزال ذكرى فرقة غلاسكو هايلاندرز حية في قلوب العديد من الأشخاص. يتم إحياء ذكرى الفوج من خلال عدد من الآثار والمتاحف، وكذلك من خلال قصص الجنود الذين خدموا فيه.
تُعد فرقة غلاسكو هايلاندرز مثالًا ساطعًا على الشجاعة والتفاني والخدمة. سيظل إرث الفوج يلهم الأجيال القادمة.
الشعار والتقاليد
اعتمدت فرقة غلاسكو هايلاندرز عددًا من الشعارات والتقاليد المتميزة على مر السنين. تضمنت هذه الشعارات شارة الفوج المميزة، والتي تتميز بنجمة ثيستل وكلمة “Nemo Me Impune Lacessit” (لا أحد يثيرني بالإفلات من العقاب). كان للفوج أيضًا عدد من التقاليد، بما في ذلك ارتداء التنورة الاسكتلندية ولعب موسيقى القرب.
كانت شارة الفوج عبارة عن نجمة ثيستل فضية، وهي رمز اسكتلندي تقليدي. كانت الشارة محاطة بدائرة تحمل شعار الفوج “Nemo Me Impune Lacessit”. تم ارتداء الشارة على غطاء الرأس وعلى طوق سترات الفوج.
كانت التنورة الاسكتلندية جزءًا مهمًا من زي الفوج. كانت التنورة مصنوعة من الترتان الأسود والرمادي، وهو نمط تقليدي مرتبط بمنطقة غلاسكو. كان يرتديها الضباط والجنود في الفوج.
كانت موسيقى القرب جزءًا أساسيًا من تقاليد الفوج. كان لدى الفوج فرقة قُرب خاصة به كانت تؤدي في المناسبات الاحتفالية والعسكرية. غالبًا ما كانت موسيقى القرب تُستخدم لرفع الروح المعنوية للجنود في ساحة المعركة.
أفراد بارزون
خدم العديد من الأفراد البارزين في فرقة غلاسكو هايلاندرز على مر السنين. وشمل ذلك الضباط والجنود الذين تم منحهم أوسمة للبسالة، وكذلك أولئك الذين أصبحوا قادة بارزين في الجيش البريطاني.
ومن بين الأفراد البارزين الذين خدموا في الفوج:
- الكولونيل جون ماكاولاي دينيسون: أول قائد للفوج.
- الملازم أول دونالد تيرنر: حصل على صليب فيكتوريا لبطولته في معركة لوس.
- الرقيب جون هاربر: حصل على الميدالية العسكرية لبطولته في معركة السوم.
إرث الفوج
لا يزال إرث فرقة غلاسكو هايلاندرز محسوسًا حتى اليوم. يُذكر الفوج بشجاعته وتفانيه وخدمته. يتم إحياء ذكرى الفوج من خلال عدد من الآثار والمتاحف، وكذلك من خلال قصص الجنود الذين خدموا فيه. يعتبر الفوج جزءًا مهمًا من تاريخ غلاسكو وتاريخ الجيش البريطاني.
خاتمة
كانت فرقة غلاسكو هايلاندرز فوجًا متميزًا في الجيش البريطاني، وخدمت بامتياز في كل من الحربين العالميتين. تشكل الفوج في عام 1908 من وحدات متطوعين، واكتسب بسرعة سمعة طيبة لشجاعته وتفانيه. حارب الفوج في العديد من المعارك الرئيسية، بما في ذلك معركة لوس ومعركة السوم ومعركة باشنديل ومعركة العلمين ومعركة مونتي كاسينو ومعركة نورماندي. تم حل الفوج في عام 1967، لكن إرثه لا يزال حيًا حتى اليوم.