نشأتها وبداية حياتها المهنية
ولدت كادوالدر في عام 1969، ونشأت في مقاطعة ويلز. درست الأدب الإنجليزي في جامعة أكسفورد. بدأت مسيرتها المهنية في الصحافة في أوائل التسعينيات، حيث عملت في عدد من الصحف والمجلات البريطانية. بدأت مسيرتها المهنية في صحيفة “ذا أوبزرفر” (The Observer)، حيث كتبت مقالات ومقاطع عن مواضيع متنوعة، بما في ذلك الفن والأزياء والسفر.
العمل الصحفي الاستقصائي
اكتسبت كادوالدر شهرة واسعة بفضل عملها الصحفي الاستقصائي. ركزت بشكل كبير على التكنولوجيا والسياسة، وخاصة دور شركات التكنولوجيا الكبرى مثل فيسبوك وغوغل في تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي. اكتسبت اعترافًا دوليًا لتحقيقاتها حول قضية كامبريدج أناليتيكا (Cambridge Analytica) وتأثيرها على الانتخابات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 والتصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
كامبريدج أناليتيكا: كانت كادوالدر من أوائل الصحفيين الذين كشفوا عن الممارسات غير الأخلاقية لشركة كامبريدج أناليتيكا، وهي شركة استشارية سياسية استخدمت بيانات مستخدمي فيسبوك لإنشاء ملفات تعريف نفسية واستهداف الناخبين برسائل مخصصة. ساهمت تحقيقاتها في إثارة جدل واسع النطاق حول خصوصية البيانات والتلاعب السياسي. كشفت كادوالدر عن كيفية حصول كامبريدج أناليتيكا على بيانات ملايين المستخدمين من فيسبوك دون موافقتهم، واستخدام هذه البيانات للتأثير على سلوك الناخبين.
فيسبوك والانتخابات: بالإضافة إلى قضية كامبريدج أناليتيكا، قامت كادوالدر بالتحقيق في دور فيسبوك في نشر المعلومات المضللة والتلاعب بالانتخابات. سلطت الضوء على كيفية استخدام المنصة لنشر الدعاية السياسية المضللة، والتأثير على الرأي العام. أثارت تحقيقاتها تساؤلات حول مسؤولية شركات التكنولوجيا الكبرى عن محتوى منصاتها، ودورها في حماية الديمقراطية.
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: لعبت كادوالدر دورًا مهمًا في تسليط الضوء على دور المعلومات المضللة في التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كشفت عن حملات التضليل التي استهدفت الناخبين، والتي استخدمت منصات التواصل الاجتماعي لنشر معلومات كاذبة ومضللة. أدت تحقيقاتها إلى زيادة الوعي العام حول المخاطر التي تشكلها المعلومات المضللة على العمليات الديمقراطية.
جوائز وتقديرات
حازت كادوالدر على العديد من الجوائز والتقديرات لعملها الصحفي. حصلت على جائزة “صحفي العام” في حفل توزيع جوائز الصحافة البريطانية لعام 2018. كما فازت بجوائز أخرى مرموقة، بما في ذلك جائزة بوليتزر للخدمة العامة كجزء من فريق صحفيي “ذا أوبزرفر” و “ذا غارديان” في عام 2018، عن تغطية قضية كامبريدج أناليتيكا. تم ترشيحها لجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام (BAFTA) عن الفيلم الوثائقي “The Great Hack”، الذي تناول قضية كامبريدج أناليتيكا.
الجوائز والمساهمات البارزة:
- جائزة بوليتزر للخدمة العامة: حصلت عليها كجزء من فريق صحفيي “ذا أوبزرفر” و “ذا غارديان” لعملهم حول فضيحة كامبريدج أناليتيكا.
- جائزة صحفي العام (بريطانيا): حصلت عليها عام 2018 تقديراً لعملها الاستقصائي.
- ترشيحات لجوائز أخرى: بما في ذلك جائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام (BAFTA).
مشاريع أخرى
بالإضافة إلى عملها الصحفي، كتبت كادوالدر كتابًا بعنوان “The Family Tree”، وهو عبارة عن مذكرات شخصية تتناول تاريخ عائلتها. كما شاركت في عدد من الفعاليات والمؤتمرات، حيث تحدثت عن قضايا مثل خصوصية البيانات، وأخلاقيات التكنولوجيا، ودور الصحافة في العصر الرقمي.
انتقادات وردود فعل
تعرضت كادوالدر لبعض الانتقادات بسبب عملها، خاصة من قبل الشخصيات والأطراف المتورطة في القضايا التي تحقق فيها. اتهمت أحيانًا بنشر معلومات غير دقيقة أو بالمبالغة في تقدير تأثير بعض الأحداث. ومع ذلك، دافعت عن عملها، وأكدت على أهمية الصحافة الاستقصائية في مساءلة السلطة وكشف الحقائق.
تأثيرها وإرثها
تركت كادوالدر بصمة واضحة في مجال الصحافة الاستقصائية. ساهمت تحقيقاتها في زيادة الوعي العام حول قضايا مثل خصوصية البيانات، والمعلومات المضللة، والتلاعب السياسي. ألهم عملها العديد من الصحفيين والباحثين، وأثر في النقاش العام حول مستقبل الديمقراطية والتكنولوجيا. يُنظر إليها على نطاق واسع كشخصية مؤثرة في مجال الصحافة، وقد ساهمت في تغيير الطريقة التي نفكر بها حول دور التكنولوجيا في المجتمع.
خاتمة
كارول كادوالدر هي صحفية استقصائية بريطانية بارزة، اشتهرت بتحقيقاتها العميقة حول قضايا التكنولوجيا والسياسة. عملها، خاصة فيما يتعلق بقضية كامبريدج أناليتيكا وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات، أحدث تغييرات كبيرة في الوعي العام والمناقشات حول قضايا مثل الخصوصية والمعلومات المضللة. حصلت على العديد من الجوائز تقديراً لعملها، وتعتبر شخصية مؤثرة في مجال الصحافة والإعلام.