نشأته وبداياته
ولد جون ماثياس في عائلة متواضعة في إسبانيا. عمل في شبابه كراعٍ للأغنام ومزارع. منذ صغره، أظهر ميلًا قويًا نحو الحياة الدينية والروحانية. كان يقضي الكثير من وقته في الصلاة والتأمل، وكان لديه شغف لمساعدة الآخرين. ترك إسبانيا في سن مبكرة بحثًا عن حياة أفضل، وقرر الانضمام إلى الرهبنة الدومينيكية في ليما، بيرو.
الحياة الدينية
في عام 1622، انضم جون ماثياس إلى الرهبنة الدومينيكية في دير القديس روزا في ليما. أدى نذوره وأصبح راهبًا. كان معروفًا بتواضعه وطاعته لزملائه الرهبان. كان يقضي ساعات طويلة في الصلاة والتأمل، وغالبًا ما كان يشارك في القداس اليومي. تميز جون ماثياس بحبه الشديد للفقراء والمحتاجين. كان يخصص جزءًا كبيرًا من وقته لتقديم المساعدة للمحتاجين، سواء من خلال توزيع الطعام والملابس أو من خلال تقديم المشورة الروحية.
أعماله الخيرية
كان جون ماثياس مثالاً حيًا للتفاني في خدمة الآخرين. كان يخصص وقته وجهده لمساعدة الفقراء والمرضى. كان يجمع الصدقات ويوزعها على المحتاجين، وكان يزور السجون والمستشفيات لتقديم الدعم الروحي والجسدي. كان يمتلك موهبة في الحصول على التبرعات، وكان يستخدم هذه الموارد لمساعدة الآخرين.
من بين أعماله الخيرية البارزة:
- توزيع الطعام والملابس: كان يجمع التبرعات ويوزعها على الفقراء والمحتاجين، وخاصةً خلال فترات الجوع والفقر.
- زيارة السجون والمستشفيات: كان يزور السجناء والمرضى لتقديم الدعم الروحي والجسدي، وتقديم لهم العزاء والأمل.
- بناء الملاجئ: ساهم في بناء ملاجئ للأيتام والأرامل والمشردين.
- تأسيس الجمعيات الخيرية: كان له دور في تأسيس العديد من الجمعيات الخيرية التي تهدف إلى مساعدة الفئات المحتاجة في المجتمع.
التأثير والتقدير
عاش جون ماثياس حياة بسيطة ومتواضعة، ولكنه ترك أثرًا كبيرًا في قلوب الناس. كان معروفًا بتقواه وإخلاصه، وكان يعتبر مثالًا للفضيلة والرحمة. بعد وفاته، بدأ الناس في تكريمه باعتباره قديسًا، بسبب أعماله الصالحة وتفانيه في خدمة الله والآخرين. بدأت المعجزات تُنسب إليه، مما ساهم في تعزيز مكانته كقديس.
التقديس
تم تطويب جون ماثياس من قبل البابا بيوس التاسع في عام 1837. وفي عام 1975، أعلنه البابا بولس السادس قديسًا. يُحتفل بعيده في 16 سبتمبر من كل عام. يُعتبر شفيعًا للفقراء والمستشفيات والعمل الخيري. أصبح جون ماثياس رمزًا للرحمة والتفاني في خدمة الآخرين.
إرثه
لا يزال إرث جون ماثياس حيًا حتى اليوم. تعتبر حياته مثالًا يحتذى به للعديد من المؤمنين حول العالم. ألهمت أعماله الخيرية الكثيرين للمشاركة في مساعدة الآخرين. تخلد تماثيله ولوحاته ذكراه في الكنائس والأديرة في جميع أنحاء العالم. يستمر الناس في طلب شفاعته في أمورهم، خاصةً فيما يتعلق بالفقر والمرض.
أقوال مأثورة
ترك جون ماثياس وراءه العديد من الأقوال المأثورة التي تعكس حكمته وإيمانه العميق. من بين هذه الأقوال:
- “الرحمة أعظم من كل شيء.“
- “لا تدخر جهدًا في مساعدة المحتاجين.“
- “الصلاة هي سلاحنا الأقوى.“
- “الله هو كل شيء، وكل ما عداه زائل.“
خاتمة
كان جون ماثياس راهبًا دومينيكيًا إسبانيًا، اشتهر بتقواه وأعماله الخيرية. عاش حياة بسيطة ومتواضعة، ولكنه ترك إرثًا دائمًا من الرحمة والتفاني في خدمة الآخرين. تم تطويبه وتقديسه، ويُعتبر شفيعًا للعديد من الفئات المحتاجة.