مقدمة
رجل المضلعات (Polygon Man) هو شخصية تسويقية مبكرة لجهاز PlayStation من سوني في أمريكا الشمالية. تم إنشاؤه في عام 1995 بواسطة شركة الإعلانات Chi، وكان يهدف إلى أن يكون تميمة للعلامة التجارية PlayStation. ومع ذلك، لم تنجح الشخصية في تحقيق الهدف المنشود وأثبتت أنها غير شعبية لدى الجمهور.
خلفية عن PlayStation
قبل الخوض في تفاصيل شخصية رجل المضلعات، من المهم أن نفهم السياق الذي ظهرت فيه. في أوائل التسعينيات، كانت صناعة ألعاب الفيديو تهيمن عليها شركتان: نينتندو وسيجا. كانت نينتندو رائدة في السوق بفضل نظام Super Nintendo Entertainment System (SNES)، بينما كانت سيجا تنافس بقوة مع جهاز Sega Genesis. أرادت سوني، وهي شركة عملاقة في مجال الإلكترونيات، دخول سوق ألعاب الفيديو، لذلك بدأت في تطوير نظامها الخاص.
تم إطلاق PlayStation في اليابان في عام 1994 وفي أمريكا الشمالية وأوروبا في عام 1995. كان الجهاز ناجحًا للغاية، حيث قدم رسومات ثلاثية الأبعاد متطورة وقائمة متنوعة من الألعاب. ساهمت عوامل عديدة في نجاح PlayStation، بما في ذلك قوتها التقنية، ومكتبة الألعاب القوية، والتسويق الفعال. ومع ذلك، لم يكن كل قرار تسويقي ناجحًا، وشخصية رجل المضلعات هي مثال على ذلك.
إنشاء رجل المضلعات
تم تكليف شركة الإعلانات Chi بإنشاء تميمة لـ PlayStation في أمريكا الشمالية. ابتكرت الشركة شخصية رجل المضلعات، وهو رأس عائم يتكون من مضلعات ملونة. كان من المفترض أن يكون رجل المضلعات شخصية مرحة ومسلية تمثل قوة الرسومات ثلاثية الأبعاد لجهاز PlayStation. ومع ذلك، لم تستقبل الشخصية بشكل جيد.
كانت إحدى المشكلات الرئيسية في رجل المضلعات هي مظهره. بدت الشخصية غريبة وغير جذابة للعديد من المستهلكين. لم يكن تصميم المضلعات الملونة جذابًا بصريًا، وكان الرأس العائم مخيفًا بعض الشيء. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن لدى رجل المضلعات قصة أو شخصية مقنعة. كان مجرد رأس مضلع عائم، ولم يكن لدى الجمهور سبب للاهتمام به.
فشل رجل المضلعات
لم يكن رجل المضلعات ناجحًا في مهمته المتمثلة في الترويج لجهاز PlayStation. لم ينجح في جذب انتباه المستهلكين، بل أثار في كثير من الأحيان الارتباك وحتى النفور. غالبًا ما كان يُنظر إلى الشخصية على أنها غريبة وغير ضرورية، ولم تفعل شيئًا يذكر لتحسين صورة العلامة التجارية PlayStation. في الواقع، يعتقد الكثيرون أنه أضر بالعلامة التجارية.
بعد إطلاق PlayStation، ظهر رجل المضلعات في عدد قليل من الإعلانات والمواد الترويجية الأخرى. ومع ذلك، سرعان ما أدركت سوني أن الشخصية لا تحقق النتائج المرجوة. تم سحب رجل المضلعات بهدوء من الاستخدام، ولم يعد يُرى مرة أخرى. ربما يكون من الأفضل نسيان هذه المحاولة التسويقية غير الناجحة.
بدائل ناجحة
على الرغم من فشل رجل المضلعات، نجحت سوني في الترويج لجهاز PlayStation بطرق أخرى. ركزت الشركة على إبراز القوة التقنية للجهاز ومكتبة الألعاب القوية. استخدمت سوني أيضًا حملات تسويقية إبداعية استهدفت جمهورًا أوسع.
كان أحد أنجح جوانب تسويق PlayStation هو التركيز على الرسومات ثلاثية الأبعاد. كان جهاز PlayStation أحد أوائل أنظمة ألعاب الفيديو التي تقدم رسومات ثلاثية الأبعاد، وقد أحدث ذلك ثورة في الصناعة. عرضت سوني قدرات الرسومات ثلاثية الأبعاد للجهاز في إعلاناتها وموادها الترويجية الأخرى، مما ساعد على جذب انتباه المستهلكين.
بالإضافة إلى الرسومات ثلاثية الأبعاد، ركزت سوني أيضًا على مكتبة الألعاب القوية لجهاز PlayStation. كان لدى الجهاز مجموعة متنوعة من الألعاب التي تناسب جميع الأذواق، بما في ذلك الألعاب الشهيرة مثل Final Fantasy VII و Metal Gear Solid و Tekken. ساعدت هذه الألعاب في جذب مجموعة واسعة من المستهلكين إلى جهاز PlayStation.
الدروس المستفادة من رجل المضلعات
يمكن تعلم بعض الدروس المهمة من فشل رجل المضلعات. أولاً، من المهم التأكد من أن التميمة جذابة بصريًا وذات صلة بالجمهور المستهدف. كان رجل المضلعات قبيحًا وغير جذاب، ولم يكن لدى الجمهور سبب للاهتمام به. ثانيًا، من المهم أن يكون لدى التميمة قصة أو شخصية مقنعة. كان رجل المضلعات مجرد رأس مضلع عائم، ولم يكن لدى الجمهور أي طريقة للتواصل معه. أخيرًا، من المهم اختبار التميمة مع مجموعة مركزة قبل إطلاقها على الجمهور. ربما كان هذا سيساعد سوني على إدراك أن رجل المضلعات لم يكن ناجحًا.
في الختام، كان رجل المضلعات تميمة فاشلة لجهاز PlayStation. كانت الشخصية قبيحة وغير جذابة، ولم يكن لديها قصة أو شخصية مقنعة. أدركت سوني بسرعة أن رجل المضلعات لم يكن ناجحًا، وسحبته من الاستخدام. يمكن تعلم بعض الدروس المهمة من فشل رجل المضلعات، والتي يمكن أن تساعد الشركات على تجنب ارتكاب أخطاء مماثلة في المستقبل.
التأثير على ثقافة ألعاب الفيديو
على الرغم من فشله التسويقي، ترك رجل المضلعات بصمة فريدة في ثقافة ألعاب الفيديو. أصبح تذكرة تحذيرية في عالم التسويق، ومثالًا على ما لا يجب فعله عند محاولة الترويج لمنتج جديد. بالإضافة إلى ذلك، أصبح موضوعًا للنكات والسخرية بين محبي ألعاب الفيديو، مما ساهم في بقائه في الذاكرة الجماعية.
يمكن القول أن فشل رجل المضلعات ساهم أيضًا في تطور استراتيجيات التسويق في صناعة ألعاب الفيديو. بعد هذه التجربة، أصبحت الشركات أكثر حذرًا وتفكيرًا في اختيار شخصياتها التسويقية، وأكثر تركيزًا على فهم الجمهور المستهدف وما الذي يجذبهم حقًا.
إرث رجل المضلعات
على الرغم من أن رجل المضلعات لم ينجح كتميمة لجهاز PlayStation، إلا أنه لا يزال يحتل مكانة خاصة في تاريخ ألعاب الفيديو. إنه يمثل حقبة مبكرة من صناعة الألعاب، عندما كانت الشركات تجرب أفكارًا جديدة وغريبة، حتى لو لم تنجح دائمًا. إنه أيضًا تذكير بأن التسويق ليس علمًا دقيقًا، وأن حتى أكبر الشركات يمكن أن ترتكب أخطاء.
اليوم، غالبًا ما يتم تذكر رجل المضلعات بحنين إلى الماضي أو بسخرية. ومع ذلك، فإنه لا يزال جزءًا من قصة PlayStation، وهو تذكير بأن النجاح غالبًا ما يأتي بعد سلسلة من التجارب والأخطاء.
خاتمة
كان رجل المضلعات محاولة تسويقية فاشلة من قبل سوني للترويج لجهاز PlayStation في أمريكا الشمالية. لم تنجح الشخصية في جذب انتباه المستهلكين، وسرعان ما تم سحبها من الاستخدام. ومع ذلك، يمكن تعلم بعض الدروس المهمة من فشل رجل المضلعات، والتي يمكن أن تساعد الشركات على تجنب ارتكاب أخطاء مماثلة في المستقبل.