نشأته وبداياته
ولد آرثر مترانو في بروكلين، نيويورك، ونشأ في عائلة إيطالية أمريكية. كان شغفه بالتمثيل واضحًا منذ صغره، وقضى سنوات شبابه في صقل مهاراته في مختلف المسرحيات والإنتاجات المحلية. درس مترانو التمثيل بجدية، ساعيًا إلى إتقان فن الأداء. لم تكن بداياته سهلة، إذ واجه العديد من التحديات في اقتحام عالم التمثيل التنافسي. ومع ذلك، لم يثنه تصميمه وإيمانه بموهبته عن تحقيق حلمه.
بدأ مترانو مسيرته المهنية في ستينيات القرن الماضي بأدوار صغيرة في التلفزيون. ظهر في عدد من المسلسلات التلفزيونية الشهيرة في ذلك الوقت، مثل “Gunsmoke” و “The Mod Squad”. هذه الأدوار المبكرة سمحت له باكتساب خبرة قيمة والتعرف على جوانب مختلفة من صناعة الترفيه.
أكاديمية الشرطة والنجومية
جاءت انطلاقة مترانو الكبيرة في عام 1985 عندما تم اختياره لدور الملازم/القبطان/القائد ماوس في فيلم “أكاديمية الشرطة 2: مهمتهم الأولى” (Police Academy 2: Their First Assignment). سرعان ما أصبحت شخصية ماوس، بصلعته المميزة وحركاته الكوميدية، مفضلة لدى الجمهور. لعب مترانو هذا الدور في عدة أجزاء أخرى من سلسلة “أكاديمية الشرطة”، مما عزز مكانته كنجم كوميدي.
تميز أداء مترانو في دور ماوس بالطاقة العالية والتعبيرات الجسدية المضحكة. كان يمتلك القدرة على تحويل المواقف العادية إلى لحظات كوميدية لا تُنسى. لقد ساهمت شخصية ماوس بشكل كبير في نجاح سلسلة أفلام “أكاديمية الشرطة”، وأصبح مترانو مرادفًا للدور.
- أكاديمية الشرطة 2: مهمتهم الأولى (1985): الظهور الأول لشخصية ماوس.
- أكاديمية الشرطة 3: العودة إلى التدريب (1986): يواصل ماوس التدريب في الأكاديمية.
- أكاديمية الشرطة 5: مهمة ميامي بيتش (1988): يشارك ماوس في مغامرات في ميامي.
- أكاديمية الشرطة 6: المدينة تحت الحصار (1989): يواجه ماوس تحديات جديدة في المدينة.
أدوار أخرى
بالإضافة إلى دوره الشهير في “أكاديمية الشرطة”، قدم مترانو العديد من الأدوار الأخرى في التلفزيون والسينما. ظهر في مسلسلات تلفزيونية مثل “Hill Street Blues” و “Starsky & Hutch” و “Three’s Company”. كما لعب أدوارًا في أفلام مثل “They Shoot Horses, Don’t They?” و “The Heartbreak Kid”.
أظهرت هذه الأدوار الأخرى تنوع مترانو كممثل. كان قادرًا على تجسيد شخصيات مختلفة ببراعة، سواء كانت كوميدية أو درامية. لقد سعى دائمًا إلى تحدي نفسه بأدوار جديدة ومتنوعة، مما ساهم في إثراء مسيرته المهنية.
حادث مأساوي وتعافيه
في عام 1989، تعرض مترانو لحادث مأساوي أثر بشكل كبير على حياته. سقط من سلم أثناء قيامه بأعمال في منزله، مما أدى إلى إصابته بكسر في فقرات الرقبة. أدى هذا الحادث إلى شلل جزئي، وكان على مترانو أن يخضع لعملية إعادة تأهيل مكثفة.
على الرغم من هذه الصعوبات، أظهر مترانو قوة إرادة وعزيمة لا تصدق. عمل بجد لاستعادة أكبر قدر ممكن من الحركة، ولم يستسلم أبدًا للأمل في العودة إلى التمثيل. كانت رحلته نحو التعافي مصدر إلهام للكثيرين.
العودة إلى التمثيل والعمل المسرحي
بعد فترة من التعافي، عاد مترانو إلى التمثيل. لعب أدوارًا في التلفزيون والسينما، بالإضافة إلى عمله في المسرح. أثبتت عودته إلى التمثيل أنه لم يسمح للإعاقة بتحديد مسيرته المهنية.
في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قام مترانو بجولة في عرض مسرحي فردي بعنوان “Metrano’s Accidental Comedy”. استعرض العرض حياته المهنية، وحادثه، وتعافيه. لاقى العرض استحسان النقاد والجمهور على حد سواء، وكان بمثابة شهادة على مرونة مترانو وروحه الفكاهية.
تميز عرضه المسرحي بالصدق والفكاهة. تحدث مترانو بصراحة عن تجاربه، ولم يتردد في الضحك على نفسه وعلى الظروف التي مر بها. لقد كان قادرًا على التواصل مع الجمهور على مستوى شخصي، مما جعل عرضه مؤثرًا ولا يُنسى.
حياته الشخصية ووفاته
تزوج مترانو من ريبيكا مترانو، ولديهما أربعة أطفال. كان معروفًا بحبه لعائلته والتزامه بها. كان أيضًا شخصًا محبوبًا من قبل زملائه وأصدقائه في صناعة الترفيه.
توفي آرثر مترانو في 8 سبتمبر 2021، عن عمر يناهز 84 عامًا. ترك وراءه إرثًا من العمل الكوميدي المحبوب، وقصة ملهمة عن التغلب على الشدائد. سيظل يُذكر بابتسامته المعدية وروحه المرحة ومساهماته في عالم الترفيه.
تأثيره وإرثه
ترك آرثر مترانو بصمة لا تُمحى في عالم الترفيه. سيظل يُذكر بدوره الشهير في سلسلة أفلام “أكاديمية الشرطة”، بالإضافة إلى أدائه المتنوع في التلفزيون والسينما والمسرح. لقد كان مصدر إلهام للكثيرين بقصته عن التعافي من إصابة خطيرة ومواصلة تحقيق أحلامه.
لقد أثر مترانو في جيل من الكوميديين والممثلين. لقد أظهر أن الضحك يمكن أن يكون أداة قوية للتغلب على الصعاب، وأن الإصرار والعزيمة يمكن أن يؤديا إلى تحقيق المستحيل. سيظل إرثه حيًا من خلال أعماله التي ستستمر في إسعاد وإلهام الأجيال القادمة.
خاتمة
كان آرثر “آرت” مترانو ممثلًا كوميديًا موهوبًا ومحبوبًا، اشتهر بدوره في سلسلة أفلام “أكاديمية الشرطة”. على الرغم من تعرضه لحادث مأساوي أدى إلى شلل جزئي، إلا أنه تغلب على الشدائد وعاد إلى التمثيل، ليثبت قوته وإصراره. سيظل يُذكر بابتسامته المعدية وروحه المرحة ومساهماته في عالم الترفيه، وسيظل إرثه مصدر إلهام للكثيرين.