مقدمة
كانت دائرة ميد أنترم الانتخابية (Mid Antrim) إحدى الدوائر الانتخابية في برلمان المملكة المتحدة في أيرلندا، والتي كانت تنتخب عضوًا واحدًا في البرلمان من عام 1885 إلى عام 1922، وذلك باستخدام نظام التصويت الفردي بالأغلبية. تأسست الدائرة بموجب قانون إعادة توزيع المقاعد لعام 1885، وكانت جزءًا من مقاطعة أنترم.
تاريخ الدائرة الانتخابية
تم إنشاء دائرة ميد أنترم الانتخابية في عام 1885 بموجب قانون إعادة توزيع المقاعد لعام 1885، والذي كان يهدف إلى إعادة تنظيم الدوائر الانتخابية في جميع أنحاء المملكة المتحدة. وكانت الدائرة جزءًا من مقاطعة أنترم، وهي واحدة من المقاطعات الست التي تشكل أيرلندا الشمالية اليوم. تم تصميم الدائرة لتمثيل المنطقة الوسطى من مقاطعة أنترم، وهي منطقة ريفية في الغالب تعتمد على الزراعة.
خلال فترة وجودها، كانت دائرة ميد أنترم الانتخابية معقلًا قوياً لحزب الاتحاد الأيرلندي، الذي كان يدافع عن بقاء أيرلندا جزءًا من المملكة المتحدة. ومع ذلك، كان للدائرة أيضًا وجود قوي للحركة القومية الأيرلندية، التي سعت إلى تحقيق الحكم الذاتي لأيرلندا أو حتى الاستقلال التام.
شهدت الدائرة عددًا من الانتخابات المثيرة للجدل خلال فترة وجودها، بما في ذلك انتخابات عام 1886، والتي شهدت فوز مرشح الاتحاد الأيرلندي على مرشح القوميين الأيرلنديين بفارق ضئيل. أثارت هذه الانتخابات أعمال شغب واسعة النطاق في جميع أنحاء الدائرة، وأدت إلى اعتقال العديد من الأشخاص.
تم إلغاء دائرة ميد أنترم الانتخابية في عام 1922 بموجب قانون حكومة أيرلندا لعام 1920، الذي قسم أيرلندا إلى قسمين: أيرلندا الشمالية وأيرلندا الجنوبية. أصبحت دائرة ميد أنترم جزءًا من دائرة أنترم الانتخابية الجديدة، التي كانت تنتخب أربعة أعضاء في البرلمان.
التمثيل البرلماني
فيما يلي قائمة بأعضاء البرلمان (MPs) الذين مثلوا دائرة ميد أنترم الانتخابية في برلمان المملكة المتحدة:
- 1885: جيمس وايتسايد ماكوين (حزب الاتحاد الأيرلندي)
- 1892: روبرت تورينس أوهانلون (حزب الاتحاد الأيرلندي)
- 1900: جون ماكليلان (حزب الاتحاد الأيرلندي)
- 1906: آرثر تشيشولم تيبوت (حزب الاتحاد الأيرلندي)
- 1910: العقيد جيمس ماسي (حزب الاتحاد الأيرلندي)
- 1918: القائد ديزموند فيتزجيرالد (شين فين)
التركيبة السكانية
كانت دائرة ميد أنترم الانتخابية ذات طابع ريفي في الغالب، حيث تعتمد الغالبية العظمى من السكان على الزراعة. كانت المنطقة معروفة أيضًا بصناعة الكتان، التي كانت مصدرًا مهمًا للعمالة والدخل.
كانت التركيبة السكانية للدائرة الانتخابية متنوعة إلى حد ما، مع وجود كل من البروتستانت والكاثوليك. ومع ذلك، كان البروتستانت يشكلون الأغلبية في معظم أنحاء الدائرة، وخاصة في المناطق الشمالية والشرقية. كان الكاثوليك يتركزون بشكل أكبر في المناطق الجنوبية والغربية.
أدت الانقسامات الطائفية في الدائرة الانتخابية في كثير من الأحيان إلى توترات وصراعات سياسية. شهدت الدائرة عددًا من أعمال الشغب والاضطرابات الطائفية خلال فترة وجودها، لا سيما خلال فترة أزمة الحكم الذاتي في أوائل القرن العشرين.
الأهمية السياسية
على الرغم من صغر حجمها نسبيًا، لعبت دائرة ميد أنترم الانتخابية دورًا مهمًا في السياسة الأيرلندية والبريطانية خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. كانت الدائرة بمثابة ساحة معركة رئيسية بين حزب الاتحاد الأيرلندي والحركة القومية الأيرلندية، وكثيراً ما عكست نتائج الانتخابات فيها المزاج السياسي الأوسع في أيرلندا.
كان فوز مرشح شين فين، ديزموند فيتزجيرالد، في انتخابات عام 1918 بمثابة نقطة تحول مهمة في تاريخ الدائرة الانتخابية. كان هذا أول فوز لقومي أيرلندي في الدائرة منذ إنشائها في عام 1885، وكان بمثابة علامة على تزايد قوة الحركة القومية في أيرلندا.
ساهم إلغاء دائرة ميد أنترم الانتخابية في عام 1922 في إعادة تنظيم الدوائر الانتخابية في أيرلندا الشمالية بعد تقسيم أيرلندا. أصبحت الدائرة جزءًا من دائرة أنترم الانتخابية الأكبر، والتي استمرت في لعب دور مهم في السياسة في أيرلندا الشمالية.
تأثيرها على الأحداث اللاحقة
على الرغم من أن دائرة ميد أنترم الانتخابية لم تعد موجودة، إلا أن تأثيرها على الأحداث اللاحقة في أيرلندا الشمالية لا يزال محسوسًا حتى اليوم. لقد ساهمت الانقسامات السياسية والطائفية التي ميزت الدائرة في تشكيل المشهد السياسي في أيرلندا الشمالية، ولا تزال تؤثر على العلاقات بين المجتمعات البروتستانتية والكاثوليكية.
علاوة على ذلك، فإن تاريخ الدائرة الانتخابية بمثابة تذكير بأهمية التمثيل السياسي والعملية الديمقراطية. إن إلغاء الدائرة الانتخابية في عام 1922 يسلط الضوء على الطرق التي يمكن أن تؤدي بها التغييرات في الحدود السياسية والتمثيل إلى تغييرات كبيرة في السلطة السياسية.
لا تزال دراسة تاريخ دائرة ميد أنترم الانتخابية ذات صلة اليوم، لأنها توفر نظرة ثاقبة للتحديات المعقدة التي تواجه المجتمعات المقسمة والتأثير الدائم للأحداث التاريخية على السياسة المعاصرة.
تحليل انتخابي
من المهم تحليل نتائج الانتخابات المختلفة في دائرة ميد أنترم الانتخابية لفهم التحولات السياسية والديموغرافية التي حدثت خلال فترة وجودها. يمكن تحليل هذه النتائج من خلال عدة عوامل:
- الولاءات الحزبية: تحديد الأحزاب السياسية التي حظيت بأكبر قدر من الدعم في مختلف الفترات.
- التغيرات في التصويت: ملاحظة التغيرات في أنماط التصويت وكيف تحولت الولاءات الحزبية مع مرور الوقت.
- الأثر الديموغرافي: تقييم كيف أثرت التركيبة السكانية المتنوعة على نتائج الانتخابات، بما في ذلك تأثير الانقسامات الطائفية.
- القضايا المحلية والوطنية: فهم كيف أثرت القضايا المحلية والوطنية على قرارات الناخبين.
من خلال تحليل هذه الجوانب، يمكن الحصول على فهم أعمق للديناميكيات السياسية التي شكلت دائرة ميد أنترم الانتخابية وتأثيرها على السياسة الأيرلندية والبريطانية.
شخصيات بارزة
بالإضافة إلى أعضاء البرلمان الذين مثلوا الدائرة، هناك العديد من الشخصيات البارزة الأخرى التي ارتبطت بدائرة ميد أنترم الانتخابية. وتشمل هذه:
- قادة المجتمع: الأفراد الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في تشكيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الدائرة.
- رجال الأعمال: الشخصيات التي ساهمت في تطوير الصناعة والتجارة في المنطقة.
- الشخصيات الثقافية: الفنانون والكتاب والموسيقيون الذين استلهموا أعمالهم من المناظر الطبيعية والتراث الثقافي للدائرة.
إن استكشاف حياة وإنجازات هؤلاء الأفراد يوفر فهمًا أعمق لتاريخ الدائرة الانتخابية وتأثيرها على المجتمع.
خاتمة
كانت دائرة ميد أنترم الانتخابية منطقة انتخابية في أيرلندا الشمالية في المملكة المتحدة من عام 1885 إلى عام 1922. شهدت الدائرة صراعات سياسية بين الاتحاديين والقوميين، وكانت ذات أغلبية بروتستانتية. تم إلغاؤها في عام 1922، وكانت جزءًا من دائرة أنترم الانتخابية الجديدة. تعكس تاريخ الدائرة الانتخابية التوترات السياسية والديموغرافية في أيرلندا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.