الخلفية السياسية والاجتماعية
تميزت أوائل القرن الثامن عشر في ويلز بالاستقرار النسبي بعد فترة من الاضطرابات السياسية. كانت ويلز جزءًا من مملكة بريطانيا العظمى، وحكمها ملك من لندن. ومع ذلك، احتفظت ويلز بهويتها وثقافتها المتميزة، بما في ذلك اللغة الويلزية والتقاليد المحلية.
كانت الهياكل الاجتماعية في ويلز خلال هذه الفترة هرمية، حيث كان النبلاء يمثلون الطبقة العليا، يليهم ملاك الأراضي والمهنيون والتجار. كان غالبية السكان من المزارعين والعمال الزراعيين، الذين عانوا غالبًا من الفقر والظروف المعيشية الصعبة.
أمير ويلز في هذا العقد كان:
- فريدريك أمير ويلز
التغيرات الاقتصادية
شهدت ويلز خلال عقد 1730 تحولات اقتصادية مهمة. بدأ التعدين في الفحم والحديد في التوسع، مما أدى إلى زيادة في فرص العمل، وخاصة في جنوب ويلز. ومع ذلك، أدت هذه الصناعات أيضًا إلى مشاكل بيئية وصحية، فضلاً عن ظروف عمل قاسية للعديد من العمال.
شهدت الزراعة أيضًا تغييرات، مع زيادة التركيز على إنتاج المحاصيل لتلبية الطلب المتزايد في الأسواق الحضرية. أدى ذلك إلى إدخال تقنيات زراعية جديدة، مثل تناوب المحاصيل، مما ساعد على زيادة الإنتاجية.
أدت هذه التغييرات الاقتصادية إلى نمو المدن والبلدات، حيث بحث الناس عن فرص عمل أفضل. كما أدى إلى زيادة التجارة والتبادل التجاري، مما ساهم في ربط ويلز بشكل أكبر بالاقتصاد البريطاني الأوسع.
الصحوة الويلزية الكبرى
كانت أبرز الأحداث في عقد 1730 في ويلز هي بداية الصحوة الويلزية الكبرى. كانت هذه الحركة الدينية إحياءً للروحانية المسيحية، وركزت على أهمية الإيمان الشخصي والتبشير بالإنجيل. لعبت هذه الصحوة دورًا حاسمًا في تشكيل المجتمع الويلزي خلال هذه الفترة.
بدأت الصحوة من خلال الوعظ في الهواء الطلق، والذي قام به قادة مثل جورج وايتفيلد، ودانيال رولي، وهاول هاريس. اجتذبت هذه الوعظ حشودًا كبيرة من الناس، الذين تأثروا بعمق برسائلهم. ركزت هذه الرسائل على الخطية والخلاص من خلال الإيمان بيسوع المسيح.
أدت الصحوة إلى تأسيس مجتمعات مسيحية جديدة، وانتشار الكنائس غير المذهبية، مثل الكنيسة المعمدانية والمشيخية. كما شجعت الصحوة على محو الأمية والتعليم، حيث قام القادة الدينيون بتدريس القراءة والكتابة للأشخاص الذين لم يحصلوا على تعليم رسمي.
كان للصحوة تأثير كبير على المجتمع الويلزي. ساعدت على تعزيز القيم الأخلاقية، وتعزيز الشعور بالهوية الوطنية، وتعزيز أهمية اللغة الويلزية. كما أدت إلى زيادة الوعي الاجتماعي والسياسي، مما أدى في النهاية إلى حركات الإصلاح في القرن التاسع عشر.
الثقافة واللغة
شهدت الثقافة الويلزية خلال عقد 1730 فترة من التغير والتطور. استمرت اللغة الويلزية في كونها اللغة السائدة للعديد من السكان، وخاصة في المناطق الريفية. ومع ذلك، أدى انتشار اللغة الإنجليزية والتأثير المتزايد للثقافة الإنجليزية إلى بعض التآكل في استخدام اللغة الويلزية.
شهدت الأدبيات الويلزية خلال هذه الفترة ازدهارًا، مع ظهور كتاب وشعراء جدد. أنتجت الصحوة الويلزية الكبرى أيضًا عددًا كبيرًا من الترانيم والكتب الدينية باللغة الويلزية. ساعد هذا في الحفاظ على اللغة والثقافة الويلزية، وتعزيز أهميتهما.
كما ازدهرت الموسيقى والفنون الويلزية خلال هذه الفترة. استمرت تقاليد الغناء والرقص الويلزية، وتم تطوير أشكال فنية جديدة، مثل رسم المناظر الطبيعية.
التعليم والصحة
كان التعليم في ويلز خلال عقد 1730 محدودًا بشكل عام، وخاصة للأشخاص من الطبقات الدنيا. كان التعليم متاحًا في المقام الأول للأغنياء، الذين أرسلوا أطفالهم إلى المدارس الخاصة أو إلى الجامعات في إنجلترا. ومع ذلك، شجعت الصحوة الويلزية الكبرى على محو الأمية، مما أدى إلى زيادة في عدد الأشخاص القادرين على القراءة والكتابة.
كانت الرعاية الصحية بدائية في ويلز خلال هذه الفترة. كان لدى معظم الناس القليل من الوصول إلى الخدمات الطبية، وكانوا يعتمدون على العلاجات التقليدية والأعشاب. كانت الأمراض منتشرة، وخاصة الأمراض المعدية. لم يكن هناك العديد من المستشفيات أو العيادات، وكانت الرعاية الصحية تقتصر إلى حد كبير على الأغنياء.
خاتمة
كان عقد 1730 فترة تحول مهمة في تاريخ ويلز. شهدت ويلز تغيرات اقتصادية كبيرة، وظهور الصحوة الويلزية الكبرى، وتطور الثقافة واللغة الويلزية. تركت هذه التغييرات تأثيرًا دائمًا على المجتمع الويلزي، وشكلت الهوية الوطنية، ومهدت الطريق للإصلاحات الاجتماعية والسياسية في القرون اللاحقة. يمكن لدراسة هذا العقد أن تقدم رؤى قيمة حول تطور ويلز، وتعقيداتها التاريخية.