تشكيل السرب
تأسس السرب 86 في 19 مارس 1943 في قاعدة ريتشموند الجوية في نيو ساوث ويلز، أستراليا. تم تجهيز السرب في البداية بطائرات P-40 Kittyhawk، وهي طائرات مقاتلة أمريكية الصنع اشتهرت بقدرتها على التحمل في الظروف الصعبة. كان الغرض الأساسي من السرب هو توفير الدعم الجوي القريب للقوات البرية الأسترالية والأمريكية، بالإضافة إلى القيام بمهام الدفاع الجوي ومرافقة القاذفات.
العمليات المبكرة
بعد تشكيله وتدريبه، تم نشر السرب 86 في منطقة نورماندي الشرقية في بابوا غينيا الجديدة في أغسطس 1943. شارك السرب في العديد من العمليات الهجومية والدفاعية ضد القوات اليابانية. تضمنت هذه العمليات توفير الغطاء الجوي للعمليات البرمائية، ومهاجمة المطارات اليابانية، ومرافقة القاذفات في مهامها. لعب السرب دورًا حاسمًا في تأمين الجو فوق منطقة العمليات، مما سمح للقوات المتحالفة بالتقدم في حملتها ضد اليابان.
تميزت العمليات المبكرة للسرب 86 بالعديد من الاشتباكات الجوية مع الطائرات اليابانية. كان على طياري السرب مواجهة طائرات مقاتلة يابانية مثل Mitsubishi A6M Zero، والتي كانت معروفة بخفة حركتها وقدرتها على المناورة. ومع ذلك، أظهر طيارو السرب مهارة وشجاعة كبيرتين، وحققوا العديد من الانتصارات الجوية. ساهمت خبرتهم القتالية في تعزيز سمعة السرب كقوة قتالية فعالة.
التحركات والمهام الإضافية
بعد فترة من العمليات في بابوا غينيا الجديدة، تم نقل السرب 86 إلى مواقع مختلفة في منطقة جنوب غرب المحيط الهادئ. شارك السرب في عمليات في جزر سليمان، والفلبين، وبورنيو. خلال هذه الفترة، واصل السرب القيام بمجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك الدعم الجوي القريب، ومرافقة القاذفات، والاعتراض الجوي، والاستطلاع.
خلال هذه العمليات، واجه السرب 86 تحديات جديدة. كان على الطيارين التكيف مع التضاريس المتنوعة، والظروف الجوية السيئة، والتهديدات المتزايدة من الطائرات اليابانية. ومع ذلك، استمر السرب في تحقيق النجاح، وساهم بشكل كبير في هزيمة اليابان في منطقة المحيط الهادئ. كان التزام السرب بالواجب وشجاعة طياريه أمرًا بالغ الأهمية في تحقيق أهدافه.
التغييرات في المعدات والوحدات
مع تقدم الحرب، تلقى السرب 86 تحديثات في معداته. في البداية، طار السرب بطائرات P-40 Kittyhawk، ولكن في وقت لاحق، تم تزويده بطائرات P-51 Mustang. كانت هذه الطائرات المقاتلة الأمريكية الصنع متفوقة على الطائرات اليابانية من حيث السرعة، والمدى، والقدرة على المناورة. سمحت P-51 Mustang للسرب 86 بالوصول إلى أهداف أبعد، ومرافقة القاذفات بشكل أكثر فعالية، والمشاركة في القتال الجوي مع تفوق أكبر.
بالإضافة إلى تغييرات المعدات، شهد السرب 86 أيضًا تغييرات في هيكله التنظيمي. تم تغيير عدد الطيارين والفنيين والموظفين الآخرين عدة مرات. كان على السرب التكيف مع متطلبات العمليات المتغيرة، وضمان الحفاظ على الكفاءة القتالية. على الرغم من هذه التغييرات، حافظ السرب 86 على وحدته وتماسكه، واستمر في القيام بواجباته بشجاعة ومهارة.
العمليات الرئيسية
شارك السرب 86 في العديد من العمليات الرئيسية خلال الحرب العالمية الثانية. تضمنت هذه العمليات:
- حملة غينيا الجديدة: قدم السرب الدعم الجوي للقوات المتحالفة خلال حملة غينيا الجديدة، والتي تضمنت معارك شرسة ضد القوات اليابانية.
- حملة جزر سليمان: شارك السرب في العمليات الجوية في جزر سليمان، بما في ذلك توفير الغطاء الجوي للعمليات البرمائية ومهاجمة المطارات اليابانية.
- حملة الفلبين: دعم السرب القوات المتحالفة خلال حملة الفلبين، حيث شارك في مهام القصف والمرافقة والاعتراض الجوي.
- حملة بورنيو: شارك السرب في العمليات الجوية خلال حملة بورنيو، والتي تضمنت دعم القوات الأسترالية في استعادة السيطرة على الجزيرة.
كانت هذه العمليات بمثابة اختبار لقدرات السرب 86، وأظهرت التزامه بالواجب وقدرته على العمل في ظل ظروف صعبة. ساهمت مشاركة السرب في هذه العمليات في تحقيق النصر النهائي للحلفاء في منطقة المحيط الهادئ.
نهاية الحرب وتسريح السرب
مع استسلام اليابان في أغسطس 1945، انتهت الحرب العالمية الثانية. تم حل السرب 86 في 22 نوفمبر 1945. خلال فترة خدمته، قام السرب 86 بعدد كبير من المهام، وحقق سجلًا حافلًا بالنجاحات. فقد السرب عددًا من الطيارين والفنيين والموظفين الآخرين، الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الدفاع عن الحرية.
بعد الحرب، تم تكريم ذكرى السرب 86 لإسهاماته في جهود الحرب. تم الاعتراف بشجاعة وشجاعة طياري السرب، بالإضافة إلى مساهمات الفنيين والموظفين الآخرين. يمثل السرب 86 جزءًا مهمًا من تاريخ سلاح الجو الملكي الأسترالي، وتذكيرًا بالتضحيات التي قدمها الأستراليون خلال الحرب العالمية الثانية.
خاتمة
كان السرب 86 وحدة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الملكي الأسترالي لعبت دورًا حيويًا في الحرب العالمية الثانية. من خلال تشكيله في مارس 1943 وحتى حله في نوفمبر 1945، شارك السرب في العديد من العمليات في منطقة جنوب غرب المحيط الهادئ. أظهر طيارو السرب شجاعة ومهارة كبيرتين، وحققوا العديد من الانتصارات الجوية. ساهمت مشاركة السرب في العمليات الرئيسية في تحقيق النصر النهائي للحلفاء. يمثل السرب 86 جزءًا مهمًا من تاريخ سلاح الجو الملكي الأسترالي، وتذكيرًا بالتضحيات التي قدمها الأستراليون خلال الحرب.