الوصف والمظهر
يتميز نقار الخشب مخطط الحنجرة بمظهر جذاب. يبلغ طوله حوالي 20-23 سم، وهو متوسط الحجم مقارنة بأنواع نقار الخشب الأخرى. يتميز الذكر والأنثى ببعض الاختلافات الطفيفة في المظهر. بشكل عام، يتميز هذا الطائر بريشه الزيتوني الأخضر على الجزء العلوي من الجسم، بما في ذلك الظهر والأجنحة والذيل. يتميز الجزء السفلي من الجسم بلون أبيض مصفر أو مصفر شاحب، مع وجود خطوط بنية داكنة أو بقع على الصدر والبطن. هذه الخطوط أو البقع هي التي تعطي الطائر اسمه “مخطط الحنجرة”.
من السمات المميزة الأخرى لنقار الخشب مخطط الحنجرة وجود بقعة حمراء على مؤخرة الرأس لدى الذكور، بينما لا توجد هذه البقعة لدى الإناث. يمتلك الطائر منقارًا قويًا وطويلًا نسبيًا، أسود اللون، يستخدمه للحفر في الخشب بحثًا عن الطعام. كما أن لديه أرجلًا قوية تساعده على التسلق والتمسك بالأشجار. العينان صغيرتان وداكنتان.
التوزيع والموئل
يتوطن نقار الخشب مخطط الحنجرة في شرق إفريقيا. يتواجد بشكل رئيسي في دول مثل تنزانيا وكينيا وأوغندا ورواندا وبوروندي. يفضل هذا الطائر العيش في الغابات المتنوعة، بما في ذلك الغابات الاستوائية والغابات الجبلية والغابات النهرية. يمكن العثور عليه أيضًا في الأراضي المشجرة والمزارع التي تحتوي على أشجار كبيرة. يعتبر توفر الأشجار الكبيرة القديمة أمرًا بالغ الأهمية لهذا النوع، حيث توفر هذه الأشجار أماكن للتعشيش والغذاء.
يعتمد توزيع نقار الخشب مخطط الحنجرة على عدة عوامل، بما في ذلك توافر الغذاء، وظروف الموئل المناسبة، والظروف المناخية. نظرًا لاعتماده على الأشجار، فإن تدمير الغابات يشكل تهديدًا كبيرًا لبقائه. تتسبب الأنشطة البشرية مثل قطع الأشجار والزراعة والتوسع الحضري في فقدان الموائل، مما يؤثر سلبًا على أعداد هذا الطائر.
السلوك والتغذية
نقار الخشب مخطط الحنجرة هو طائر نشط ونطاقي. يقضي معظم وقته في البحث عن الطعام في الأشجار، حيث ينقر على اللحاء ويحفر في الخشب بحثًا عن الحشرات واليرقات. يعتبر هذا الطائر من آكلات الحشرات بشكل أساسي، ويتغذى على مجموعة متنوعة من الحشرات، بما في ذلك النمل والنمل الأبيض واليرقات والخنافس. كما أنه يتغذى أحيانًا على الفاكهة والبذور.
يعرف عن نقار الخشب مخطط الحنجرة قدرته على قرع الخشب بشكل متكرر وسريع، وهي آلية يستخدمها للتواصل مع طيور أخرى من نفس النوع ولتحديد المناطق. يستخدم المنقار القوي للحفر في الخشب واستخراج الحشرات. يمتلك هذا الطائر لسانًا طويلًا ولزجًا يساعده على التقاط الحشرات من الشقوق والفتحات في الأشجار.
خلال موسم التكاثر، يعرض الذكور سلوكيات مختلفة لجذب الإناث. يشمل ذلك الطيران الاستعراضي والنداءات الصوتية. يبني الزوجان عشًا في تجويف في شجرة، وعادة ما يكون التجويف طبيعيًا أو يتم حفره بواسطة نقار الخشب نفسه. تضع الأنثى عادة 2-3 بيضات بيضاء اللون. يقوم كلا الوالدين برعاية البيض والصغار. يستغرق البيض حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى يفقس، ثم يستغرق الصغار حوالي شهر حتى يغادروا العش.
الحالة والحفظ
يعتبر نقار الخشب مخطط الحنجرة من الأنواع التي تعتبر غير مهددة بالانقراض حاليًا. ومع ذلك، نظرًا لفقدان الموائل وتدهورها، يجب مراقبة أعداده عن كثب. تعتبر جهود الحفظ مهمة للحفاظ على هذا الطائر الجميل. تشمل هذه الجهود حماية الغابات والموائل الطبيعية، والحد من الأنشطة التي تسبب تدهور البيئة، وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي.
هناك العديد من المنظمات والبرامج التي تعمل على الحفاظ على نقار الخشب مخطط الحنجرة وغيرها من أنواع الطيور. تشمل هذه الجهود البحث والمراقبة، وجهود الحفاظ على الموائل، والتثقيف والتوعية. من خلال هذه الجهود، يمكننا المساعدة في ضمان بقاء هذا الطائر الجميل لأجيال قادمة.
أهمية نقار الخشب مخطط الحنجرة في النظام البيئي
يلعب نقار الخشب مخطط الحنجرة دورًا هامًا في النظام البيئي الذي يعيش فيه. من خلال البحث عن الحشرات في الأشجار، يساعد هذا الطائر على التحكم في أعداد الحشرات، مما يقلل من الضرر الذي يمكن أن تسببه الأشجار. كما أن تجاويف التعشيش التي يبنيها نقار الخشب توفر مأوى لأنواع أخرى من الطيور والثدييات الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك، يساهم نقار الخشب في نشر البذور عن طريق نقلها من مكان إلى آخر.
يعد وجود نقار الخشب مخطط الحنجرة مؤشرًا على صحة الغابات التي يعيش فيها. تعتبر الغابات التي تدعم هذا النوع غابات متنوعة وصحية، مع وجود أشجار كبيرة ومجموعة متنوعة من الحشرات. لذلك، فإن الحفاظ على هذا الطائر يساعد على الحفاظ على التنوع البيولوجي في الغابات وتعزيز صحة النظام البيئي ككل.
خاتمة
نقار الخشب مخطط الحنجرة هو طائر جذاب يلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي لشرق إفريقيا. يتميز بمظهره المميز وسلوكه المثير للاهتمام. على الرغم من أنه غير مهدد بالانقراض في الوقت الحالي، إلا أن جهود الحفاظ عليه ضرورية لحماية موطنه وضمان بقائه على المدى الطويل. من خلال حماية الغابات والحد من الأنشطة التي تسبب تدهور البيئة، يمكننا المساعدة في الحفاظ على هذا الطائر الجميل للأجيال القادمة.